سألوني: لماذا تنظرين إلى مصر بعينٍ يملؤها الشغف؟
لماذا تتابعين أخبارها السياسية والاجتماعية والدينية وكأنّ لك فيها دارًا وأهلًا؟
ابتسمتُ وقلت: وهل يُسأل القلب عن سرّ نبضه؟
وهل يُلام العاشق على ما تهفو إليه روحه؟
مصر ليست مجرد أرضٍ على خارطة، وليست دولةً عابرة في سجل التاريخ؛
مصر أمّ الدنيا…
والأمّ بطبعها لا تُحَبّ فحسب، بل تُوقَّر، وتُكرَم.
لقد تعلمتُ أن الأم مدرسة، فإذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق…
فكيف إذا كانت هذه الأم هي مصر؟
كيف إذا كانت هي المدرسة الأولى للعرب، ومعبر الحضارات، ومهد العلم، ورفيقة القرآن، وأخت التاريخ؟
اهتمامي بمصر ليس غريبًا…
مصر قلب الأمة
إنه بر بالأمة، فمصر قلبها، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله، وإذا اعتلّ اعتل كله.
مصر، التي إن ابتسمت، ابتسمت المنطقة، وإن نهضت، نهضت شعوب كثيرة تستقوي بحضارتها.
ولن ننسى المقولة الجميلة:
"اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني"
ولعلها لم تُقَل عبثًا؛ فمصر بالفعل حلوة الحلوات، حلوة بتاريخها، وأهلها، ولهجتها، وترابها، ونيلها، ومساجدها وكنائسها، وصوت أذانها الذي يعلو فوق ضجيج الزمن.
إنها أرض الكنانة، الأرض التي ذكرها الله في كتابه، وباركها في كل العصور، وجعلها بابًا للنجاة ومرفأً للأمان.
ولهذا… حين أتحدث عن مصر، فأنا لا أتحدث عن دولة بعيدة،
بل عن شقيقة، عن أمّ، عن جمالٍ يسكن في الروح، عن وطنٍ ولد فيه قلبي.
مصر… يا من إذا ذكرتِ ارتجف الحنين، وإذا مرّ اسمك مرّت معه ألف قصة حب،
لكِ منّي دعاءٌ دائم بأن يحفظك الله، ويعلي شأنك، ويزيدك أمنًا وجمالًا وازدهارًا.
فأنتِ… وستبقين…
حلوة الحلوات.




