عزيزي الناخب.. (صوتك أمانة) شعار براق ليس إلا. ولا يتفق مع المتغيرات الكثيرة التي تعصف بطريقة تفكير تشبه كائن الأميبيا البدائي.
المرشحون في الانتخابات، اعتادوا حصارك بالشعارات، عقلك ومشاعرك. وكل من حولك أيضا تعودوا على وجود الشعارات.
صارت الشعارات هي الكيف الذي تتعاطاه في مواسم الانتخابات لتفهم أن ما يحدث حولك هو عملية سياسية تسمى الانتخابات.
هل هذه هي كل افكارك عن الانتخابات، شعارات تقبلها أو ترفضها؟
حسنا، إليك الشعار الأصلي والأحدث في الوقت ذاته. وهو معنى السياسة نفسها.
عزيزي الناخب، ليكن تساؤلك لفهم شعارك الأهم والحقيقي هو: أين المصلحة؟
فأنت تفعل هذا يوميا، وغيرك أيضا يفعله دون أن تدري. اوتدرى ولكنك تكذب أو تنكر. الفرق بين هذا وذاك هو أن تعرف بالفعل الإجابة بينك وبين نفسك على سؤال يقول: ما هي مصلحتك؟ ثم تخبرنا بها في الصندوق.
شخصيا، متأكد من أن النتيجة هي ما سيعبر عن مصلحتك بالفعل. ستحدد أيضا موقع وموقف ووزن مصلحتك. هل هي تعبر عن الأغلبية أم الأقلية.
إذا كانت مصلحتك في انتخاب ابن العائلة أو القبيلة أو البلد؛ انتخبه. فهذه مصلحة وكل ناخب حي أدرى بمصلحته. ليتفاخر بها ويتباهى إذا كان ذلك يهمه. أو يحافظ بها أو يضيف على ما استفاد أو سيستفيد منه. أو حتى غير ذلك.
اختيار الأصلح
وإذا كانت مصلحتك هي الاختيار لكونك متعاطف مع هذا أو ذاك، لأسباب تعرفها أو لا تعرفها. فلا بأس. إذ لابد من أن هناك سببا جعل غيرك يتمكن من إقناعك أو استقطابك. حتى وإن كان ذلك في إرضاء عواطفك. ليحقق لك الارتياح والرضا ولو في لحظة ما.
وإذا كانت مصلحتك هي اختيار الأصلح، لك ولغيرك. فهذا ما له معايير ومحددات يمكنك أن تدخل حولها مناقشة لتعرفها. ولو بينك وبين نفسك. وفق اعتبارات المصلحة أيضا. وكيف ستكون مستفيدا من اختيارك.
لا تخجل عزيزي الناخب، من البوح بشعار السياسة مصالح، ولا ترفضه. فهذا هو الشعار الحقيقي غير المزيف. وكل ما دونه هو شعارات مشتقة أو مكملة، بصيغ مختلفة. تجعل في النهاية من (صوتك أمانة) في اختيار ما يحقق (مصلحتك أولا) وكل هذا (من أجلك أنت). فقط كل ما يخبرك به علم النفس السياسي وغيره، أن تعرف بحق من هو المرشح الذي يحقق لك ذلك ولا يخدعك، وهل هو وما يقول ويدعي حقيقة أم زيف؟ هل هو كاذب أو صادق؟ كم نسبة صدقة ونسبة كذبه؟
فالكل كاذب، والكل صادق أيضا. أنت وأنا وهو. ولهذا كله، كانت السياسة هي ما توازن بيننا، وبين غيرنا لتسوسنا. وهي في الأول والأخير .. مصالح.
وربنا يهديك على نفسك، ويولي من يصلح.




