الطلاب لا يستوعبون
أولياء الأمور يصرخون من صعوبة المناهج.. وخبير تربوي: الاعتماد على المعايير العلمية
تعالت شكاوى العديد من أولياء الأمور، والمعلمين، من صعوبة المناهج الدراسية، خاصة للمرحلة الإبتدائية، ومن تعدد المواد، ما يرهق الطلاب ويثقل كاهل الأسرة المصرية، إضافة إلى كثرة التقييمات وعدم وجود وقت كاف لشرح المادة على مدة اليوم الدراسي.
ويقول محمود نعمان، مدرس مادة التاريخ والدراسات الاجتماعية، إن المعلم مطلوب منه في كل فصل دفتر فيه 80 خانة لـ 50 طالب، يعني الفصل الواحد موجود 4000 خانة لطلاب الفصل مجمعين، يعني الـ 5 فصول يبقي 20 الف خانة في التيرم الواحد، إضافة إلى تصحيح الكشاكيل والوجبات وكتاب الاداءات والتقييم الصفي والمنزلى والواجب والتقييم الأسبوعي ورصد الدرجات، ودفتر الطلاب الضعاف ودفاتر الغياب، فكيف يستطيع متابعة كل ذلك، إضافة إلى التزامه بالشرح؟ وطالب بإعادة النظر في المنظومة الحالية للتعليم لأنها تقضي علي المعلم قبل الطالب.
وتقول يسرا حامد، ولية أمر طالب في الصف الأول الابتدائي بمدرسة تجريبية، إنها منذ بداية العام الدراسي وهي تعاني مع ابنها في متابعة المناهج والتقييمات، حيث فوجئت بوجود كتاب لكل مادة، وآخر للتقييمات، وبالتالي مطلوب كشكول لكل واحد منهما، وعلى الطالب وولي أمره الكتابة في كل كتاب وكشكول، فمن أين يجد الوقت لذلك كله، ومتى يمارس الطالب الأنشطة أو الهوايات أو الرياضة المفضلة لديه، والذي من المفترض أن تشجع عليها وزارة التعليم؟
وأضافت أن صعوبة المناهج وكثرتها ترهق الطلاب، ولا تؤدي إلى زيادة الفهم، لأن التلميذ له حد معين في الاستيعاب، وعند تخطيه سيرهق الطالب وولي أمره دون فائدة حقيقية.
أما شهد جمال، ولية أمر، فقالت إن طلاب ابتدائي وإعدادي يعانون من صعوبة المناهج، وكثرة المواد والتي أضيف عليها التكنولوجيا والمهارات، مع عدم وجود مدرسين متخصصين، وزيادة التقييمات لدرجة تجعل المدرس لا يجد وقتا للشرح، وهو الهدف الأساسي من الحصة.
ولفتت إلى أن الطالب يأتي من مدرسته، ليجد في انتظاره معركة مع المذاكرة والتقييمات والامتحانات، ولذلك فإن الكثير من الأمهات يضطررن لحل التقييمات لأولادهن، ما يعني عدم استفادة الطالب منها، كما لا يجد الطلاب الوقت لممارسة أي هواية أو رياضة بجانب الدراسة.
تخفيف المناهج
أما شيماء التهامي، ولية أمر، فطالبت بتخفيف مناهج الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، قائلة: "حرام الطالب العادي مش بيقدر يستوعب الكم ده كله، أنا عندي مراحل 6 و5 و2 ابتدائي، ومش عارفة الثانوي في إيه، بس بسمع حاجات صعبة من الأهالي".
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن تطوير شامل لـ 94 منهجا تعليميا تغطي جميع المراحل التعليمية، من رياض الأطفال حتى الثانوية، على ان تتولى لجنة تضم كبار الأكاديميين وأساتذة الجامعات مراجعتها لضمان الدقة العلمية.
ويؤكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن المناهج الجديدة تركز على تنمية روح الانتماء والاعتزاز بالوطن والهوية المصرية، وتعزيز مكانة اللغة العربية عند الطلاب، مع تطوير مناهج الرياضيات بالتعاون مع الجانب الياباني، وطبقا للمنهجية اليابانية في تبسيط المادة العلمية وتيسير الفهم للطلاب.
وأكد وزير التعليم تنفيذ برنامج شامل لتأهيل وتدريب المعلمين على المناهج المطورة، بالتعاون مع منظمة اليونيسف، حيث تستهدف خطة التدريب تغطية جميع المعلمين، من خلال ورش عمل مكثفة وتدريبات الكترونية عبر منصة المعلم، يحصل بعدها كل معلم على شهادة إتمام الدورة التدريبية.
ويقول الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي في جامعة عين شمس، إن المناهج الدراسية تمثل أحد العناصر الأساسية في المنظومة التعليمية، والتي تدور حولها العملية التعليمية بالكامل، بداية من شرح المعلم، مرورا بعملية المذاكرة لدى الطالب، ووصولا إلى التقييمات التي تبنى على محتواها.
وشدد الخبير التربوي على أن المناهج تمثل العنصر الجوهري في التعليم، ولذلك فإن الحكم على مدى مناسبتها يجب ألا يعتمد فقط على شكاوى أولياء الأمور حول صعوبتها، لأن مستويات التحصيل لدى الطلاب تختلف بطبيعتها.
وولفت تامر شوقي إلى أنه لدينا أكثر من 25 مليون طالب في التعليم قبل الجامعي، ومن الطبيعي أن تختلف القدرات بين كل طالب وآخر، وهو ما يؤدي إلى ظهور شكاوى من المناهج عند بعض الفئات، ولذلك، فإن التقييم العلمي للمناهج يجب أن يستند إلى مؤشرين رئيسيين، وهما استطلاع آراء الطلاب والمعلمين حول المناهج، وتحليل نتائج الطلاب في الامتحانات، كما أن درجات التحصيل هي المقياس الحقيقي الذي يحدد مدى توافق المناهج مع قدرات الطلاب.








