بديل التوك توك
خبراء يكشفون خمس خطوات لتأمين دورات المدارس في السيارة الجديدة "كيوت" بالجيزة
يرى خبراء المرور وصناع القرار مجموعة من المزايا والمخاطر في استبدال التوك توك بسيارات مصغرة لتنقل الأطفال وانه سيكون لها أثرها على شبكات الطرق، وكانت محافظة الجيزة أطلقت خلال الأسابيع الماضية مشروعًا لتدريج استبدال مركبات التوك توك بسيارات حضرية صغيرة من طرازات معروفة محليًا بإسم الكيوت أو الميني فان، مع إجراءات ترخيص ورقمنة للمنظومة بهدف ضبط الحركة المرورية وتحسين مستوى الأمان، الهدف الرسمي هو تقليل الفوضى المرورية والحد من المشكلات المرتبطة بالتوك توك، مثل القيادة غير المرخّصة وقيادة القصر.
توصيات الخبراء
ومن بين الخبراء يؤكد اللواء يحيى رمضان الخبير المروري أن التحول إلى سيارات مصغرة يمكن أن يكون فرصة لرفع معايير السلامة حين ترافقه حزمة من التدابير الإجبارية مثل تجهيزات أمان داخلية مقاعد مزودة بأحزمة أمان لكل راكِب، ومقابس لتثبيت ومقاعد الأطفال (Isofix أو ما يماثلها) عند الحاجة، وفتحات تهوية وسقف صلب لحماية أفضل مقارنة بالتوك توك المكشوف، وهذا مطلب أساسي عندما تُستخدم المركبة في نقل طلاب المدارس، و الترخيص والسجل الرقمي للسائقين مع تشديد إجراءات فحص خلفية السائقين، وإلزام التدريب المروري وحيازة رخصة مناسبة، مع تسجيل بيانات المركبة والسائق وربطها بتطبيقات تتبع لحظي لتحديد مواقع الرحلات وتأمينها.
وأضاف أنه لابد من أن يكون هناك مسارات ونقاط صعود ونزول محددة كتحديد محطات آمنة عند أبواب المدارس أو شوارع جانبية واسعة بعيدًا عن طرق المرور السريع، مع منع انتظار المركبات في ممرّات المرور الضيقة، وربط ساعات تشغيل الرحلات بأوقات الدراسة وهذا يقلل تعرض الأطفال للمخاطر أثناء الصعود والنزول، وهذا المقترح متفق عليه بين مختصي السلامة المرورية.
ويقول اللواء احمد سامي الخبير المروري يوجد كثير من الإيجابيات هنا تتمثل في عدة نقاط منها على سبيل المثال الأمان الأعلى لوجود هيكل مغلق ومقاعد ثابتة وحزام أمان يجعل الإصابات المحتملة أقل مقارنةً بالتوك توك المكشوف، وتنظيم وشفافية ترقيم المركبات وتسجيل السائقين يسهل رقابتها ويقلل من استغلال المركبة في أنشطة غير قانونية، وأيضا تحسين المظهر الحضاري حيث يتضح بسهولة أن استخدام مركبات أصغر حديثة يرفع من مستوى المظهر العام ويشجع على اقتصاد أكثر نظامًا في النقل.
أما عن السلبيات والتحديات سنجدها تتمثل في التكلفة الأعلى لثمن المركبة الجديدة لأنها بالطبع ستكون أعلى من التوك توك التقليدي، ما يؤثر على دخل السائقين ويجعل سعر الرحلات أعلى، وهي قضية أثارت رفضًا جزئيًا من المستخدمين والسائقين على حد سواء في الشريحة المعنية بالأمر، وصعوبة الوصول للأزقة الضيقة في بعض أحياء الجيزة التي تتميز بشوارع ضيقة لا تتسع إلا للتوك توك، واستبداله بسيارة قد يعيق الوصول إلى أبواب بعض المنازل أو المدارس الصغيرة، ما يتطلب حلولاً مرضية ولا ترهق الدولة في نفس الوقت، والتطبيق الجزئي أو الإجباري قد يولّد احتقانًا بين السائقين الذين يخشون فقدان مورد رزقهم إذا لم تُقدّم تعويضات أو تسهيلات لشراء المركبات الجديدة.
وعن الطرق المتاحة وغير المتاحة للمركبة الجديدة أفاد الخبراء أن المركبات المصغرة التي ستُستخدم بديلًا عن التوك توك ممنوعة من السير في بعض الشوارع الرئيسية والطرق السريعة ذات السرعات العالية، ولها تشغيل محدود داخل النطاقات الحضرية والطرق الفرعية التي تسمح بذلك، وتشدد المحافظة على عدم استخدام هذه المركبات للرحلات الطويلة بين المحافظات أو على الطرق الدائرية السريعة حفاظًا على السلامة المرورية.
ويلخّص خبراء المرور وجهة نظرهم في أن نجاح التجربة يعتمد على تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات منها تقنين الترخيص، تأهيل السائقين، تركيب تجهيزات أمان إجبارية، وضع نقاط نقل آمنة أمام المدارس، وبرامج تعويض اقتصادي للسائقين خلال مرحلة الانتقال، من دون هذه الإجراءات، قد تتحوّل خطوة تحسين السلامة إلى مشكلة اجتماعية مرورية جديدة.
