الناشط يعتذر عن تغريداته القديمة
يقودها إيلون ماسك.. موجة غضب دولية ضد علاء عبد الفتاح وبريطانيا تتبرأ منه
أثارت عودة الناشط علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا حالة من الغضب مترامية الأطراف داخل المملكة المتحدة وخارجها حتى وصلت إلى المليادير الأمريكي إيلون ماسك، بسبب تغريدات عبد الفتاح السابقة التي تحرض على العنف.
وشارك المليادير الأمريكي إيلون ماسك في حملة الانتقادات التي وجهت إلى الترحيب بعودة علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا، وكتب على إحدى تغريدات الناشط: “الهجرة الجماعية للأشخاص الذين يريدون قتل البيض هي إبادة جماعية للبيض!”.
كما سخر ماسك من منح الجنسية البريطانية لعلاء وترحيب الحكومة البريطانية به، بعد منشور جاء فيه أنه مواطن مزدوج الجنسية (بسبب أمه)، ولم يعش في بريطانيا أبدا، وحصل على الجنسية البريطانية في 2021، وأحرق مقرا لمعارضيه السياسيين، ووصف البريطانيين بـ"الكلاب والقرود، ودعا إلى قتل الشرطة.
وعقب الافراج عن علاء عبد الفتاح في سبتمبر الماضي، بأمر رئاسي من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم عودته لبريطانيا منذ أيام أشاد به رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وقال في منشور على منصة "إكس" إنه سعيد بعودة علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا واجتماعه بأسرته، مشيرا إلى أن هذه اللحظة تجلب "راحة عميقة" لأحبّائه، وموجها الشكر لعائلته ولكل من عمل وناضل من أجل الإفراج عنه، ومؤكداً أن قضيته كانت ضمن أولويات حكومته منذ توليها السلطة.

وأعرب ستارمر عن امتنانه للرئيس السيسي على قراره منح العفو لعبد الفتاح، فيما كتبت والدته ليلى سويف عبر فيسبوك: "الحمد لله علاء وصل لندن بالسلامة"، مؤكدة وصوله إلى العاصمة البريطانية.
في المقابل، أعاد عدد من السياسيين البريطانيين ومن ضمنهم نايجل فراج نشر تغريدات سابقة لعلاء عبد الفتاح، والتي دعا من خلالها إلى حرق داونينج ستريت، وقتل رجال الشرطة في بريطانيا.
تغريدات عنيفة
وبين عامي 2010 و2011، كتب علاء عبد الفتاح تغريدات، التي يبدو أن بعضها قد حذف، وفي إحداها، قال: "أعتبر قتل أي مستعمر، وخاصة الصهاينة، عملاً بطولياً، علينا قتل المزيد منهم".
وفي تغريدة أخرى، كتب: "لم تكن هناك إبادة جماعية لليهود على يد النازيين - ففي النهاية، لا يزال هناك الكثير من اليهود"، وبعد ذلك بوقت قصير، قال: "أيها الصهاينة الأعزاء، من فضلكم لا تتحدثوا معي أبداً، فأنا شخص عنيف دعوت إلى قتل جميع الصهاينة بمن فيهم المدنيون، لذا ارحلوا".
وفي 8 أغسطس 2011، بينما كانت لندن ترزح تحت وطأة أعمال الشغب، كتب عبد الفتاح: "اذهبوا وأحرقوا المدينة أو داونينج ستريت أو اصطادوا الشرطة أيها الحمقى"، وقال: "هل يعتقد البريطانيون حقاً أن الإرهابيين سيكشفون عن خططهم على تويتر؟"

كما واجه عبد الفتاح اتهامات متعددة من السلطات المصرية على مدار سنوات، من بينها ما يتعلق بالتحريض ضد ضباط الشرطة والجيش، حيث نقلت وسائل إعلام مصرية عن منشورات قديمة له عبارات مثل "أنا بفرح لما بقرأ أخبار مقتل ضابط".
وقال أيضا: "الشرطة ليسوا بشراً، ليس لديهم حقوق، يجب أن نقتلهم جميعا".
التبرؤ من عبد الفتاح
لكن موجة الغضب في بريطانيا ضد علاء عبد الفتاح، دفعت الحكومة البريطانية للتراجع عن تصريحاتها السابقة التي رحبت فيها بالناشط علاء عبد الفتاح، بعدما تبين أن الأخير يمتلك سجلا واسعا من التغريدات التي تحرض على العنف ضد المصريين واليهود وحتى البريطانيين نفسهم.
وبحسب صحيفة بي بي سي، قالت الحكومة البريطانية إن كير ستارمر رئيس الوزراء، لم يكن على علم بـ"التغريدات البغيضة" لعلاء عبد الفتاح.
وقالت إيفيت كوبر، وزيرة الخارجية البريطانية، وديفيد لامي، نائب رئيس الوزراء، اللذان رحبا بوصول علاء عبدالفتاح إلى لندن، أنهما لم يكونا على علم بهذه المنشورات.
قال وزير العدل روبرت جينريك، إنه يجب "إجبار عبد الفتاح على العيش في مصر أو بصراحة في أي مكان آخر في العالم"، وأضاف إنه كان من الخطأ منح عبد الفتاح الجنسية في المقام الأول، وهو أمر حدث في عام 2021 عندما كان المحافظون في السلطة.
وقالت وزارة الخارجية إن العمل على إطلاق سراح علاء عبد الفتاح ولم شمله مع عائلته في المملكة المتحدة كان "أولوية طويلة الأمد في ظل الحكومات المتعاقبة".
وكان علاء عبد الفتاح وصل إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع، بعد الإفراج عنه بعفو رئاسي في مصر، وقد حصل على الجنسية البريطانية في ديسمبر 2021 عن طريق والدته المولودة في لندن.
وقال جينريك إنه لا يعتبر حصول عبد الفتاح على الجنسية "أمرا يمكن الدفاع عنه" عندما أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به أنه كان لديه "آراء متطرفة لا تتوافق إطلاقاً مع القيم البريطانية".
ببيان اعتذار
وبعد تعرضه لانتقادات واسعة في بريطانيا، على خلفية إعادة تداول تغريدات قديمة محرضة على الكراهية والعنف واعتُبر بعضها معادة للسامية، ومع تصاعد دعوات تطالب بترحيله مرة أخرى إلى مصر أو سحب جنسيته البريطانية، خرج الناشط علاء عبد الفتاح ببيان اعتذار.
وقال عبد الفتاح، في بيان نشره عبر منصة "إكس" اليوم الاثنين، إنه يشعر بانزعاج شديد من إعادة نشر تلك التغريدات القديمة واستخدامها للطعن في نزاهته ومبادئه، وذلك في وقت يلتقي فيه بعائلته للمرة الأولى منذ 12 عامًا.
وأشار إلى أن التغريدات المعنية، التي وصفها بالمؤذية والصادمة، كُتبت في سياق حالة غضب وإحباط كان يمر بها في مرحلة شبابه، متأثرًا بالأزمات الإقليمية التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة.
وأضاف أن تلك المنشورات صدرت عن شخص شاب غارق في ثقافات عدائية منتشرة على الإنترنت، استخدم خلالها لغة متهورة وصادمة وساخرة، كما هو شائع في فضاءات التواصل الاجتماعي.
وشدد في المقابل على أنه لم يكن يقصد الإساءة، مؤكدًا أن نشاطه كان منصبًا على دعم الحركات اللاعنفية الداعية إلى الديمقراطية والمساواة الكاملة وحقوق الإنسان، على حد تعبيره.
كما أشار إلى أن بعض تلك التغريدات تم تفسيرها بشكل خاطئ، وبنية سيئة، بحسب قوله.
وفي ختام بيانه، عبر عن ألمه لرؤية أشخاص سبق أن دعموا الإفراج عنه وهم يشعرون الآن بالندم، إلا أنه أكد أن موقفهم السابق كان صائبًا، بغض النظر عن مشاعرهم الحالية.








