تصدير مليون طن حتى الآن
خناقة بين أمريكا وروسيا على البطاطس المصرية والتجار يفضلون التصدير لموسكو

من الحقول المصرية الخصبة إلى أرفف المتاجر العالمية، تحتدم منافسة قوية بين روسيا والولايات المتحدة للفوز بحصة أكبر من البطاطس المصرية، "الكنز الأصفر" الذي أصبح محور صراع تجاري دولي، مع العلم أن روسيا تستورد بطاطس طازجة ولكن تستورد الولايات المتحدة بطاطس مجمدة، فهل تنجح مصر في استثمار هذا التنافس لتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية وتحقيق أقصى استفادة لمزارعيها؟
روسيا هي السوق الأكبر للبطاطس المصرية الطازجة، حيث استوردت حوالي 351 ألف طن في الموسم التصديري 2024/2025 (حتى مايو 2025)، وهو ما يمثل حوالي 32% من إجمالي صادرات مصر من البطاطس الطازجة (1.08 مليون طن).
تركز روسيا على استيراد البطاطس الطازجة، خاصة أصناف مثل "سبونتا" و"دايمونت"، التي تُزرع في تربة رملية خالية من الأمراض مثل العفن البني، زاد الطلب على البطاطس المصرية بسبب نقص الإمدادات المحلية بسبب الظروف المناخية والتوترات الجيوسياسية (مثل الحرب الروسية الأوكرانية)، إعفاءات جمركية (مثل قرار يناير 2025 باستيراد 150 ألف طن بدون رسوم جمركية).
واستوردت الولايات المتحدة بطاطس مجمدة مصرية بقيمة حوالي 627 مليون دولار، مما جعلها ثاني أكبر مستورد لهذا المنتج بعد الأردن (30 مليون دولار)، هذا يعكس مكانة مصر كواحدة من الدول المهمة في تصدير البطاطس المجمدة، حيث احتلت المرتبة الحادية عشرة عالميًا، زاد الطلب الروسي على البطاطس المصرية مما حدا بالمصدرين المصريين إلى إرجاء تجميد البطاطس لنهاية الموسم، وهو ما أثر على البطاطس التي تذهب للولايات المتحدة.
تُعد مصر واحدة من أكبر مصدري البطاطس عالميًا، حيث احتلت المرتبة الأولى في تصدير البطاطس خلال الفترة من 2005 إلى 2019، مع اختراق قوي لأسواق مثل روسيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والدول العربية، تنتج مصر حوالي 5 ملايين طن سنويًا من البطاطس.
موزعة بين الاستهلاك المحلي (3 ملايين طن)، التصدير (حوالي مليون طن)، والتصنيع (مليون طن)، حيث تتميز البطاطس المصرية بجودتها العالية، خاصة الأصناف مثل "سبونتا" و"دايمونت"، التي تُزرع في تربة رملية، مما يجعلها خالية من الأمراض مثل العفن البني، وهو شرط أساسي للتصدير إلى روسيا.
زيادة الطلب العالمي
زاد الطلب العالمي على البطاطس المصرية مؤخرًا في الموسم التصديري الحالي (حتى مايو 2025)، حيث تجاوزت صادرات البطاطس المصرية 1.08 مليون طن، بزيادة 30% مقارنة بالموسم السابق (832 ألف طن)، تتصدر روسيا قائمة المستوردين بـ351 ألف طن، تليها الاتحاد الأوروبي (331 ألف طن)، والدول العربية (315 ألف طن)، الولايات المتحدة 627 مليون دولار.
أسباب الزيادة: نقص الإمدادات العالمية: عانت دول مثل قبرص من خسائر في إنتاج البطاطس بسبب الصقيع، مما خلق فرصة لمصر لسد الفجوة في أسواق مثل المملكة المتحدة وروسيا، الجودة والموثوقية: تتميز مصر بإنتاج ثابت وجودة عالية، مدعومة بقدرات تخزين فعالة، مما يعزز سمعتها كمورد عالمي موثوق، التوترات الجيوسياسية: أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على التبادل التجاري، لكن مصر استفادت من تنوع مصادر التوريد في السوق الروسي.
تُعد روسيا أكبر مستورد للبطاطس المصرية، حيث استحوذت على حوالي 43% من حجم الصادرات و41% من قيمتها في موسم 2021/2022، بعد زيادة مذهلة في 2025، بعد انخفاض الصادرات إلى روسيا بنسبة 50% في الموسم السابق بسبب زيادة الإنتاج المحلي الروسي وصعوبات لوجستية، شهد الموسم الحالي زيادة بنسبة 400% في الواردات الروسية من البطاطس المصرية.
في يناير 2025، طلبت روسيا استيراد 150 ألف طن من البطاطس المصرية بدون رسوم جمركية (كانت 5%) للحد من ارتفاع الأسعار المحلية الناجم عن التضخم.بدأت الشحنات المصرية في 2025 مبكرًا مقارنة بـ2024، مع تسجيل 5 آلاف طن في فبراير 2025 وحده، وهو رقم غير مسبوق.
رغم تفوق بيلاروسيا مؤقتًا على مصر في 2024، استعادت مصر مكانتها في 2025، حيث استحوذت على 63.5% من إجمالي واردات روسيا من البطاطس (274 ألف طن من 432 ألف طن) خلال الشهور الخمسة الأولى.
زيادة تكاليف المدخلات الزراعية وتقاوي البطاطس (قفزت 500% في عام) قد تؤثر على الأسعار والقدرة التنافسية، وقد واجهت مصر في الماضي تحديات مثل حظر الفراولة المصرية وايضا البطاطس، بسبب مخاوف صحية، وخاصة في دول الخليج واوربا.
ولكن بسبب إجراءات الحجر الزراعي وخصوصا خبراء متبقيات المبيدات الذين بذلوا جهدا لإعادة سمعة المنتجات المصرية، وهذا حدث في الموسم الماضي والحالي حيث استقبل الخليج الفراولة المصرية وهاهي روسيا واوروبا والولايات المتحدة يتنافسون على البطاطس المصرية.
وكانت وزارة الزراعة أعلنت عن زيادة كبيرة في صادرات البطاطس المصرية إلى مختلف دول العالم خلال الموسم الحالي، والتي تجاوزت مليون طن حتى الآن، لتتفوق على نفس الفترة خلال عام 2024