يمتد بطول 740 كيلومتراً على خليج عدن
أبرز معلومات عن «أرض الصومال».. وخبير: اعتراف إسرائيل بالإقليم يمثل خطورة لعدة أسباب
فجر اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولة ذات سيادة موجات من الرفض العربي والافريقي، فيما طالبت دولة الصومال بعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لرفض اعتراف إسرائيل بأرض الصومال
وأدان مندوب الصومال الدائم لدى الجامعة العربية اعتراف إسرائيل بـ «أرض الصومال»، معتبرا أن قرار إسرائيل غير مسؤول ويمس سيادة ووحدة الصومال
وقال إقليم أرض الصومال جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الصومالية وأي محاولات للاعتراف به ككيان مستقل تعد باطلة .
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي عن إدانته واستنكاره الشديدين لإعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم "أرض الصومال".
واعتبر البديوي، في بيان نشره المجلس، أن الخطوة الإسرائيلية "تجاوز خطير لمبادئ القانون الدولي، وانتهاك صريح لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها".
وأكد، وفق البيان، أن "هذا الاعتراف يمثل سابقة خطيرة من شأنها تقويض ركائز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات، بما يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة".
وكان رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، نشر صوراً لمكالمة بالفيديو بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغه فيها بالقرار الإسرائيلي بالاعتراف بـ أرض الصومال «دولة مستقلة ذات سيادة».

معلومات عن الإقليم
وحول أهم المعلومات عن إقليم «أرض الصومال»، فعاصمته هي "هرغيسا" والميناء الرئيسي "بربرة"، ويقع شمال جمهورية الصومال، وتحدّه إثيوبيا من الجنوب والغرب، وجيبوتي (الصومال الفرنسي سابقاً) من الشمال الغربي، وخليج عدن من الشمال، ومن الشرق ولاية بونتلاند الصومالية.
والإقليم يملك ساحلاً بطول 740 كيلومتراً على خليج عدن، ويحتل موقعا استراتيجيا عند نقطة التقاء المحيط الهندي بالبحر الأحمر في منطقة القرن الأفريقي. وعلى مدار سنوات، كان ميناء بربرة الاستراتيجي محلّ صراع نفوذ إقليمي ودولي في إقليم القرن الأفريقي.
وتبلغ مساحته قرابة 177 كلم مربع، وعدد السكان 3.5 مليون، وفق تقديرات لعام 2017، وأخرى حديثة بين 5.7 و6 ملايين نسمة، و يضم 3 عشائر أساسية: هي «إسحاق» في المنطقة الوسطى، وتعد الأكبر، وتمتلك معظم السلطة السياسية، و«دير» في المنطقة الغربية، و«دارود» في المنطقة الشرقية.
أم النظام السياسي فهو جمهوري، لديه رئيس وحكومة، ويملك مجلس نواب (غرفة أولى)، ومجلس شيوخ (غرفة ثانية)، ويضم كل منهما 82 عضواً.
وكان عبارة كان محمية بريطانية استقلت عام 1960، واندمجت مع الصومال الذي كان يتبع إيطاليا ليكوّنا معاً جمهورية الصومال.

أعلن إقليم «أرض الصومال» الاستقلال عن جمهورية الصومال في 18 مايو عام 1991، بعد نحو 3 أشهر من انهيار الحكم المركزي في الصومال، عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري، وفي أغسطس 2000، طرحت حكومة الإقليم نسخا من دستور مقترح ينص على الانفصال النهائي عن الصومال، وتم إجراء استفتاء عليها في 31 مايو 2001، وصوّت لصالحه 97.1 %، وفي عام 2016 احتفلت بمرور 25 سنة على تلك الخطوة.
وفي مطلع 2024، تم توقيع إثيوبيا وأرض الصومال مذكرة تفاهم تسمح لأديس أبابا غير الساحلية باستئجار 20 كيلومتراً حول ميناء بربرة تتيح لها إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر لمدة 50 سنة لأغراضها البحرية والتجارية، مقابل الاعتراف بأرض الصومال، ورفضت المذكرة مقديشو والجامعة العربية. وفي نهاية أغسطس، أرسلت إثيوبيا مندوباً جديداً بدرجة سفير إلى أرض الصومال، وذلك لأول مرة منذ بدء العلاقات بين أديس أبابا والإقليم.
وعقب نحو شهر من توقيع مصر، اتفاقا دفاعيا مع الصومال في أغسطس 2024، أقدمت سلطات «أرض الصومال» على إغلاق مكتبة الثقافة المصرية، أول مكتبة عامة بالإقليم، التي بنتها القاهرة منذ عقود، وأمهلت موظفيها 72 ساعة لمغادرة البلاد، وتلتها دعوة سفارة مصر في مقديشو رعاياها بأرض الصومال إلى مغادرة الإقليم، بسبب اضطراب الوضع الأمني.

ربط حديث إسرائيلي للمرة الأولى، في فبراير الماضي، بين احتمال اعتراف أمريكي بإقليم أرض الصومال، وقبوله بـ«تهجير» الفلسطينيين إليه، مع تحذير رسمي من مقديشو من تداعيات ذلك الاعتراف واستبعاد حدوثه.
مكمن الخطورة
من جانبها ترى الدكتورة رانيا فوزي، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن اعتراف إسرائيل بـ أرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة سيكون له خطورة على المنطقة على القرن الأفريقي والعربي، مشيرة إلى العلاقات الوثيقة التي بنها إقليم أرض الصومال بأثيوبيا والتعاون الوثيق بين الطرفين .
وقالت فوزي في تصريح لـ الصفحة الأولى: أن اعتراف إسرائيل بـ أرض الصومال هو مقدمة لإعتراف أمريكي وشيك بالاقليم كدولة مستقلة خاصة مع التسريبات عن مسؤلين أمريكيين بأن أن إدارة ترامب بدأت مفاوضات مع قيادة أرض الصومال بشأن الاعتراف الرسمي، فضلا عن فكرة وضع قاعدة أمريكية بميناء بربرة.

وأكدت فوزي أن الاعتراف الأمريكي والإسرائيلي سيكون محل تهديد لهجمات الحوثيين في اليمن لوجود القاعدة الأمريكية على خليج عدن، موضحة أن أن الاعتراف من إسرائيل محاولة لوجود أكبر في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، والتموضع على ضفة القرن الأفريقي من خلال أرض الصومال وأيضا الضفة اليمنية من خلال مهاجمة الحوثيين، وهذا سينعكس سلبياً على البحر الأحمر.
وأشارت فوزي إلى أن الاعتراف الأمريكي المرتقب يأتي أيضا نتيجة قلق الولايات المتحدة بشأن النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة، لا سيما بعد أن حصلت بكين على قاعدة عسكرية في جيبوتي المجاورة.








