قلق في تل أبيب بعد خطاب السيسي
كلمة «العدو» تكشف تغير خطاب مصر نحو إسرائيل.. وخبراء يوضحون أسباب التحول

حالة من القلق سادت في الأوساط السياسية داخل إسرائيل، عقب خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الإسلامية، وهو ما اعتبره الإعلام العبري نقطة تحول في الخطاب المصري تجاه إسرائيل، خاصة بعد أن استخدام الرئيس السيسي كلمة "عدو" فى وصف إسرائيل، والتي لم تستخدم منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، فضلا عن ترتيبات الرئيس المصري لتفعيل مبادرة القوة العربية المشتركة.
وتحت عنوان "يجب أن تقلق إسرائيل"، قال تقرير لموقع emess الإخباري الإسرائيلي، إن مصر تعمل على تجديد مبادرة "القوة العربية المشتركة" التي يُفترض أن تحمي الدول العربية من الهجمات الخارجية.
وأوضح التقرير أن "القوة العربية المشتركة" ستكون بمثابة قوة تُعادل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويُفترض أن تحمي الدول العربية من الهجمات الخارجية.
وقال الموقع العبري إنه من المتوقع أن يكون الاقتراح، الذي طرحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من قبل، محور قمة عربية طارئة في الدوحة ، في إطار رد مشترك على الهجوم الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن مصر تقترح إنشاء قوة عسكرية مشتركة قوامها حوالي 20 ألف جندي، حيث تجري مشاورات بين الدول العربية حول تشكيل هذه القوة، حيث تعتقد القاهرة أن الاقتراح سيحظى بدعم واسع، بعد عشر سنوات من طرحه لأول مرة عام 2015.
فيما حذر دبلوماسيون إسرائيليون من ضرورة منع هذه المبادرة لأنها قد تصبح "إعلان حرب عربي على إسرائيل"، كما أن هناك تخوفات أن تستخدمها بعض الدول ذريعةً لمواجهة عسكرية مباشرة.
فيما قال تقرير للقناة الـ 12 الإسرائيلية، إن مصر تعمل على إنشاء "قوة عربية مشتركة" لتوفير الحماية لأي دولة عربية تتعرض لهجوم إسرائيلي.
وكان قد صرح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، السبت الماضي، أن ما يتردد من اقتراح مصر إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية يُمثل "ضربةً موجعة" لاتفاقيات السلام.

على صعيد أخر قال الكاتب ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، إن آخر مرة قيلت فيها كلمة العدو في وصف إسرائيل كان قبل معاهدة السلام في عام 1977، وذلك على لسان المسؤول الأول، أو أي مسؤول في الدولة المصرية.
وتابع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات: "لأول مرة، تُنطق من رئيس جمهورية مصر العربية منذ إعلان الرئيس السادات أنه سيتجه إلى القدس، ولم تتكرر بعدها أبدا، ودلالة قول الرئيس السيسي لها كبيرة جدا، فالرئيس السيسي ينتقي ألفاظه، واللفظ يطابق الحال، والحال هو أن مصر مهددة، والرئيس ذكر هذا مرات عديدة، وقال إن التهديد بالتهجير خط أحمر، وإن هذا الأمر يعني لن نقبله بأي حال من الأحوال، وبالتالي أمننا القومي مهدد، ولا يهدد أمنك القومي إلا عدو بالضرورة، فالصديق لا يهدد أمنك القومي".
رسائل ضمنية
خبراء السياسة والتحليل الاستراتيجي يرون أن خطاب السيسي شل تحولا فويا ضد إسرائيل، فمن جانبه أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس السيسي استطاع توصيل رسائل ضمنية أن مصر قادرة على الحشد العربي، وأن أي تحرك في ملف التهجير سيقابل بموقف صارم من مصر.
وأضاف فهمي لـ الصفحة الأولى أن التحول في الخطاب المصري تجاه إسرائيل جاء نتيجة الغطرسة الإسرائيلية المستمرة وهو الأمر الذي استدعى إلى التركيز على النقاط الأساسية الرادعة لإسرائيل وإظهار قوة العرب من خلال دعوة الرئيس لإنشاء آلية عربية إسلامية، وكذلك تفعيل مبادرة القوة العربية المشتركة وهو الأمر الكفيل بتغيير معادلات القوة.
أوضح أن الرئيس لم يكتف بالإدانة، بل رسم خطوطا حمراء، على رأسها، لا قبول بالتهجير، ولا تهاون مع الاعتداءات على السيادة، ولا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة، وهي رسائل حملت في طياتها تحذيرا للمجتمع الدولي بأن استمرار سياسة الإفلات من العقاب تجاه إسرائيل سيؤدي إلى انفجار واسع لن يقتصر على فلسطين وحدها.

من جانبه يرى السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إسرائيل تستشعر القلق في خطاب الرئيس السيسي الأخير، موضحا أن قلق إسرائيل ازداد في الفترة الأخيرة، بعد التنسيق الجاري في الوقت الحالي بين مصر والمملكة العربية السعودية والذي قدم للجامعة العربية القرار العربي المعنون "الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة" والذي وافق عليه وزراء الخارجية العرب مطلع الشهر الجاري باعتبار أن هذا القرار يمثل نواة يمكن البناء عليها وصولا إلى توافق عربي وإسلامي.
وشدد أن توصيف الرئيس لإسرائيل بالعدو جاء نتاج ممارسات إسرائيلي وجرائمها التي تجاوزت حدود فلسطين وطالت الدول العربية، معتبرا أنه الوصف الحقيقي بأنها "عدو"، بدليل هجومها على دولة قطر التي تتولى الوساطة مع مصر بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.