
الحمدلله القائل واعتصموا بحبل الله جميعا ، واشهد انْ لا إله إلا الله القائل ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، واشهد أن محمدا عبدالله ورسوله القائل المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى من كان بهم رؤوف رحيم ، اما بعد، كنت قد كتبت عن مصطلح (الشيعة) وشرحت انه جاء في القرآن في الغالب في باب الذم والنهي ، واليوم اتكلم عن مصطلح (السنة) والذي ليس بافضل حالا من (الشيعة) وان كان وجوده في القران ليس ذماً او مدحاً ولكن له معنى آخر على نحو ما سنبين باذن الله ، فاعلم أخي المسلم ان مصطلح اهل السنة والجماعة لم يكن معروفاً على زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولا على زمن الراشدين رضي الله عنهم ، ولكن اصل الحكاية بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه حدثت فتنة شديدة بين المسلمين وكان امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه هو الأحق بالخلافة وصاحب البيعة وخرج عليه معاوية بن ابي سفيان ولن أخوض في هذه الفتنة مع الخائضين ولكن ولحكمة يعلمها رب العالمين وبخديعة التحكيم انقسم المسلمون فمن تابع علي رضي الله عنه وتشيعوا له ولآل البيت واصطلح على تسميتهم (شيعة آل البيت) ومن خرج عنه من جيشه رافضا التحكيم اصطلح على تسميتهم (الخوارج) ثم بحكمة من الحسن بن علي سبط رسول الله عليه الصلاة والسلام آثر حقن دماء المسلمين بعد مقتل أبيه وعقد صلحا مع معاوية فبايعه اميرا للمؤمنين على ان يكون هو خليفته وشاء الله ان ينتقل الحسن الي جوار ربه قبل معاوية واستتب الامر لبني أمية يتبعهم جموع المسلمين واصطلح علي تسميتهم (جماعة المسلمين) وكان حتى هذا الوقت الخلاف سياسي والحكم فيه للسيف احيانا والصلح حينا حتى حدثت واقعة كربلاء والتي كانت كربٌ وبلاء على المسلمين حتى اليوم ، واراد بني أمية ان يجعلوا الناس تتبعهم وقد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخترعوا وظيفة القصاص والذي كان يقص على الناس مناقب بيني امة ويحكي لهم دون سند قصص وسير كان رسول الله احد أبطالها ، فقالوا ان امير المؤمنين معاوية كان كاتباً للوحي والمشهور انه اسلم يوم فتح مكة ، فمتى كتب الوحي؟ وكم من الوقت كتبه؟
المهم عندما ثار العلويين بقيادة الحسين وهم شيعة ال البيت ، اصطلح على تسمية الفريق المنافس اهل السنة والجماعة لانهم كانوا يسمعون القصاصين ثم بعد المائة الاولى بدأ المحدثين في تتبع حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فاختلط القصص بالرواية وسميت سنة النبي ، ولكن إذا رجعنا للقرآن لنبحث عن مصطلح (سنة) نجد انه ذكر في القرآن ثماني مراتٍ في سبع آيات بينات كلها بمعنى الإرادة الكونية لرب العالمين ولم تأتِ ولو مرة واحدة بمعناها المتداول اليوم (سنة النبي) ، فقد جاءت في الأحزاب في الايتين ٣٨ ، ٦٢ ، والفتح ٢٣ ، بمعنى (سنة الله) اي قدر الله ولن تجد لسنة الله تبديلا اي لن تجد لقدرة وأمره في خلقة من يبدله او يغيره ، ولنتدبر قوله سبحانه وتعالى مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الأحزاب ، تجد ان جملة (وكان امر الله قدراً مقدوراً) هي عطف بيان على قوله سبحانه وتعالى (سنة الله في الذين خلوا من قبل) فسنة الله هي امره الذي لا دخل لمخلوق فيه ، وجاءت في باقي الايات الإسراء والحجر والأنفال والكهف ، بمعنى العذاب الذي ينتظر المكذبين كذلك الذي مضى في الامم السابقة على نحو قوله سبحانه وتعالى وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا (55) الكهف .
ولم تاتي ولو مرة واحدة في القرآن منسوبة الي رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهنا يسأل سائل اليس للرسول سنة؟ اقول ان الله سبحانه وتعالى سماها في القرآن (منهاجا) وقد وردت في سورة المائدة في قوله سبحانه وتعالى وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة ، فالشرعة هي النص والنص في الكتاب والكتاب عندنا كمسلمين هو القرآن والمنهاج هو طريقة تعامل رسول الله عليه الصلاة والسلام مع النص المنزل ، فالله سبحانه وتعالى يقول (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) النساء 103 ، فيصلي الرسول ونتعلم منه كيفية الصلاة وأوقاتها وعدد ركعاتها وما نقوله فيها ، فهذا هو منهاج الرسول عليه اصلي وأسلم ، ولكن اخذ المصطلح التاريخي وأسبغ عليه ثوب القدسية واصبح وسيلة لتفريق المسلمين فهؤلاء شيعة واولئك خوارج وتلكم هم اهل السنة والجماعة ، وكلها اسماء سمّيتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ، الله سبحانه وتعالى يقول قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) الانعام ، وقال سبحانه وتعالى ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ الحج 78 ، وقال سبحانه وتعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) آل عمران 19
انبذوا الفرقة والخلاف والاختلاف واعلموا ان الامم قد تداعت عليكم فلا تفرحوا بأسماء سمّيتموها وتمسكتم بها والقيت بينكم العداوة والبغضاء واصبحتم غثاء كغثاء السيل
إلا هل بلغت ،،، اللهم فاشهد