الإنتروميكس الروسي بالمقدمة
4 لقاحات جديدة حول العالم لمواجهة السرطان بينها علاج مصري

فى ظل هذه التحديات التى يواجهها العالم ضد مرض السرطان، جاءت التطورات الحديثة فى مجال العلاجات واللقاحات لتفتح أبوابًا جديدة أمام المرضى. فقد شهدت القاهرة مؤخرًا انعقاد مؤتمرات علمية عالمية ناقشت أحدث الاكتشافات، حيث أعلن خبراء مصريون ودوليون عن طفرة فى العلاجات المناعية واللقاحات الوقائية.
وكشف الدكتور حسام الأشطوخى، أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بمعهد أورام طنطا ورئيس مؤتمر (إزمو ESMO)، أن سرطان القولون من أكثر الأورام شيوعًا وله أسباب متعددة منها العوامل الوراثية وأنماط الغذاء غير الصحية مثل الإفراط فى تناول اللحوم الحمراء والمصنعة. وأكد أن الفحص المبكر عبر المنظار الشرجى وتحليل الدم المخفى فى البراز يسهم فى رفع نسب الشفاء وتحقيق نتائج أفضل للعلاج.
وأوضح الأشطوخى أن هناك طفرة جديدة فى علاج سرطان القولون باستخدام الأدوية المناعية التى تغنى المريض عن عمليات تحويل المسار، وقد حققت نسب شفاء وصلت إلى 100% لفئة محددة من المرضى بعد إجراء تحاليل متقدمة للأنسجة تحدد استجابتهم للعلاج. وأضاف أن المبادرات الرئاسية وفرت هذه العلاجات مجانًا للمرضى فى مصر بنفس البروتوكولات المعتمدة عالميًا، مؤكدًا أن المريض المصرى يحصل اليوم على نفس الأدوية التى تُعطى فى أوروبا وأمريكا.
كما أعلن مؤتمر الأورام بالقاهرة، عن بحث جديد يقوده البروفيسور أحمد عاشور بجامعة أكسفورد لتطوير لقاح للوقاية من سرطان المبيض باستخدام تقنيات الطب المشخصن، بما يسهم فى تجنب الجراحات الوقائية وتحقيق نتائج مماثلة لنجاح لقاحات عنق الرحم. وناقش المؤتمر أيضًا دور العلاجات المناعية والهرمونية الموجهة فى أورام الثدى ثلاثى السلبية، إلى جانب الاستعانة بالذكاء الاصطناعى للكشف المبكر عن الاستجابة للعلاج واحتمالات تكرار الإصابة.
وعلى المستوى العالمى، كشفت أبحاث حديثة عن لقاح يستهدف طفرات جين KRAS المسئولة عن 90% من سرطانات البنكرياس و40% من سرطانات القولون، وحقق استجابة مناعية قوية لدى 85% من المشاركين. كما أثبتت دراسات أمريكية أن إضافة دواء ثالث يستهدف نقاط التفتيش المناعية ساعدت فى تقليص أورام الجلد الميلانينية المقاومة للعلاج، محققة نتائج واعدة دون زيادة فى الأعراض الجانبية.
التجارب السريرية
وفي بريطانيا، أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية عن بدء برنامجها الأول من نوعه عالميًا لإعطاء لقاحات السرطان لمرضى الأورام المميتة في الرأس والرقبة، مع توسيع التجارب لتشمل أكثر من 100 مريض يعانون من سرطان الفم والحلق وأنواع أخرى مرتبطة بالرأس. ويستخدم البرنامج، المسمى منصة إطلاق لقاح السرطان، تقنية "التوفيق" لربط المرضى المؤهلين بالتجارب السريرية القريبة بقيادة وحدة التجارب في ساوثهامبتون، كما يعتمد على لقاحات (mRNA) التي استُخدمت سابقًا في تطوير لقاحات كورونا. ومن أبرز هذه اللقاحات التجريبية اللقاح المعروف باسمAHEAD-MERIT (BNT113-01)، الذي يساعد الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والقضاء عليها. وتشير الإحصائيات إلى تشخيص نحو 11 ألف حالة جديدة من سرطان الرأس والرقبة سنويًا في إنجلترا، بمعدلات متزايدة بنسبة 47% بين 2013 و2020.
وأعلنت روسيا عن لقاحها الجديد "إنتروميكس" الذى أثبت فعاليته وسلامته بنسبة 100% فى التجارب البشرية الأولية، حيث أدى إلى انكماش الأورام دون آثار جانبية خطيرة. وتم تطوير "إنتروميكس" باستخدام تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) ذاتها المستخدمة فى لقاحات كوفيد-19، لتدريب الجهاز المناعى على التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها. ويُصمم هذا اللقاح خصيصًا لكل مريض بسرطان القولون والمستقيم بناءً على ملفه الجينى، وهو ما يمثل نقلة نوعية فى العلاجات المخصصة. وأُجريت التجارب على 48 متطوعًا بالمركز الوطني الروسي للأبحاث الطبية الإشعاعية بالتعاون مع معهد إنجلهارت للبيولوجيا الجزيئية، وأعلن عنه خلال منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادى 2025. ويرى الخبراء أن هذا التطور قد يُبشر بعصر جديد لعلاج السرطان بأمان وفاعلية إذا أثبتت التجارب الواسعة نجاحه.
وصرح الدكتور عمرو سيف، المدير الإقليمي لشركة فايزر في مصر ودول المشرق العربي والعراق، أن الشركة قدمت خلال عامي 2023 و2024 عشرة علاجات جديدة معظمها لعلاج الأورام، إلى جانب علاجات للصداع النصفي والإكزيما التأتبية وداء القلب النشواني. وأضاف أنه فى عام 2025 ستطرح الشركة علاجين متطورين لسرطان الثدي وسرطان الدم، بالإضافة إلى لقاح جديد للوقاية من فيروس RSV (الفيروس المخلوي التنفسي). وأوضح أن فايزر تمتلك محفظة تضم أكثر من 50 برنامجًا دوائيًا قيد التطوير، بينها نحو 25 علاجًا جديدًا متوقع إطلاقها قريبًا، بعضها يركز على أورام مثل الرئة والثدي والقولون والبروستاتا، مما يعكس استراتيجيتها فى دعم الابتكارات الطبية الموجهة للأمراض الخطيرة.
الخلايا المناعية
كما طور علماء جامعة روكفلر جسمًا مضادًا مبتكرًا يعرف بـ V11-2141 ، ونجح فى القضاء على الأورام عند حقنه مباشرة داخل الورم، حيث اختفت الأورام تمامًا لدى مرضى بسرطان الجلد والثدى النقيلى فى تجارب مبكرة. وأعلنت جامعة لوند السويدية عن اكتشاف أدوات جزيئية لإعادة برمجة الخلايا المناعية بدقة أعلى لمكافحة السرطان، وأظهرت النتائج الأولية على الفئران استجابات قوية ضد أورام الميلانوم والثدى.
وأكد باتريك فان دير لو، الرئيس الإقليمي لشركة فايزر في الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا، أن الشركة خصصت 40% من استثمارات البحث والتطوير لعلم الأورام، مشيرًا إلى أنها تمتلك محفظة تضم أكثر من 50 برنامجًا قيد التطوير، مع حرصها على تعزيز شراكاتها في هذا المجال لتسهيل وصول المرضى إلى أحدث العلاجات. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تنتشر بها العديد من الأورام، وأن العلاجات الجديدة أصبحت قادرة على استهداف الخلايا السرطانية بدقة عبر تقنيات توقف البروتينات المسببة للورم، مستشهدًا بعلاج جديد لسرطان الرئة نجح في إطالة عمر المريض 5 سنوات مع الحفاظ على حياة طبيعية.
وأشار باتريك إلى أن استحواذ فايزر مؤخرًا على شركة التكنولوجيا الحيوية (سيجين) يمثل تحولًا استراتيجيًا في علاج الأورام، مؤكدًا أن الشركة تتعاون مع شركاء القطاع العام بالمنطقة لتطوير خطط الرعاية الصحية الوطنية وتقديم العلاجات المبتكرة لكل من يحتاجها.
وأوضح الدكتور ياسر الدرشابي، نائب الرئيس والمدير الطبي الإقليمي لشركة فايزر في الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا، أن الشركة تعمل على تقنيات تصنيع دوائي متطورة تعرف باسم EDC ، تستهدف الخلايا السرطانية المصابة بدقة، وتستبدل الجين المصاب بجين سليم لإعادة الخلية إلى طبيعتها. وأكد أن هذه الأبحاث، التي قد تثمر عن 25 علاجًا جديدًا خلال الفترة المقبلة، ستمثل طفرة في علاج أورام الرئة والثدي والقولون والجهاز الهضمي والبروستاتا، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا أساسيًا فى تصميم بروتوكولات العلاج وتخصيصها لكل مريض.