الأولى و الأخيرة

مشروع القرن

القصة الكاملة لتبليط الهرم وعلاقتها بالتغيير الوزاري

موقع الصفحة الأولى

خرج علينا الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بتصريح عن الهرم، مبشرا بمشروع القرن لمصر، بعدما أعلن عن دراسة تجرى لإعادة كساء الهرم الأصغر "هرم منكاورع" باعتباره مشروعا لإعادة الشيء إلى أصله، الذي كان عليه أيام المصري القديم.

ووصف "وزيري" ذلك بمشروع القرن لمصر، ولكنه عاد ليقول إنه حتى الآن لم يتم البدء في مشروع ترميم الهرم، حيث يتم إعداد الدراسة اللازمة لتوضيح طريقة العمل على المشروع بشكل علمي ودقيق".

كما أكد أمين مجلس الآثار، أن الحديث عن تبليط الهرم، أو تبطينه، والشائعات التي انتشرت حول إخفاء معالمه، كلام عارٍ تمامًا من الصحة، ولم يتحدث عنها أي مسؤول أثري.

جدل تبليط هرم منكاورع

ولكن حديث وزيري لم ينه الجدل، بل أشعله، خاصة بعد خروج العديد من الأثريين والخبراء، ليعترضوا على المشروع، ثم تفجير الدكتور زاهي حواس مفاجأة حول مصدر إشاعة تبليط الهرم، وعلاقتها بالتغيير الوزاري المرتقب.

وأشار أمين المجلس الأعلى للآثار، إلى أن بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة بدأت في دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية  للكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع تمهيدا لإعادة تركيبها من جديد.

وقال وزيري إن الأهرامات كان لها كساء خارجي من الحجر الجيري، ولكنه سقط بفعل عوامل الطقس ولم يبق إلا الأحجار.

وحسب أمين المجلس الأعلى للآثار، فإن البلوكات الجرانيتية للكساء الخارجي لهرم منكاورع، عددها 16 بلوكًا، ولكن لم يتبق منها إلا 7 بلوكات فقط، والتي سيجري دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها، لرؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة وهو مكتمل بالكساء الخارجي كما بناه المصري القديم.

وأوضح أن البعثة الأثرية المصرية اليابانية ستعمل على ترميم الأحجار ودراستها وإعادتها إلى مكانها الأصلي، خاصة وأن الهرم الأصغر الوحيد المبني من الأسفل بالجرانيت حتى ثلث ارتفاع الهرم، إلا أن هذه الحجارة وقعت بجانب الهرم، وهناك تفكير في عمل مجسات من الناحية الشمالية.

تبطين الهرم الثالث

وعاد وزيري ليؤكد أن ما أشيع عن تبطين الهرم الثالث، تم تناوله بشكل خاطئ، لأنه لن يتم استخدام حجارة جديدة، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الأحجار التي سقطت، يمكن أن تعود إلى مكانها من جديد، على أن يتم دراسة المشروع لمدة عام.

وشدد أمين مجلس الآثار، على أن ما تردد بأن الهرم الأصغر سيتم تبطينه من خلال الخرسانة، عار تماما من الصحة ولم يصدر عن أي مسؤول، وأن التفكير يدور حول العمل على إعادة بعض الحجارة من جديد إلى أماكنها، وذلك قدر المستطاع.

وقال وزيري، إن الهرم الأصغر تعرض لزلزال أدى إلى تناثر الكتل الحجرية على جانبيه، وإن هناك دراسة تخيلية سيتم اجراؤها للبلوكات الحجرية قبل إعادة تركيبها.

وكشف "وزيري" عن أن البعثة اليابانية ستتحمل قيمة مشروع الهرم الأصغر بالكامل، وليس عن طريق القروض، في ظل اهتمام البعثة اليابانية بالملف، وأن مصر لان تتحمل أي تكلفة، على ان يتم عرض الدراسة على خبراء مختصين، وعند الموافقة عليها، يمكن العمل على تنفيذها.

حواس: هيصة قبل التغيير الوزاري

وقال الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، وزير الأثار الأسبق، إن سيدة تحب تعمل هيصة قبل أي تغيير وزاري، وتعتقد أنها يمكن أن تأتي وزيرة، كتبت على صفحتها محذرة من أن هناك تبليط للهرم.

وطالب "حواس" بمحاكمة كل من روج لمصطلح تبليط الهرم، وأكد: "محدش يقدر يبلّط الهرم نهائيا".

وعاد زاهي حواس ليقول في تصريحات إعلامية: "لابد أن يكون لدينا ضمير علمي، ولا يوجد أحد سواء أمين عام أو وزير يستطيع التأثير أو المساس بالهرم، وأن أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، أحمد عيسى، بعد انتشار المعلومات المغلوطة، تواصل معي، وطلب تشكيل لجنة برئاستي لطمأنة المواطنين بعدم المساس بالهرم".

خبراء الآثار يدخلون على خط الأزمة

وردت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ مساعد الآثار والتراث الحضاري، بأن مشروع تغليف الهرم الثالث بأحجار الجرانيت لا جدوى له من الناحية الأثرية.

وأكدت "حنا" أنه من غير المنطقي أن يتم الإعلان عن البدء في ذلك المشروع، دون دراسة متخصصة منشورة في أي دورية علمية معتمدة، كما لا يحق حتى الحديث عن المشروع دون إجراء دراسة دقيقة وعلمية.

وحذرت أستاذ مساعد الآثار من العبث بآثار مصر، ولفت إلى أن كل المواثيق الدولية المختصة بالترميم ترفض ذلك التدخل بكل أشكاله، داعية أساتذة الجامعات في الآثار والترميم إلى الوقوف ضد المشروع فورا.

أما الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فيرى أن مشروع كساء هرم منكاورع، يعتبر من الموضوعات الجدلية في علم المصريات، وهناك علماء يتبنون وجهة النظر بأن الهرم لم يتم كساؤه بأحجار، وأن البلوكات الموجودة بجانبه خاصة بالمعبد الجنائزي.

ويقول "عبد البصير" إن هناك الكثير من النظريات ترى أن الأحجار الجرانيتية الموجودة بجانب الهرم الأصغر، كانت جزء من الكساء الخارجي له، وأنها سقطت مع مرور الزمن، ثم تعرضت للتغيرات مع تأثير العوامل الجوية.

وقال مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار، إن أسباب اختيار مشروع كساء هرم منكاورع، تعود إلى أن ذلك الهرم كان الوحيد المغطى بحجارة الجرانيت، والتي ما تزال موجودة حول الهرم وحالتها جيدة.

أوضح عالم المصريات، أن سبب كساء الأهرامات من الخارج بالأحجار الجرانيتية أو الجيرية حتى تعكس أشعة الشمس للتأكيد على ربوبية الملك في العالم الأخر-وفقًا لمعتقداتهم- لافتًا إلى أهمية المشروع في الترويج للسياحة المصرية في ظل الاهتمام العالمي بالحضارة المصرية القديمة.

تم نسخ الرابط