غير وجه الحياة في قرية أم دينار
محمد نصير.. صائد الصفقات وأول من أدخل الكمبيوتر والإنترنت إلى مصر.. سمعته أهم من ثروته
ولد رجل الأعمال محمد نصير في القاهرة في 2 سبتمبر 1937، وأتم تعليمه الثانوي في مدرسة النقراشي النموذجية عام 1954، ثم التحق بكلية الهندسة قسم الاتصالات في جامعة القاهرة وتخرج عام 1960.
وبعد تخرجه، بدأ محمد نصير حياته العملية مهندسا للصيانة في شركة IBM آي بي إم، ثم مهندسا لنظم المعلومات، ثم عمل بعدها مهندسا للمبيعات، ولكنه قرر في عام 1964 الاتجاه للعمل الحر ليقدم استقالته من الشركة، ويسافر إلى بريطانيا، وهناك بدأ عمله الخاص من خلال بيع برامج الكمبيوتر، وغير نشاطه بعد ذلك ليعمل في مجال توريد معدات ومواد البناء للشرق الأوسط.
وفي الستينيات، منع من السفر خارج مصر لمدة عشرين شهرا، بسبب مصاهرته لـ عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، وبتهمة محاولة الإطاحة بالرئيس عبد الناصر من خلال الاتصال بأعداء النظام، وقيل بعدها إنه تم تلفيق التهمة من بعض المحيطين بعبد الناصر خوفا من اقتراب البغدادي منه.
وبسبب تلك الأزمة، تعرض محمد نصير لضائقة مالية، واضطر لبيع أثاث منزله، كما عمل في أحد المحلات بباب اللوق لتصليح التليفزيونات، وكان دائما ما يحكي عن تلك الفترة ويبدي فخره الكبير بها.
وخلال الفترة بين 1967 و1972، كلفه صديقه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، بتأسيس وإدارة مركز حاسبات صحيفة الأهرام أماك، وهو ما ساعده على الخروج من الأزمة التي كان يمر بها.
وبعدها، عمل محمد نصير في مجالات أخرى ومتنوعة مثل البترول والملاحة، وكان كان عمله في مجال البترول كوسيط مع شريك يوناني نقطة تحول في حياته، بعدما ارتفع سعر برميل البترول عام 1973 من 2 دولار إلى 14 دولارا للبرميل.
وقرر التفرغ بشكل كامل للعمل الخاص عام 1974، وبدأ في تأسيس مجموعة ألكان، واستفاد من سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها الرئيس أنور السادات بعد حرب أكتوبر، ليتحول إلى أحد رجال الأعمال البارزين في سوق، من خلال العمل في العديد من المجالات عبر شركات ألكان للاتصالات وألكان تليكوم، والتي فتح من خلالها عدة فرع خارجية في السودان وليبيا والعراق والسعودية والجزائر والإمارات وعمان وكينيا وبوركينا فاسو وسيراليون والنيجر عمان ومدغشقر، كما أسس شركات ألكان للغزل والنسيج، وألكان للتشييد والبناء، وألكان المصرية العالمية للسيارات، ومركز القاهرة المالي والسياحي.
وساهم محمد نصير في تأسيس وترأس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصرية البريطانية عام 1996، لتشجيع الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة لها في المملكة المتحدة.
الكمبيوتر والإنترنت
ويعرف عن محمد نصير أنه أول من أدخل الكمبيوتر والإنترنت إلى مصر ولبنان، وهو أول من ركب أربعة أجهزة كمبيوتر في مصر في وزارة التخطيط، وفي هيئة البريد، وفي جامعتي الإسكندرية والقاهرة.
وهو أيضا أول من أدخل خدمة التليفون في السيارات عام 1986 عبر مناقصة وليس مزايدة، ووصل عدد المشتركين فيه حوالي 16 ألف مشترك، بعدما مثلت تلك الخدمة تطورا لافتا في مجال الاتصالات في مصر.
وفي بداية التسعينيات اشترى شركة المياه الغازية بيبسي كولا بـ 157 مليون جنيه، واستلمها وفيها 4000 عامل وأضاف عليهم 1100 آخرين.
وفي عام 1991، تقدم محمد نصير بأول مشروع لشبكة التليفون المحمول، ولكن الظروف وقتها لم تسمح بالتنفيذ، ليتقدم خلال العطاء الأول مع 33 شركة أخرى عام 1994، والذي لم يكتمل أيضا، ويعاد طرحه العطاء مرة ثانية بعد أربع سنوات، ليحصل على الرخصة الثانية للمحمول في مصر، وهي فودافون مصر حاليا، ودفع 516 مليون دولار قيمة رخصة محمول كليك.
الأعمال الخيرية
ومع اهتمامه بالأعمال الخيرية، كانت مبادرته وتبنيه فكرة تطوير قرية أم دينار، التابعة للوحدة المحلية بكفر حجازى في إمبابة والتى تقع على مساحة 900 فدان، وفيها 3200 منزل يعيش فيها 25 ألف نسمة، منهم 1500 لا يعرفون القراءة والكتابة، و2500 عاطل، و1000 امرأة معيلة، و500 أرملة، و300 يتيم.
وبالفعل، أجري حصر على الطبيعة منذ فبراير 2007 لأهم أزمات واحتياجات القرية، وذلك بالتعاون مع نادي روتاري التحرير ومحافظة السادس من أكتوبر التابعة لها القرية وقتها، وجمعية تنمية المجتمع التابعة لأم دينار.
ووضعت خطة للتطوير في قرية أم دينار، شملت برامج للتوعية عن الصحة الإنجابية والمحافظة على البيئة، وتوعية الشباب عن كيفية إيجاد فرص للعمل، والتوعية بمخاطر تعاطى المخدرات.
وتم تغيير شبكة مياه الشرب والصرف الصحي بالكامل في قرية أم دينار، وافتتاح 20 فصلا لمحو الأمية، ووضع منظومة يومية لنظافة القرية وتدوير مخلفات الحقول، وتطوير المدارس الثلاث الموجودة فيها وصيانتها وتزويدها بأجهزة الكمبيوتر، وتطوير الوحدة الصحية التابعة لها، وتزويدها بعدد من الأجهزة الطبية اللازمة، وتطوير مركز الشباب، وتقديم قروض للمرأة المعيلة لعمل مشاريع إنتاجية.
وفي 23 مايو 2009، توفى رجل الأعمال محمد نصير في ألمانيا، بعد صراع مع المرض،وله ولدان، وهما رجل الأعمال خالد نصير، وعاليا نصير التي تعمل فى مجال الديكور.
