و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تحول في أساليب الدعاية الانتخابية

"الزيت والسكر" أبرزها.. مشاهد من الماضي غابت عن الانتخابات

موقع الصفحة الأولى

 حالة تطور طرأت على مظاهر الانتخابات خلال الفترة الأخيرة، بعكس القرن الماضي الذي اختفت مظاهره، وتطورت مع انطلاق عالم الانترنت، فغابت لافتات الأقمشة التي تحمل أسماع وصور المرشحين لتتبدل بالدعايا الالكترونية لكل مرشح في نطاق دائرته، بالإضافة إلى اللجوء لـ "البنارات" المصممة على أحدث طراز عبر مصممي الجرافيك.
كما اختفت مظاهر الدعاية الصاخبة، من الميكروفونات الجائلة عبر سيارات يتم تأجيرها من قبل المرشحين لتطوف أرجاء القرى والنجوع، بالإضافة إلى مشاهد توزيع الزيت والسكر التي ارتبطت بكل دوره انتخابية.. هذا التراجع اللافت يطرح تساؤلات حول التحول في الثقافة الانتخابية، ودور التكنولوجيا والتشريعات الجديدة في إعادة تشكيل صورة الدعاية السياسية في العصر الحديث.
المكيروفونات وعربات الكارو  
خلال العقود الماضية كانت من أبرز مشاهد الدعايا الانتخابية تعليق ميكرونات ضخمة على الميكروباصات عربات الكارو لتطوف الدائرة الانتخابية واطراف القرى والنجوع وتجوب الشوارع والاحياء الشعبية خلال موسم الانتخابات ، تبث الاغانى و الهتافات وتنادى بأسماء المرشحين و شعاراتهم في مشهد أصبح جزءا من ذاكرة الانتخابات في مصر ، ولكن اليوم يكاد أن هذا المشهد اختفى تماما بسبب أن عدد كبير من المواطنين يشتكون من الضوضاء المبالغ فيها التي تخلقها تلك الحملات المتنقلة تم استبدلها ببدائل الرقمية الأكثر تأثيرا مثل منصات فيسبوك ، تيك توك ، ويوتيوب اصبحوا ساحة رئيسية للدعاية ، الوصول إلى الناخبين بأسهل وأكثر دقة من خلال استهداف الجمهور المناسب عبر الإعلانات الممولة.


الزيت والسكر 

كان توزيع السلع الغذائية، وعلى رأسها الزيت والسكر، على الناخبين واحدًا من أبرز مظاهر الدعاية الانتخابية في بعض المناطق، وخاصة في القرى والأحياء الشعبية من قبل بعض المرشحين، وكان يُستخدم كوسيلة غير رسمية لتحفيز الناخبين على التصويت، أو حتى كسب تأييدهم لمرشح معين. ومع ذلك شهدت هذه الظاهرة تراجعًا كبيرًا مؤخرًا.
وكان لجوء بعض المرشحين الى توزيع بعض السلع الغذائية كوسيلة لكسب الأصوات، يستهدف المناطق الفقيرة والأكثر احتياجا، كان المرشحين يعتبرونها نوع من "الهدايا الانتخابية" لكنها تحمل شبهة شراء الأصوات. 
لافتات القماش العملاقة 
ومن بين مظاهر الدعايا الانتخابية التي اختفت حاليا ، كانت لافتات القماش العملاقة أحد أبرز مظاهر الحملات الانتخابية في مصر، وكانت تُعلّق على مداخل الشوارع، فوق الكباري، بين العمارات، أو على سيارات متنقلة، وتُستخدم كوسيلة شعبية لإظهار القوة والدعم الشعبي للمرشحين. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا أو شبه اختفاء لهذه اللافتات، و تحولت الى دعاية الرقمية بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعى مثل ( فيسبوك _ تيك توك _ إنستجرام) والتكاليف باهظة لتصنيع وتعليق لافتات القماش العملاقة و صدور قوانين من الهيئة الوطنية للانتخابات لتنظيم أشكال الدعاية، ومنع التلوث البصري، فرض غرامات على المخالفين الذين يعلقون لافتات في أماكن غير مصرح بها .
في النهاية، فإن تراجع مظاهر الدعاية الانتخابية الصاخبة يعكس واقعًا انتخابيًا جديدًا يتسم بالهدوء والانضباط، ويعزز فكرة أن الناخب أصبح يبحث عن المضمون لا المظاهر. ومع استمرار هذا التحول، تبقى المسؤولية على عاتق المرشحين لتقديم برامج حقيقية تقنع العقول بدلًا من محاولة كسب الأصوات عبر وسائل قديمة لم تعد فعّالة في زمن الوعي الرقمي .

تم نسخ الرابط