تناقض مريع داخل الجيش
تقارير عبرية تحذر من سياسة الاحتلال واستمرار الحرب: «تخلق جيلا أكثر تطرفا وعنفا»
في ظل تواصل العمليات ضد قطاع غزة، وتشديد أجهزة الاحتلال الإسرائيلي قبضتها على الضفة الغربية المحتلة، وممارسة أبشع عمليات القمع ضد الفلسطينيين في الضفة، كشفت تقارير عبرية عن تحذيرات أطلقها عدد من العسكريين التابعين لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، من أن هذه سياسة «فاشلة استراتيجياً»، موضحين أن تلك السياسة لن تهدئ الأوضاع وتوقف العمليات العنيفة، وتسبب في تصعيد التوتر والكراهية والأحقاد، وتبني جيلا جديدا من الذين يفجرون غضبهم بمزيد من الهجمات.
ويشكو قادة عسكريون عبر تلك التقارير العبرية، من أن سياسة حكومة الاحتلال التي تتمثل في سد الآفاق السياسية وخنق الاقتصاد وإغلاق البلدات الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين واعتداءات المستوطنين، كلها تنذر بموجة عمليات عنف شبيهة بالعملية المزدوجة التي وقعت يوم الجمعة الماضي بين مدينتي بيسان والعفولة، وأسفرت عن مقتل رجل وامرأة إسرائيليين، وإصابة المنفذ من قباطية جنوب جنين.
ونقل موقع «والا» العبري، عن أمنيين إسرائيليين أن «الثمن الباهظ الذي خلفته العملية، يدفع الأجهزة الأمنية إلى انتهاج سياسة القبضة الحديدية تجاه الضفة الغربية، وأن تعزيز وتكثيف القوات في خط التماس، يشير إلى أن «الأمر لن يمر بهدوء؛ فقوات الجيش تعمل في قباطية ومواقع أخرى».
وتساءلت التقارير عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي، المتعلقة بتقليص حاد في إدخال العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، والضغط الاقتصادي الشديد المفروض على السلطة الفلسطينية على خلفية ارتفاع البطالة، بالإضافة إلى عجز الأجهزة الأمنية الجيش والشاباك وحرس الحدود والشرطة على جانبي خط التماس، بكل ما يتعلق باعتقال العمال الفلسطينيين، ومعالجة الظاهرة المتفاقمة، خصوصا في محيط القدس.

وكشفت التقارير ان موجات العنف في القدس والضفة الغربية مرشحة للزيادة بسبب قرارات حكومة نتنياهو بتقليص العمال الفلسطينيين الداخلين إلى إسرائيل بشكل جذري، وطرد أكثر من 100 ألف عامل فلسطيني من العمل في إسرائيل، واستقدام عمال أجانب من الخارج.
وكشفت تقديرات للجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين يتسللون إلى إسرائيل عبر ثغرات في الجدار العازل، ويُقدر أن عدد الفلسطينيين الموجودين في إسرائيل من دون تصاريح تجاوز 50 ألفاً.
تناقض غير واضح
وفي تصريحات للقناة «12» العبرية يسعى اللواء (احتياط)، إسرائيل زيف، الرئيس الأسبق لقسم العمليات في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، إلى تفسير التناقض بين مطالبات بعض الأمنيين بالتخفيف لطريقة التعامل مع الفلسطينيين وشراكته في تنفيذها بشراسة.
ويقول: «الجيش الإسرائيلي قابع في مأزق صدمة السابع من أكتوبر وشعوره بالذنب يدفعانه إلى التعاون بخضوع مع سياسة الحكومة، فيهاجم كل هدف وكل إرهابي متغطرس يجوب جنوب لبنان أو قرب الخط الأصفر في قطاع غزة وكل فتى يحمل حجراً في الضفة الغربية، كما لو كان تهديداً استراتيجياً، فيرد بسياسة هجمات غير منضبطة، تزيد الطين بلة».

ويعتقد كثير من الفلسطينيين أن إسرائيل بهذه الطريقة لا تحقق أي أمن، بل على العكس تبني جيلاً جديداً من الشباب الكاره الراغب في الانتقام، وتعزز قوة «التنظيمات الفلسطينية المسلحة» ورغبتها في تنفيذ عمليات، وتدفعها إلى «التفنن» في ابتداع «أساليب مقاومة» مفاجئة للاحتلال، وفي هذا ترتد السياسة الإسرائيلية إلى نحرها، وتتحول إلى خطأ استراتيجي فاحش يحقق عكس ما يرمي إليه.








