جهاز حماية المنافسة تصدى للشركة
القصة الكاملة لاحتكار مستحضر السيتروتايد للحقن المجهري وبيعه بـ4 أضعاف سعره
كشف جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، عن أن شركة لتوزيع الأدوية احتكرت مستحضر السيتروتايد وأساءت استخدام وضعها المسيطر في توزيع العقار المخصص في الحقن المجهري وعمليات أطفال الأنابيب، ليقرر الجهاز ثبوت مخالفة الشركة لأحكام المادتين (8/أ) و(8/و) من قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية رقم 3 لسنة 2005.
وكان العديد من المواطنين وبعض الصيادلة، اشتكوا من ظهور سوق سوداء لحقن السيتروتايد والتي تستخدم لعلاج العقم وفي الحقن المجهري، كما استغلت بعض الصيدليات ومراكز الخصوبة، وخاصة في مناطق المهندسين والدقي والتجمع، أزمة ندرة الحقن واحتكار شركة دواء لاستيرادها، وباعتها بسعر يعادل أربع أضعاف السعر الرسمي لها، وهو 550 جنيه، لتباع بما يزيد على 2200 جنيه.
من ناحيته، طالب الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، بحماية الصيدلي وتشديد العقوبات على أي مستورد أو موزع يتعمد خلق نقص مصطنع لتحقيق أرباح استغلالية، مؤكدا أن المواطن المصري يخوض معركة إضافية وقاسية، وهي معركة الحصول على العلاج نفسه.
وحذر رئيس نادي صيادلة مصر، من ظهور أنماط جديدة من السلوك الاحتكاري داخل سوق الدواء، لم يعد المتضرر منها المواطن فقط، بل الصيدلي أيضاً الذي يُحاسبه المجتمع كل يوم عن نقص دواء هو نفسه لا يقدر على توفيره، ولا يملك سلطة استيراده أو توزيعه، بل يقف على خط النار الأول في مواجهة غضب المريض.
أوضح الدكتور محمد عصمت، أن قرار جهاز حماية المنافسة بإثبات مخالفة إحدى شركات التوزيع لجريمة إساءة استخدام وضعها المسيطر في دواء السيتروتايد المستخدم في الحقن المجهري وأطفال الأنابيب هو نموذج واضح لهذا الانحراف.
ولفت "عصمت" إلى أن الشركة استغلت الندرة، ووجهت الدواء لصيدلياتها فقط، وتركت باقي الصيدليات في مواجهة المجتمع واتهامات العجز والتقصير، وفتحت الباب للسوق الموازي، الذي قفزت فيه الأسعار بنسبة 35% عن السعر الرسمي، وذلك ليس مجرد احتكار، بل تصنيع أزمة.
حماية المنافسة
وأكد جهاز حماية المنافسة أن الشركة أساءت استخدام وضعها المسيطر فيما يتعلق بتوزيع مستحضر السيتروتايد، والمستخدم في الحقن المجهري وعمليات أطفال الأنابيب، والمدرج بقوائم المتابعة (Red label) لدى هيئة الدواء المصرية باعتباره من المستحضرات التي تعاني تحديا في توفرها في السوق المحلي، حيث تعد الشركة المخالفة المستورد والموزع الرئيسي للمستحضر في مصر خلال فترة المخالفة.
ولفت الجهاز إلى أن إجراءات البحث والتقصي وجمع الاستدلالات كشفت عن تقييد الشركة المخالفة عمليات توزيع مستحضر السيتروتايد 0.25 مجم من خلال توفير المنتج في سلسلة الصيدليات التابعة لها فقط، ووحرمان الصيدليات الأخرى من توفره حال كونه من المنتجات الشحيحة، كما كشف عن وجود عمليات بيع صورية للمنتج أدت إلى تفاقم الأزمة وفتح المجال أمام البيع بالسوق غير الرسمي بأسعار مبالغ فيها.
ونتج عن الممارسات الاحتكارية للشركة، الإضرار بالمنافسة في قطاع الدواء، عبر تمييز الصيدليات التابعة لها عن غيرها من الصيدليات العاملة في السوق، ما أدى إلى الإضرار بالمنافسة البينية بينهم على توفير المستحضرات الطبية للمواطنين.
كما تم إجبار بعض الصيدليات إلى اللجوء إلى الشراء من سلسلة الصيدليات التابعة للشركة المخالفة لتلبية بعض احتياجاتها، إلى التداول في السوق غير الرسمي "السوق السوداء" بأسعار تجاوزت 35% زيادة عن السوق الرسمي، وهو الأمر الذي أضر بالمواطن المصري الذي حُرم من حقه في توفر العلاج اللازم له بسعره العادل المحدد من قبل الدولة.
وأكد جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية أن التعاون البناء والمثمر مع هيئة الدواء، وساعد على الكشف عن الممارسات الاحتكارية في سوق الدواء.
