الأولى و الأخيرة

بنت مين في مصر؟

فضيحة عالمية.. غادة والي وفن البجاحة

موقع الصفحة الأولى

أصبحت الفهلوة، وليس الشطارة، أسلوب حياة، وتحولت السرقة إلى الأصل، وليس الاجتهاد والابداع، المهم ألا تكتشف، أو تتم معالجتها في الوقت المناسب ودون فضائح، أو حتى دون معرفة صاحب الحق الذي يسرق إبداعه وتعبه، وهو ما لم يحدث مع غادة والي، بعد اكتشاف سرقاتها الفنية المتعددة، والتي، برغم ذكائها المحدود وإمكانياتها الضعيفة، وعدم امتلاكها لأي موهبة فنية من أي نوع، أخذت لقب فنانة بدون مناسبة، ولكنها تمتلك مواهب من نوع آخر، في السرقة وانتحال الأعمال الفنية، وقدرة غريبة على تزييف الحقائق وقلب الحق إلى باطل، وصلت إلى درجة البجاحة، وبالطبع، شبكة قوية من العلاقات، جعلتها تحصل على تلك المكانة المجتمعية والفنية المتميزة، والتي وصلت إلى درجة تمثيلها للمرأة المصرية في أحد مؤتمرات الشباب، ما جعل البسطاء والشرفاء يتساءلون: "هي غادة والي بنت مين في مصر؟".

ومن الكلمات المأثورة لـ غادة والي: "من ليس لديه تاريخ.. ليس لديه مستقبل"، والتي وصفت به ما قالت إنه فنها الذي تقدمه للعالم، وأعلنت عن مبادرتها لإنشاء هوية بصرية مصرية، وذلك أمام أحد مؤتمرات الشباب.

وتقول غادة والي عن نفسها: "أنا أصنع عملا وثيق الصلة بمن أنا ومن أين أتيت"، وهي جملة تضعها في صدر موقعها الإلكتروني كنبذة عنها، وبصراحة لا نعلم هل هذه الجملة من إبداعاتها أم سرقتها هي الأخرى؟

 

فضيحة غادة والي

وتفجرت فضيحة غادة والي وسرقتها للأعمال الفنية، بعدما قدم الفنان التشكيلي الروسي جورجي كوراسوف، بلاغا ضد "غادة" اتهمها فيه باستخدام بعض لوحاته في جداريات محطة مترو كلية البنات، دون الحصول على إذنه، وقال إنه شاهد لوحاته المسروقة بالصدفة: "لقد استخدمت لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة من دون إذني ولا حتى ذكر اسمي، وأنتظر ردا رسميا بشأن هذا الأمر".

 

إزالة لوحات غادة والي من محطة مترو كلية البنات

وطبعا بعد تفجر الفضيحة وتمسك الفنان الروسي بحقه، أُزيلت اللوحات التي وضعتها شركة واليز ستوديوز التابعة لغادة والي من على جدران محطة مترو كلية البنات، بعد بلاغ من وكيل الفنان الروسي، يتهم "غادة" بالتعدي على حقوق المؤلف.

ووقتها، دافعت غادة والي عن نفسها، وادعت أنها استعانت بتصميمات فرعونية أخذتها من معبد هابو في الأقصر، وأن سبب التشابه بين لوحاتها ولوحات الفنان الروسي، هو مصدرهما واحد، الرسومات الفرعونية، واعتماد كلا من كوراسوف وغادة على المدرسة التكعيبية التي أسسها بيكاسو.

 

بجاحة غادة والي

ووصلت بجاحة غادة والي إلى اتهام الفنان الروسي نفسه بالسرقة، عندما قالت: إذا كان الفنان الروسي يقول إنني سرقت منه التصميم فهو أيضاً سارق تصميماته من فن بيكاسو".

ولكن الفنان الروسي أكد أن اللوحة المستخدمة في محطة مترو كلية البنات مستوحاة من اللوحة المصنفة رقم «38» له، وهي ليست عن مصر القديمة كما تقول "غادة"، بل مستوحاة من الحضارة اليونانية القديمة، من ملحمة هوميروس الشهيرة، وتظهر فيها بينلوبي زوجة أوديسيوس بطل ملحمة الأوديسا.

 

كوراسوف يسخر من غادة والي

وسخر كوراسوف من ردود غادة والي، وقال: "الأمر مضحك للغاية، للأسف غادة لديها خبرة ومعرفة ضئيلة جدًا بالثقافة والحضارة المصرية القديمة، وليس فقط بالثقافة المصرية، ولكن بالثقافة العالمية، كما وضعت في محطة المترو إكسسوارات خاصة بالحضارة الإغريقية، ولكن ما العلاقة بين الحضارة المصرية واليونانية بهذا؟".

وكشف الفنان الروسي عن أن غادة والي، وضعت لوحاته على الكمبيوتر، ثم غيرت في بعض الألوان ووضعت بعض العناصر، ولكن ذلك لا يعني أن تنسب لوحاته إليها.

ولكن، تحقيقات النيابة العامة أكدت اعتداء غادة والي على الحقوق الأدبية والمالية لجورجي كوراسوف، وأن الرسومات التي استخدمتها في محطة مترو الأنفاق مقلدة ومنسوخة من الفنان الروسي، ليتم إحالة القضية رقم 3117 لسنة 2023 جنح مالية إلى المحكمة الاقتصادية، والتي ستنظرها في جلسة 8 يناير 2024.

وأكد تقرير لجنة فحص الرسومات، أن اللوحات موضوع الشكوى تتميز بعنصر الابتكار وتحمل الطابع الإبداعي الذي يتسم بالأصالة، وأن المنسوبة للمتهمة، مقلدة ومنسوخة من أعمال الفنان المنشورة على موقع فيسبوك، وهو ما يعد تعديا على حقوقه الأدبية والمالية.

 

إحالة غادة والي إلى المحاكمة

وتمت إحالة غادة والي إلى المحاكمة، بعدما كلف النائب العام نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال، بالتحقيق وفحص الملفات الخاصة بواقعة سرقة لوحات رسومات مترو الأنفاق من الفنان الروسي جورجي كوراسوف.

وكانت غادة والي، قد اعتقدت، أو ربما تعشمت في موت الجريمة ونسيانها، بعدما قالت إن سبب عدم ردها على اتهامات سرقة رسومات الفنان الروسي، يعود إلى معاناتها من "الوضع": "كنت بولد في المستشفى، وحالتي الصحية كانت لا تسمح بالرد، عشان حصلي ظروف في الولادة، وبعد الولادة كمان، ولما قدرت أتعافي بعديها كان الموضوع نام، فالناس قالت لي هتردي هتفتحي الموضوع تاني، ملوش لازمة، الموضوع اتقفل".

وأثناء الترويج لأعمالها الفنية العظيمة، وقبل اكتشاف سرقتها، كانت غادة والي قالت إن عملية تزيين محطات المترو، أخذت منها مجهودات وعملا شاقا لمدة سنة ونصف السنة، وإن هدفها أن تضع الركاب في رحلة تتنقل بهم وسط المراحل المختلفة للحضارة المصرية القديمة، وإنها تأمل من وراء مجهودها "في السرقة طبعا"، في اعتزاز المواطن المصري بحضارته القديمة.  

وواصلت "غادة" بجاحتها لتؤكد انها عملت مع مؤرخين ومتخصصين في التاريخ المصري القديم، حتى لا تقع في أي خطأ بالتنفيذ، الأمر الذي تطلب منها المعرفة والثقافة والقراءة المتعمقة عن تلك الفترة، وليكتشف الجميع بعدها أنه كان إلمام بـ"فن البجاحة". 

تم نسخ الرابط