وبيان عاجل لصندوق مكافحة الإدمان
صدمة الجماهير بسبب فتوى سعاد صالح بـ"إباحة الحشيش" تدفع وزير الأوقاف للرد

فتوى بإباحة الحشيش للدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن في جامعة الأزهر، تركت صدمه لدى متابعيها وأثارت حالة واسعة من الجدل مؤخراً بسبب فتوى حديثة أصدرتها حول مسألة تدخين الحشيش، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاتها التي أفادت فيها بجواز تدخين الحشيش، معللة ذلك بأنه لا يُذهب العقل مثل الخمر، على حد قولها.
كما أوضحت الدكتورة سعاد صالح في فتواها المثيرة للجدل أنه يجوز كذلك ترقيع غشاء البكارة للمسلمات بداعي الستر وحماية السمعة، الأمر الذي أدى إلى موجة استياء كبيرة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء ما بين من يرفض فتواها رفضًا قاطعًا ومن يدافع عنها، فيما تابعت جهات دينية مختصة النقاش الدائر بشأن هذه التصريحات.
وامتدت ردود الفعل لتشمل مؤسسات دينية رسمية وعلماء معروفين، حيث كان للدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، موقف واضح وصريح.
وأكّد الأزهري في بيان رسمي أن تعاطي الحشيش محرم شرعا مثل تحريم الخمر تماما، مشيرًا إلى خطورة التهاون في هذه المسألة أو محاولة تبرير تعاطي المواد المخدرة تحت أي ذريعة، منبها إلى أن الادعاء بحِل الحشيش أو التساهل في مسألة تعاطيه يُعد خطأ جسيمًا، خاصة إذا صدر عن شخصية أكاديمية أو عامة، لما لذلك من تأثير سلبي على الرأي العام، واحتمالية فتح أبواب الانحراف الأخلاقي والاجتماعي وانتشار ظاهرة الإدمان.

وأوضح الدكتور أسامة الأزهري أنه لن يخوض في تفاصيل الأدلة الشرعية حول حرمة الحشيش، معتبرًا أن الأمر محسوم لدى علماء الشريعة، مستشهدًا بكتب كبار العلماء مثل الإمام بدر الدين الزركشي صاحب كتاب “زهر العريش في تحريم الحشيش”، وهو مرجع معروف ومتداول بين المختصين في الشريعة، وأيضًا كتاب العلامة السيد عبد الله بن الصدِّيق “واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن”، الذي طُبع مرات عديدة ويُعد دليلاً قاطعًا في هذه المسألة.
وأضاف وزير الأوقاف أنه ينبغي عدم التهاون في مسألة تعاطي المخدرات أو الدعوة إلى تحليلها، وأن هذا الفعل لا يُعد فقط مخالفة دينية، بل جريمة أخلاقية ومجتمعية تضر بالأفراد والمجتمع بالكامل.
وشدد على أن الإثم يتضاعف في حال تعاطى الحشيش أشخاص يقودون السيارات أو وسائل النقل العامة، لما يشكله ذلك من تهديد على أرواحهم وحياة الآخرين، قائلاً إن من يقدم على ذلك لا يرتكب معصية فقط، بل يعرض حياة الأبرياء للخطر، وهذا ذنب عظيم عند الله.
واختتم وزير الأوقاف تصريحاته بالتأكيد على أهمية توعية الجمهور وتحميل الجميع مسؤولية الرجوع إلى أهل العلم الموثوقين عند التعامل مع القضايا الدينية الحساسة، وضرورة التصدي لأي دعوات من شأنها تضليل المجتمع ونشر الفتنة أو التشجيع على انحراف السلوك.
وأوصى بتضافر الجهود للحفاظ على أمن المجتمع الإسلامي وصونه من الأفكار أو الفتاوى التي قد تزعزع استقراره وتجمع بين الجريمة والمعصية باسم الفتوى الشرعية.

أضرار الحشيش
وأكد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن مخدر الحشيش يحتوى على مادة تسبب الهلاوس والضلالات، كما يسبب تعاطى مخدر الحشيش تليف الرئة والإصابة بالربو وانخفاضا في ضغط الدم واحمرارا دائما في العين وضمور خلايا المخ وفقدان الشهية وضعف القدرة الجنسية والاكتئاب والقلق وقلة النوم واضطرابات في السلوك وضعف التركيز، كذلك الخلل في إدراك المسافات والزمن.
وتابع الصندوق أنه في ظل تكثيف جهود الدولة لرفع وعي الفئات المختلفة بخطورة تعاطى المواد المخدرة وحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان نجد بعض التصريحات غير المسؤولة صدرت من أستاذة جامعية بجواز تعاطى مخدر الحشيش، في الوقت الذي تؤكد فيه الأمم المتحدة أن السائقين الذين يقودون تحت تأثير مخدر الحشيش تزداد احتمالية تسببهم في الحوادث بمقدار 3 أضعاف مقارنة بغيرهم من السائقين.

وأضاف أن أكثر من 50% ممن يتقدمون للعلاج من الإدمان من خلال الخط الساخن رقم "16023" كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، الأمر الذي يؤكد مدى الأضرار الجسيمة التي يسببها مخدر الحشيش على الصحة الجسدية والنفسية للشخص الذي يتعاطى هذا المخدر.
وأوضح صندوق مكافحة الإدمان أنه جارٍ التنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن التصدي لمثل هذه التصريحات الهدامة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تعمل ضد جهود الدولة في تنفيذ محاور الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان.