نقص المعلومات سبب الأزمة
خبير: 3 تطبيقات ذكاء اصطناعي يمكنها التنبؤ بالحرائق ومنع الكوارث قبل حدوثها

شهدت مصر في السنوات الأخيرة زيادة في حدوث الحرائق، وكان أبرزها حريق سنترال رمسيس، والذي كانت له العديد من التأثيرات الاقتصادية التي مازالت ممتدة حتى اليوم، ورغم تعدد أسباب اشتعال النيران، إلا أن التنبؤ بها أصبح ممكنا من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والذي أصبح له بصمته الواضحة في الكثير من مناحي الحياة.
ويؤكد الخبراء، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بالحرائق والكشف المبكر عن أسباب حدوثها لتلافيها، وبالتالي المساعدة في في تقليل الأضرار الناجمة عنها، كما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التعامل مع كميات هائلة من البيانات وإجراء تنبؤات دقيقة لتوقع الكوارث قبل حدوثها مثل حريق سنترال رمسيس.
وبالتالي، فإن الذكاء الاصطناعي لا يتنبأ بالمستقبل بالمعنى الحرفي، لكنه يعمل على تحليل المعطيات والتنبؤ بالسيناريوهات المحتملة.
وأكد الدكتور محمود فرج، خبير الذكاء الاصطناعي، أن التكنولوجيا لها دور مهم فى التنبؤ بالكوارث قبل حدوثها، ويتم هذا من خلال مستشعرات IOT أو الأجهزة الموجودة في المنشآت، والتي تستطيع قياس درجات الحرارة وكمية الكهرباء الخارجة من الأسلاك، مثل ارتفاع الحرارة، أو إغلاق تكييف معين، أو الكشف عن زيادة استهلاك الكهرباء.
وأضاف خبير الذكاء الاصطناعي لـ الصفحة الأولى، أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بحدوث مشكلة ما، وفى الوقت نفسه تستطيع اتخاذ القرار بشكل أسرع من خلال توجيه انذار قبل الحريق، أو تشغيل نظام الإطفاء الذاتي أو فصل الكهرباء بشكل أوتوماتيكي، وكذلك إبلاغ المطافئ لمواجهة الكارثة في بدايتها، لذلك فإن سرعته فى اتخاذ القرار والتنبؤ بحدوث الكارثة أسرع بكثير من الإنسان.
ولفت "فرج" إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي فى مصر وخاصة في المؤسسات الحكومية، هي عدم توفير المعلومات والبيانات الكافية للتعليم وارتفاع تكلفة الأجهزة التى تحتاجها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وحماية الأجهزة من الاختراق.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
وكشف عن أن أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالكوارث، هي: تطبيق pano Ai ، وهو مخصص للتنبؤ بالحرائق التكنولوجية، وتطبيق IBM Watson ioT وهو مخصص لإدارة وتحليل أجهزة إنترنت الأشياء iot للتنبؤ بارتفاع درجات الحرارة، وكذلك تطبيق google deepmind for energy وهو خاص بجوجل والذي يتابع مؤشرات الاستهلاك.
وتُعتبر كوريا الجنوبية مثال حي على الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مواجهة الحرائق، حيث أُطلقت مشاريع تعتمد عليه لتحليل بيانات آلاف المباني وتصنيفها حسب ما يعرف بمؤشر خطر الحريق، كما تم بناء أنظمة استجابة سريعة للبنايات الأعلى في قائمة المخاطر.
كما طورت الولايات المتحدة، نظمًا تحدد عبر الذكاء الاصطناعي أي مبانٍ تحتاج تفتيشًا فوريًا، ما ساهم في تقليل عدد الحرائق بنسبة كبيرة خلال عام واحد فقط.
وشهدت مصر زيادة ملحوظة في عدد الحرائق خلال عام 2024، طبقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، شهدت مصر خلال عام 2024 عددًا كبيرًا من حوادث الحرائق، حيث سُجلت 46,925 حادثة حريق، بزيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. فقد بلغ عدد الحرائق في عام 2023 نحو 45,345 حادثًا، وفي عام 2022 نحو 49,341 حادثًا، بينما بلغ في عام 2021 حوالي 51,533 حادثًا، وفي عام 2020 سُجل 51,963 حادثًا، وهو ما يشير إلى تذبذب الأعداد خلال السنوات الماضية، مع ملاحظة زيادة بنسبة 3.2% في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
وكشف تقرير الإحصاء عن أن عدد الوفيات الناتجة عن الحرائق في مصر عام 2024 بلغ 435 حالة وفاة، مقارنة بـ 425 حالة في 2023، أي بارتفاع طفيف
وفيما يخص أسباب اندلاع الحرائق، كشفت البيانات عن أن العوامل البشرية جاءت في المرتبة الأولى، حيث تسببت في 20.9% من إجمالي الحرائق خلال عام 2024، بعدد 9,470 حادثًا نتيجة الإهمال البشري. وجاءت الحرائق الناتجة عن حوادث عدائية (متعمدة) بنسبة 10.4% بعدد 4,886 حادثًا.
واكشف التقرير أيضا عن أن الأسباب الرئيسية الأخرى للحرائق كانت أعطال الأجهزة الكهربائية، سوء الاستخدام، تسرب الغازات، والتوصيلات غير الآمنة، حيث سُجل 14,817 حادثًا بنسبة 31.6% من إجمالي الحوادث، بينما جاءت الحرائق الناتجة عن الماس الكهربائي أو الاحتكاك في المرتبة الثانية بـ 8,428 حادثًا بنسبة 18% من الإجمالي خلال عام 2024.