الأولى و الأخيرة

بعد جرح ديانا وهاري

الملك تشارلز.. قاهر الأزمات يخوض معركته الأخيرة ضد السرطان

الملك تشارلز
الملك تشارلز

كشف قصر باكنجهام عن إصابة الملك تشارلز ملك بريطانيا الثالث بالسرطان، والذي اكتُشف خلال خضوع الملك للعلاج من مرض تضخم في البروستاتا، ولكنه ليس سرطان البروستاتا، وتقرر أن يخضع الملك للعلاج، حيث يُعتقد أن الورم الخبيث اكتُشف في مرحلة مبكرة.

وواجه الملك تشارلز العديد من الأزمات، في حياته الشخصية، بداية من أزماته الشهيرة مع زوجته الأميرة ديانا، والتي انتهت بالطلاق، ثم رغبته في الزواج من حبيبته كاميلا باركر، وهو ما كاد يتسبب في أزمة أخرى مع والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية.

وعلى مستوى أسرته أيضا، عانى الملك تشارلز من جرح شخصي بسبب ابنه الأمير هاري وتمرده على العائلة الملكية، ثم انسحابه منها، ونشره العديد فضائح القصر الملكي في مذكراته الشخصية، كما يعيش الملك تشارلز مشاكل أخرى تتعلق بشقيقه الأمير أندرو.

تشارلز وجرح ديانا

في عام 1981، تزوج الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا من ديانا التي كانت تبلغ من العمر 20 عاما، في حفل زفاف أسطوري سحر العالم بأسره، ونتج عن الزواج إنجاب طفلين، هما الأمير وليام، وريث العرش الحالي، والأمير هاري.

ولكن الزواج الملكي لم يكن سعيدا بالمرة، فولي العهد يرتبط في علاقة حب عميقة مع امرأة أخرى، وهي كاميلا باركر، والذي جدد علاقته بها من جديد، لينهار زواجه من ديانا سريعا، ويقررا الانفصال عام 1992، ويتم الطلاق رسميا بينهما عام 1996، وهو ما تسبب في انخفاض شعبية تشارلز والعائلة الملكية بشكل كبير، خاصة بعد وفاة الأميرة ديانا في حادث سيارة مروع وغامض، في العاصمة الفرنسية باريس، عام 1997، وألقى البعض بالمسؤولية على تشارلز ووالدته الملكة إليزابيث، ما ساهم في المزيد من تدهور شعبية الأسرة.

 

تشارلز وكاميلا

ولكن الأمير تشارلز تجاوز الأزمة، بل وتمكن من الزواج من حبيبته القديمة كاميلا، عام 2005، والحصول على مباركة الملكة إليزابيث، بأن تصبح عقيلة الملك عندما يجلس تشارلز على العرش، وقالت الملكة وقتها إنها تفعل ذلك "برغبة صادقة".

ورغم أن كاميلا كانت من أكثر الشخصيات المكروهة في بريطانيا والعالم، بسبب تحميلها الأميرة ديانا المسؤولية وراء انهيار زواجها وطلاقها، والتي أطلقت على كاميلا لقب "روتويلر"، وهو نوع من أنواع الكلاب، إلا أنها تمكنت من انتزاع مباركة الملكة على الزواج، ويرجع البعض ذلك إلى تأثيرها العميق على زوجها الأمير تشارلز في تعامله مع واجباته الملكية.

 

أزمة هاري وشرخ العائلة المالكة

في كل أسرة عضو متمرد، أو مشاكس، يثير الأزمات دائما، وهكذا الحال مع الأمير هاري، الذي تسبب في شرخ عميق داخل العائلة الملكية، انتهى بقرار دوق ودوقة ساسكس، الأمير هاري وزوجته ميجان، عن تنازلهما عن مهامهما كعضوين بارزين في العائلة الملكية.

ولكن أزمات الأمير هاري مع أسرته، بقيادة الملكة إليزابيث الثانية، ثم وريثها الملك تشارلز الثالث، لم تتوقف عند الانسحاب من العائلة الملكية، أو حتى ترك بريطانيا والانتقال للعيش في الولايات المتحدة، بل وصلت إلى نشر مذكراته الشخصية، والتي حملت لقب "الاحتياطي"، وتحدث فيها عن فضائح وخلافات أفراد العائلة الملكية، والصراع مع شقيقه الأكبر الأمير ويليام ولي العهد الحالي.

كما سجل الأمير هاري سلسلة مقابلات مع شبكة نتفليكس، كشف فيها عن سبب قراره التخلي عن واجباته الملكية والانتقال للعيش في الولايات المتحدة، وعدم حصوله على دعم العائلة الملكية، وعن الحملات السلبية التي تعرضت لها زوجته ميجان من وسائل الإعلام، وتسببت المذكرات والمقابلات في زيادة الشرخ مع والده الملك تشارلز، وشقيقه ولي العهد الأمير وليام.

صراع مع الأمير أندرو

مثل ابن شقيقه، تسبب الأمير أندرو في صداع دائم داخل العائلة الملكية البريطانية، ووصل إلى تجريد دوق يورك من الألقاب العسكرية ورعايته الملكية، وإعادتها إلى الملكة، وذلك في يناير 2022، إضافة إلى توقفه عن استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" بصفة رسمية، بعدما واجه دعوى مدنية في الولايات المتحدة تحمل اتهاما بالاعتداء الجنسي.

ولكن علاقة الملك تشارلز، بشقيقه الأمير أندرو، وصلت إلى منحنى أكثر خطورة، بعد وفاة والدتهما الملكة إليزابيث، بعدما طلب الملك من شقيقه الأمير المجرد من ألقابه الملكية، مغادرة قصر وندزور، هو وعائلته، ولكن أندرو رفض الطلب، في تصرف وصف بالتمرد على الملك.

وسبق ذلك، قرار الملك تشارلز بقطع المصروف السنوي الذي كان يتلقاه الأمير أندرو من والدته الملكة، والذي كان يبلغ 250 ألف جنيه أسترليني سنويا، وذلك بعد وفاة الأم مباشرة.

والملاحظ، أنه رغم كل تلك الأزمات والإحباطات التي عانى منها تشارلز، أميرا وملكا، إلا أنه كان يخرج منها منتصرا، ثابتا، وخاصة أزمة طلاقه من الأميرة ديانا، ثم زواجه من حب عمره كاميلا، ونجاحه في انتزاع اعتراف العائلة الملكية بها، وكسب رضا الملكة إليزابيث، صاحبة الشخصية القوية، والتي كان يعتبر انتزاع رضائها على ذلك الزواج ضربا من ضروب المستحيل، فهل ينتصر الملك تشارلز على السرطان كما انتصر في أغلب معاركه السابقة؟ أم تكون الحرب الأخيرة التي تقضي عليه؟

تم نسخ الرابط