يعمل موظفا بالجامعة
جامعة سوهاج ترفض قيد «باحث كفيف» لنيل الدكتوراه لأنه طالب بالتعيين كمدرس
رفضت جامعة سوهاج قيد باحث كفيف، للتسجيل في درجة الدكتوراه بكلية التربية، رغم حصوله على الماجستير في التخصص بتقدير ممتاز.وعبر الباحث محمد أبو طالب الذي يعمل مدربا للكمبيوتر والتقنيات المساعدة فى جامعة سوهاج، عن استيائه من الأمر، قائلا: كل دا بيحصل لأني تجرأت وطلبت التعيين كمدرس مساعد.
وأوضح أنه تقدم بطلب للدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج للموافقة على استثنائه للقيد والتسجيل للدكتوراه، مشيرا إلى أن الدكتور حسان النعماني كان له الفضل فى استثنائه للقيد للماجستير في 2022
وحصل الباحث محمد أبو طالب على درجة الماجستير بتقدير امتياز بقسم تكنولوجيا التعليم، ويعتبر أول باحث من ذوي الإعاقة البصرية في كلية التربية، حيث أجاز قسم تكنولوجيا التعليم، بكلية التربية جامعة سوهاج، أطروحة الماجستير للباحث محمد صابر علي أبوطالب، بتقدير عام ممتاز.
وحملت الرسالة عنوان بيئة للتعلم باستراتيجية الصف المعكوس لتنمية مهارات استخدام برمجيات الكمبيوتر وتقدير الذات للطلاب ذوي الإعاقة البصرية.
ورغم تقديم الباحث الكفيف محمد أبو طالب خطابا من جهة عمله إلى جامعة سوهاج، يفيد حسن السير والسلوك، وشهادات حضور مناقشات علمية عديدة، وأكثر من 30 شهادة تدريب من داخل مصر وخارجها، إلى جانب المستندات والشهادات والخبرات العلمية والعملية التي تؤهله لمواصلة البحث العلمي، حسب وصفه، إلا أن إدراة الجامعة رفضت الطلب.
يضيف الباحث محمد أبو طالب، أنه تقدم للدكتوراه في شهر أغسطس الماضي إلكترونيا وبعدها جهزت ملف بكافة أوراقه وسلمه للجامعة، وبعدها تم تحديد موعد اختبار لقبول الدكتوراه، وفق معايير من ضمنها اختبار تحريري ومقابلة شخصية، وفي نهاية سبتمبر الماضى تم تحديد موعد الاختبار ليكون يوم 5 أكتوبر، وفي الثاني من أكتوبر تم تقديم الموعد ليوم 4 أكتوبر. وخاض الباحث الاختبار التحريري، ثم فوجىء بعدم قبوله دون معرفة مبررات رسمية واضحة من إدارة الدراسات العليا.
قواعد القبول
ويقول: الاختبار التحريري إضافة إلى أنه لم يجر في موعده، فلم يكن له مادة علمية محددة يمكن الرجوع إليها، خصوصا وأن مجال تكنولوجيا التعليم واسع ومتجدد بشكل كبير، ولم يؤدِّه معي سوى متقدم تاني ظهر فقط في المقابلة بعد نصف وقت اللجنة تقريبًا، وهو ما أثار تساؤلات حول إجراءات التقييم والعدالة.
ويضيف محمد أبو طالب : الطريف أنني وجدت منشورًا على موقع الكلية يتضمن القواعد والمعايير الخاصة بالقبول هذا العام، فقررت مراجعتها بندًا بندًا لمعرفة مدى انطباقها علي، من حيث درجات محددة لمتوسط تقدير مرحلة الليسانس والدبلومات، وتقدير الماجستير، والاختبار التحريري، والمقابلة الشخصية، وخطاب التزكية، والشهادات والدورات التدريبية، وشهادة الخبرة.
وقال إنه حاول تقدير درجاته وفق اجتهاده، وبشكل منطقي، فاعتبر لنفسه درجات متوسطة أو نصف الدرجة في بنود الاختبار والمقابلة الشخصية، بينما قيّم شهاداته وخبراته ومؤهلاته بما يراه مناسبًا، ليكون مجموع ما حصل عليه وفق هذا التقدير 83% من إجمالي الدرجات المعتمدة، وحتى إذا افترض حصوله على صفر في الاختبار والمقابلة فإنه سيحصل على 68%، وهي نسبة كافية لإعطائه فرصة القيد والتسجيل لدرجة الدكتوراه.
ويضيف، تواصلت مع الجامعة لمعرفة أسباب الرفض، لكني لم أحصل على إجابة محددة، كما لم أتمكن من مقابلة رئيس جامعة سوهاج، رغم أنني كنت أتمنى الدعم والمساندة والتشجيع على مواصلة البحث وتحصيل العلم، لكن ما حدث أصابني بالحزن، لأن النتيجة جاءت دون تفسير واضح أو تقديم مبررات رفض مقبولة ومنطقية، وأنا أتساءل، هل جاءت لاعتبارات أكاديمية أم بسبب أمور أخرى؟
ويؤكد الباحث السوهاجي أنه تقدم لرئيس الجامعة الدكتور حسان النعماني، بطلب للموافقة على استثنائه للقيد بالدكتوراه، ولا يزال في انتظار الرد الرسمي، خصوصا وأنه حصل على استثناء سابق للقيد في مرحلة الماجستير عام 2022 بقرار من النعماني نفسه، مؤكدا أنه لم ينس له فضله بعد الله.
