العلاقة مع ويليام مازالت متوترة
فنجان "شاي بالياسمين" يذيب الجليد.. مؤشرات حول "صلح وشيك" بين هاري والملك تشارلز

بعد خلاف وقطيعة دامت أكثر من 20 شهرا، التقى الأمير هاري بوالده الملك تشارلز وجمعهم فنجان من الشاي داخل قصر كلارنس هاوس في لندن، مساء أمس الأربعاء، في لقاء يحمل الكثير من الدلالات العاطفية والسياسية على حد سواء وأول لقاء مباشر بينهما منذ فبراير 2024، حين زار هاري والده بعد الإعلان عن إصابة الملك بمرض السرطان، دون الكشف عن تفاصيل نوعه.
ورغم أن اللقاء بدا بروتوكوليا، إلا أنه جاء محملا برسائل رمزية: أب وابن جمعتهما الطاولة من جديد بعد سنوات من التباعد العلني والانتقادات الحادة التي طالت العائلة المالكة من جانب هاري وزوجته ميجان ماركل.
وحين سأله أحد الصحفيين عن والده، أجاب هاري باقتضاب: "نعم، إنه رائع، شكراً لك".، الجملة القصيرة لاقت صدى واسعا في الإعلام البريطاني، الذي اعتبرها مؤشرا على بداية تخفيف التوتر، ولو من بوابة المجاملات الدبلوماسية.
اللقاء الذي جمع الأمير هاري بوالده الملك تشارز جاء تزامنا مع الذكرى الثالثة لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، حيث شارك هاري في فعاليات خيرية وزار نصبا تذكاريا في وندسور.

خلفية التوتر
وترجع أسباب الخلاف بين هاري والعائلة المالكة بعد قراره وزوجته ميجان ماركل التخلي عن المهام الملكية والانتقال إلى الولايات المتحدة في 2020، زادت حدة التوتر بعد مقابلات إعلامية مثيرة للجدل ونشر هاري لمذكراته "Spare".
وكان أحد أبرز نقاط الخلاف كانت حول الحماية الأمنية لهاري وعائلته في المملكة المتحدة، حيث خسر معركة قانونية لاستعادة الحماية الممولة من الدولة، مما زاد من تعقيد العلاقة مع والده.
وأعرب الأمير هاري بوادر إيجابية من خلال رغبته في المصالحة مع عائلته، مؤكدًا أن "الحياة ثمينة" وأنه لا يرى جدوى من استمرار الخلافات.

أما عن العلاقة مع الأمير ويليام، وبالرغم من التقارب مع والده، لا تزال العلاقة بين هاري وشقيقه الأمير ويليام متوترة، مع تقارير تشير إلى أن التواصل بينهما يتم عبر وسطاء فقط.
منذ انتقال هاري وميجان إلى كاليفورنيا عام 2020 مع طفليهما، فتحا النار على المؤسسة الملكية عبر مقابلات نارية، وأفلام وثائقية، بل وحتى في السيرة الذاتية لهاري "سبير"، التي كشفت تفاصيل محرجة عن سنواته داخل القصر.
لكن مرض الملك وتقدمه في العمر ربما دفعا إلى إعادة التفكير، بالنسبة للبعض، مجرد جلوس الأب والابن في لقاء خاص بعد قطيعة طويلة، يُعد علامة على إمكانية ترميم الجسور المهدمة.
