خدم في الجيش الأمريكي
الأمير الإيراني رضا بهلوي وإسرائيل..تحالف مثير للجدل في مواجهة نظام الخوميني

في خضم الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط، يبرز اسم رضا بهلوي الثاني، ولي عهد إيران المنفي، كرمز للأمل بالنسبة للبعض ومثار جدل لآخرين. من منفاه في الولايات المتحدة، يحلم بهلوي بإيران ديمقراطية علمانية، مستنداً إلى إرث عائلته الملكية وعلاقاته الوثيقة مع الغرب وإسرائيل. مع تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، تتزايد التكهنات: هل يمكن أن يكون هذا المنفي الملكي المفتاح لتغيير النظام في إيران؟ أم أن طموحاته تصطدم بحائط الواقع الإيراني المعقد؟
رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، هو الابن الأكبر للشاه محمد رضا بهلوي، آخر ملوك إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979، والإمبراطورة السابقة الشهبانو فرح ديبا بهلوي، ولد في 31 أكتوبر 1960 في طهران، وغادر إيران في سن الـ17 للدراسة في الولايات المتحدة، حيث عاش في المنفى بعد سقوط نظام والده، يُعتبر شخصية بارزة في المعارضة الإيرانية خارج البلاد، ويقود "المجلس الوطني الإيراني"، وهو منظمة تسعى لإسقاط النظام الإسلامي الحالي وإقامة نظام علماني ديمقراطي، رضا بهلوي يعيش في الولايات المتحدة منذ الثورة، وهو مواطن أمريكي خدم في الجيش الأمريكي كما يفتخر دائما، وله علاقات وثيقة مع دوائر سياسية وإعلامية أمريكية. يُنظر إليه كشخصية تدعو إلى سياسات موالية للغرب، وقد دعا مراراً إلى دعم الحركات التحررية الإيرانية دون تدخل عسكري مباشر. خطاباته غالباً موجهة للرأي العام الغربي، مما يعزز صورته كبديل محتمل للنظام الحالي، أخته شاهيناز ابنة الأميرة فوزية وحفيدة ملوك مصر فجدها الملك فؤاد والملكة نازلي من جهة الأم وخالها الملك فاروق ورفضت أن تكون زوجة لملك عندما عزض عليها والدها تزويجها من الملك فيصل الثاني ملك العراق، وتحمل الجنسية المصرية منذ عام 2013، شقيقه الأصغر علي رضا انتحر بإطلاق رصاصة على رأسه في يناير 2011 وأوصى بحرق جثته ونثر رمادها في بحر قزوين، وشقيقته ليلى انتحرت عام 2001.
زيارته لإسرائيل
زار رضا بهلوي إسرائيل في أبريل 2023، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة، بدعوة من وزيرة المخابرات الإسرائيلية جيلا جمليئيل، والتقى خلال الزيارة برئيس الوزراء نتنياهو وكذلك التقى بالرئيس الإسرائيلي وزار بعض المقدسات اليهودية، وفي أحاديثه التليفزيونية يشدد دائما على وجود علاقة تاريخية بين اليهود والشعب الإيراني وكذلك بين طهران وتل أبيب حيث كان الشاه الراحل يتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، خلال الزيارة أعرب عن رغبته في بناء "جسر بين إسرائيل والشعب الإيراني"، مؤكداً على معارضته للنظام الإيراني الحالي، هذه الزيارة عززت الجدل حول قربه من إسرائيل، خاصة أن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية كانت ودية في عهد والده، حيث اعترفت إيران بإسرائيل كدولة ذات سيادة بعد تركيا.خلال خطاباته الأخيرة، مثل خطاب ألقاه في واشنطن عام 2024، أشار إلى إسرائيل والولايات المتحدة كحلفاء محتملين لإيران ديمقراطية، معتبراً النظام الحالي هو العدو الحقيقي للشعب الإيراني.
في ظل الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل، والهجمات الإسرائيلية على منشآت إيرانية مثل نطنز في يونيو 2025، أثار تكهنات حول تغيير النظام في إيران، بعض المحللين والسياسيين الغربيين، خاصة في الولايات المتحدة، يرون في رضا بهلوي مرشحاً محتملاً لقيادة مرحلة انتقالية، مستندين إلى استمرارية الدستور الملكي الذي لم يُلغَ رسمياً بعد 1979.
على الرغم من نشاطه السياسي في المنفى، هناك آراء متباينة حول شعبيته داخل إيران، تشير بعض التقارير إلى كراهية شعبية له ولعائلته بسبب إرث والده، الذي يُنظر إليه كفترة استبداد وتغريب، كما أن النظام الحالي نجح في بناء قاعدة شعبية قوية، خاصة بين الشيعة، مما يجعل عودة نظام ملكي تحدياً كبيراً.
هناك تسريبات وتقارير تشير إلى دعم إسرائيلي وأمريكي محتمل لتجهيز رضا بهلوي كبديل للنظام الحالي، بمساعدة أجهزة مثل الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية. لكن هذا الدعم قد يُنظر إليه داخل إيران كتدخل أجنبي، مما يضعف شرعيته، على الرغم من ذلك فإن رضا بهلوي نفسه لا ينادي باستعادة الملكية بشكل مباشر، بل يدعو إلى استفتاء شعبي لتحديد شكل الحكم، سواء كان ملكية دستورية أو نظاماً ديمقراطياً آخر.
في حال سقوط النظام الحالي نتيجة تصعيد عسكري أو احتجاجات داخلية، قد يُروَّج لرضا بهلوي كقائد لمرحلة انتقالية، خاصة إذا حظي بدعم غربي قوي. لكن نجاحه يعتمد على قبوله داخلياً، وهو أمر غير مضمون نظراً للانقسامات السياسية والثقافية في إيران. تحليل تركي حديث يشير إلى أن الشعب الإيراني قد لا يرحب بعودة نظام بهلوي بسبب ذكريات الظلم في عهده.