و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

وسيلة لجذب مدخنين جدد

11 دولة تفرض قيودا على السجائر الإلكترونية.. وخبراء: الشركات تضلل المستهلكين

موقع الصفحة الأولى

أصبحت السجائر الإلكترونية أو ما يعرف بـ الفيب بديلا شائعًا للتدخين التقليدي، وتروج لها الشركات زاعمة أنها أقل ضررا، ولكن العديد من الدراسات الصحية كشفت عن أضرار خطيرة مرتبطة باستخدامها، وهو ما دفع عددا متزايدا من الدول إلى فرض قيود صارمة أو حظر كامل عليها، سواء لحماية الصحة العامة أو للحد من التلوث البيئي. 

 وتعرف السجائر الإلكترونية، المعروفة بأنها أجهزة تعمل بالبطارية تحتوي على النيكوتين أو القنب في صورة رذاذ، وغالبا ما تضاف إليها نكهات ومواد كيميائية أخرى. وتباع هذه الأجهزة في شكلين: قابلة لإعادة التعبئة أو مخصصة للاستخدام مرة واحدة. 

 وحذرت الدكتورة فاطمة العوا، مسؤولة مكافحة التبغ بمنظمة الصحة العالمية، من خطورة انتشار السجائر الإلكترونية، مؤكدة أن الشركات المنتجة تروج لها بادعاءات غير صحيحة، بينما تشير الدراسات إلى ارتباطها بمخاطر صحية من بينها متلازمة الالتهاب الرئوي الدهني، وأضافت أن المنظمة أصدرت أكدت فيه أنه لا يوجد دليل على أن هذه الأجهزة تساعد في الإقلاع عن التدخين، بل أصبحت وسيلة لاستقطاب مدخنين جدد، خاصة من صغار السن عبر النكهات الجاذبة مثل المانجو والعلكة، وغالبًا ما تُستخدم جنبًا إلى جنب مع الشيشة والسجائر التقليدية. 

 وتتفق هذه التحذيرات مع ما أكده خبراء مصريون منذ سنوات، منهم الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، وزير الصحة الأسبق، الذي شدد على أن شركات التبغ تضلل المستهلكين بادعاءات طبية. 

كما أشار الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية إلى أن هذه المنتجات ارتبطت بظهور أمراض غامضة في الولايات المتحدة أدت إلى وفيات بين الشباب، بينما أوضح الدكتور وجدي أمين مدير الأمراض الصدرية بوزارة الصحة أن الفيب يباع في السوق المصري بلا رقابة أو تحذيرات صحية، ويُروَّج له عبر الإنترنت بطرق تستهدف المراهقين. 

 وأكدت وزارة الصحة والسكان أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة ومسرطنة، ولا تساعد على الإقلاع عن التدخين، بل تتشابه في أضرارها مع السجائر العادية، وأوضحت أن الدخان المتطاير من الفيب يحتوي على جسيمات ومركبات عضوية متطايرة بتركيزات عالية ترفع من خطر الإصابة بسرطان الرئة، فضلًا عن تأثيراته على القلب وضغط الدم وتجلط الدم. 

 وكشف الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة وعلاج التدخين، عن مرض يُعرف باسم "رئة الفشار"، وهو التهاب قصيبات مسدّ يسببه ترسب الجلسرين المسخن في الشعب الهوائية، ما يؤدي إلى تصلبها وصعوبة التنفس، وقد يجعل المريض معتمدًا على أجهزة التنفس الصناعي مدى الحياة. 

السجائر الإلكترونية

واتخذت عدة دول خطوات صارمة في مواجهة هذه المنتجات، ففي أستراليا لا يسمح بشراء السجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين إلا بوصفة طبية، ما يجعل الوصول إليها محدوداً للغاية، بينما تُعد تايلاند من أكثر الدول صرامة حيث يعاقب المخالفون بغرامات كبيرة أو بالسجن.  

وفي سنغافورة، فقد اتخذت السلطات نهجًا أكثر تشددًا، حيث أعلنت وزارتا الصحة والشؤون الداخلية أن بعض المواد المستخدمة في الفيب تُصنّف كـعقاقير خاضعة للرقابة، ما يمهد الطريق لتعاملها مع السجائر الإلكترونية باعتبارها قضية مخدرات وليست مجرد مسألة تدخين. 

 ووفقًا لموقع South China Morning Post، ستصل العقوبات في سنغافورة إلى السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا والجلد بحق المتاجرين في سجائر إيتوميديت الإلكترونية، مع فرض غرامات تصل إلى 2000 دولار سنغافوري على من يضبطون وهم يستخدمونها.كما سيواجه المخالفون من الأجانب إجراءات صارمة قد تصل إلى الترحيل ومنع العودة في حال تكرار الانتهاكات. 

 أما ماليزيا فتفرض قيودًا شديدة علي بيع السجائر الإلكترونية، وما يزال الجدل قائمًا بين مؤيدين للتنظيم ومعارضين يرون ضرورة الحظر التام لحماية الشباب، وما في المكسيك، فقد أعلنت الرئيسة كلوديا شينباوم في يناير 2025 عن حظر شامل لإنتاج وتسويق وتوزيع السجائر الإلكترونية وأجهزة التدخين الإلكتروني، مؤكدة أن القرار جاء ضمانًا لحق المواطنين في حماية صحتهم، ودخل القانون حيّز التنفيذ في 18 يناير، بعد موافقة البرلمان بأغلبية ساحقة، على أن تُعدل القوانين المحلية خلال عام لتتوافق مع القرار. لكن خبراء في الصحة العامة مثل سالومون تشيرتوريفسكي، وزير الصحة السابق حذروا من أن هذا الحظر قد يفتح الباب أمام انتشار السوق السوداء، مطالبين بضرورة تنظيم القطاع بدلًا من منعه بالكامل.  

كما حظرت دول أخرى هذه المنتجات بدرجات متفاوتة، مثل الهند التي أصدرت قرارًا شاملًا عام 2019 بحظر شامل علي جميع أنواع السجائر الإلكترونية بعد تحذيرات من مخاطرها علي الصحة العامة، والبرازيل التي تمنع الاستيراد والبيع للسجائر الإلكترونية نهائياً وتعتبرها وزارة الصحة من المنتجات عالية الخطورة، بينما تسمح كندا باستخدام الفيب لكن مع قيود صارمة على الإعلان والتسويق مع منع النكهات الجاذبة لأطفال مما يجعل الوصول إليها أصعب خاصة في بعض المقاطعات. 

 وفي أمريكا، حظرت ولاية كاليفورنيا بيع السجائر الإلكترونية التي تُرمى بعد الاستخدام، في خطوة تهدف إلى الحد من التلوث البلاستيكي في الولاية، وسنت الولاية في السنوات الأخيرة قوانين تحظر الزجاجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة في الفنادق، وبيع علب الطعام المصنوعة من الستايروفوم، والأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في متاجر البقالة. 

تم نسخ الرابط