و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

زائر بلا تأشيرة

سنوات من الصراع مع الحمى القلاعية وتحذيرات من هلاك مليون رأس ماشية

موقع الصفحة الأولى

شهدت محافظات الوجه البحري تزايدًا ملحوظا في حالات إصابة المواشي بمرض الحمى القلاعية، فيما حذرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة من احتمالات إصابة نحو مليون رأس ماشية نتيجة تقاعس المربين عن تحصينها.
وبحسب البيانات الطبية، يعتبر الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة «الأبقار والأغنام والماعز»، فى بداية فصل الشتاء من كل عام وله سبعة أنماط مصلية رئيسية، ما يجعل عملية التحصين ضده معقدة.
وتشير التقارير التاريخية إلى أن أول ظهور موثق لمرض الحمي القلاعية فى مصر  كان في عام 1950، عندما دخلت سلالة حيوانات مستوردة أو مهربة. ومنذ ذلك الحين، أصبح الفيروس متوطنًا في البلاد، حيث ساهمت حركة التجارة والرعي غير المنضبطة عبر الحدود في استمراره، مما جعل السيطرة عليه تحديًا كبيرًا.
وشهدت مصر موجات عديدة من تفشي المرض بين رؤوس الماشية، إلا أن عامي 2006 و2012 يظلان محفورين في ذاكرة المربين والبيطريين  كأصعب الفترات، حيث شهد عام 2006، تفشيًا كبيرا تسبب في نفوق أكثر من 30 ألف رأس من الماشية، وأشارت التحقيقات وقتها إلى أن سبب التفشي كان استيراد حيوانات مصابة، مما سلط الضوء على ضعف الرقابة على عمليات الاستيراد.
وبحسب البيطريين كان عام 2012 عاما كارثيا على الثروة الحيوانية فى البلاد، حيث عاد فيروس الحمى القلاعية ليضرب بقوة مرة أخرى، وأدى الانتشار السريع والشرس للفيروس إلى نفوق الآلاف من الحيوانات الصغيرة في مختلف المحافظات، وهو ما دفع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» إلى التدخل والتحذير من خطر انتشار الوباء في منطقة شمال إفريقيا بأكملها.

مليون رأس ماشية

ووفقا للأطباء البيطريين، تكمن صعوبة مكافحة الحمى القلاعية في مصر في عدة أسباب منها غياب التنسيق الفعال في اختيار اللقاحات المناسبة للسلالات المتغيرة والمنتشرة، وضعف الرقابة على حركة الحيوانات، وغياب الوعي الكافي لدى بعض المربين بأهمية التحصين الدوري.
وبحسب تصريحات لرئيس هيئة الخدمات البيطرية، فإن الهيئة أطلقت حملة للتحصين ضد المرض في أغسطس الماضي تمكنت خلالها من تحصين نحو 80% من إجمالي الثروة الحيوانية، وهو ما يمثل 5 ملايين رأس، بينما ظلت النسبة المتبقية البالغة نحو مليون رأس من الماشية دون تحصين بسبب تقاعس أصحابها عن الأمر.
وقال أن إصابة الماشية متوقع نظرًا لانتقال المرض بسرعة كبيرة عن طريق الهواء أو الاتصال المباشر وغير المباشر، مؤكدا أن مرض الحمى القلاعية متواجد منذ سنوات وتحاول الهيئة تنفيذ حملات تحصين دورية كل 4 أشهر لمواجهة المرض والحد من انتشاره.
وشدد على أن الوقاية هي حجر الزاوية في السيطرة على هذا المرض، من خلال الالتزام بالتحصين، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي الصارمة، لضمان حماية الثروة الحيوانية التي تمثل عماد الأمن الغذائي في مصر.

تم نسخ الرابط