و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

نتنياهو يصفه بـ "أخطر هجوم"

ارتباك جيش الاحتلال يتواصل.. اعتقال المدعية العسكرية وانتحار جنرال وسحب سيارات الضباط

موقع الصفحة الأولى

حالة التوتر والقلق لا تزال تهيمن على مشهد القيادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد بعد الفضيحة التي فجرتها المدعية العسكرية «يفعات تومر يروشالمي» على خلفية فيديو مسرب يظهر انتهاكات مروعة ضد أسير فلسطيني.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، باعتقال المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية السابقة الميجور جنرال «يفعات تومر يروشالمي»، مشيرة إلى أنه يشتبه في أن تومر يروشالمي، التي استقالت يوم الجمعة، عرقلت تحقيقا للشرطة الإسرائيلية في التسريب، وبحسب ما ورد في خطاب استقالتها، فقد تحملت المسؤولية عن إعادة إرسال الفيديو، قائلة إنها أرادت «مواجهة الدعاية الكاذبة الموجهة ضد سلطات إنفاذ القانون العسكرية».

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم اعتقال المدعية العامة العسكرية السابقة لاستجوابها بشأن شبهات مماثلة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وورد أن الفيديو، الذي سجلته كاميرا مراقبة، يظهر جنوداً يعتدون على أسير من حماس محتجز في منشأة «سدي تيمان» للاحتجاز العسكري في جنوب إسرائيل، وذكرت التقارير أن الضرب والانتهاكات غير واضحة بشكل كامل، حيث شكل الجنود جداراً بدروعهم حول المعتقل. وقد نقل بعدها إلى المستشفى، وفقاً للتقارير.

وبدأت شرطة الاحتلال تحقيقا لتحديد ما إذا كان أفراد من مكتب المدعي العسكري متورطين في نشر الفيديو، وتم توجيه الاتهام إلى خمسة جنود احتياط بخصوص الحادث. ونفى محامو المتهمين مزاعم بأن المعتقل تعرض أيضاً لاعتداء جنسي.

وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر الفيديو، واصفاً إياه بأنه «ربما يكون أخطر هجوم علاقات عامة تعرضت له إسرائيل منذ تأسيسها»، وأعلن عن إجراء تحقيق مستقل.

أنشطة تجسس 

على صعيد متصل، قال موقع "والا" العبري، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأ في سحب السيارات الصينية من ضباطه، وذلك بقرار من رئيس أركان الاحتلال، إيال زامير، بسبب مخاوف جدّية من احتمال تسرب معلومات أمنية حساسة أو استخدام هذه المركبات في أنشطة تجسس.

وذكرت تقارير عبرية، أن الإجراء يشمل سيارات من طراز "شيري" الصينية، التي وزّعت في وقت سابق على عدد من الضباط لديهم عائلات كبيرة ، مشيرة إلى أن عدد المركبات التي سيُعاد يقدَّر بنحو 700 سيارة.

ويجري تنفيذ القرار على مراحل؛ ففي المرحلة الأولى تُسحب السيارات من الضباط الذين يشغلون مناصب حساسة أو يتعاملون مع معلومات أمنية سرّية، على أن يشمل الإجراء جميع الضباط بحلول نهاية الربع الأول من عام 2026.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن بعض السيارات الصينية مزوّدة بكاميرات وميكروفونات وحساسات وأنظمة اتصال متصلة بخوادم خارجية، أحيانًا دون علم المستخدم أو الوكيل المحلي، ما يجعلها عرضة للاستخدام في جمع معلومات استخبارية بالقرب من منشآت حساسة.

وأشار ضابط سابق إلى أن المشكلة لا تقتصر على الكاميرات، فكل سيارة ذكية هي عمليًا حاسوب متصل بالعالم الخارجي ويمكن أن يتحول إلى أداة لجمع المعلومات من داخل جيش الاحتلال أو من محيطه.

انتحار جنرال 

كما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن ضابطا رفيعا في سلاح الجو بجيش الاحتلال الإسرائيلي أقدم على الانتحار قبل أسابيع، بعد فترة من خدمته الاحتياطية في إدارة الطائرات المسيّرة المشاركة في حرب الإبادة على قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة العبرية، أن الضابط، الذي لم يُسمح بنشر اسمه حتى اليوم، عانى من صدمة نفسية عميقة بسبب معارك غزة ومشاهد القتل والدمار، التي واكبها وشارك فيها خلال المعارك غزة.

ووصفت الصحيفة الضابط المنتحر بأنه "كان ضابطًا رفيعًا في صفوف الاحتياط، من أقدم وأبرز مشغّلي الطائرات المسيّرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وبحسب زملائه الذين تحدثوا للصحيفة، بدا على الضابط في الأشهر الأخيرة "الانهيار التدريجي" بعد أن بات غير قادر على التعايش مع "الفظائع التي ارتُكبت في غزة"، حيث كان يشرف على إقلاع الطائرات المسيّرة ويتابع نتائج القصف لحظة بلحظة.

وقال أحد زملائه: "كان يرى كل شيء، ويدرك تمامًا ما يحدث على الأرض، رأيناه يذبل يومًا بعد يوم".

وأوضح ضباط من سلاح الجو أن الضابط المنتحر كان يتلقى علاجًا نفسيًا قبل انتحاره، وأن جيش الاحتلال كان على علم بوضعه، غير أنه لم يُبعد عن موقعه لاعتباره "عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه خلال الحرب متعددة الجبهات".

وبحسب التقرير، عبّر الضابط قبل انتحاره بأسابيع عن معارضته لاستمرار الحرب، قائلاً إن "ما يحدث يترك آثارًا لا يمكن محوها"، وأن "أرواح الأبرياء والأطفال القتلى تلاحقه".

تم نسخ الرابط