و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

«وما يعلم جنود ربك إلا هو»

تفشي الأمراض بين جنود الاحتلال في غزة.. الحشرات والحيوانات تحارب مع المقاومة

موقع الصفحة الأولى

كشفت عدد من التقارير في الإعلام العبري عن تفشي العديد من الأمراض المعدية بين المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي نتيجة العيش في ظروف ميدانية صعبة، وكأن لعنة الحرب في غزة قد حلت بهم ليتجرعوا من مرار الأمراض التي لحقت بأهل غزة.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن مئات الجنود في الجيش النظامي وقوات الاحتياط الذين أرسلوا إلى مواقع عسكرية متقدمة، يشكون من الحكة وتنتشر التقرحات في أجسادهم.

وكشفت الصحيفة، في تقريرها، إن جنود الاحتلال يشكون من لسعات البراغيث والبق والقوارص، فضلاً عن الروائح الكريهة والمياه الآسنة.
ونقلت عن أحد آباء الجنود قوله إن ابنه أخفى عنه في البداية هذه المعاناة واكتشفه صدفة عندما حصل على عطلة، وقال: «أخذناه في رحلة للترفيه قليلاً. فاكتشفنا التقرحات في جسده، وكان هذا مفزعاً. به تعرفنا على شكل آخر من أشكال لعنة غزة على أولادنا. إنهم لا يستطيعون النوم بسبب الحكة».

وروى ضابط الاحتياط للصحيفة أن الظاهرة منتشرة في عدة مناطق في قطاع غزة، لكنه شخصياً وقع فيها خلال خدمته في جباليا وحي الزيتون. فقد أقام الجيش هناك نقاط مراقبة على المحاور التي تقطع أوصال القطاع. وأقاموا لهم أكشاكاً مؤقتة للنوم. ومنح الجيش لكل منهم فرشة، لكنهم يفضلون النوم على الأرض لأن البق وغيره من الحشرات عشش في هذه الفُرش.

وأضاف الضابط: «حسبنا أننا سنبقى هناك لبضعة أيام وربما لبضعة أسابيع، ولكن ها هي تمر عدة شهور، منذ مايو الماضي ونحن ننتظر. وبعدما انفجرت المفاوضات بات واضحاً أن البقاء هنا سيستغرق عدة شهور، ولذلك فلا توجد حلول أخرى ففي محور فيلادلفيا، الذي أقيمت فيه مساكن ثابتة للجنود و لا يعانون من هذه الآفة ونحن نحسدهم على ذلك. عندنا لا تجري عملية إبادة للحشرات ولا توجد حمامات ويكتفي الجنود بتمسيح أجسادهم بالمحارم الرطبة. وهكذا أصابهم ما يصيب أهل غزة الفلسطينيين».

وحسب ضابط آخر، فإن المبيدات وحدها لا تكفي ويجب تقديم حل جذري لكل قطاع غزة، فالأمراض والفيروسات تنتقل بواسطة الذباب والحيوانات، وحتى عبر الهواء، وما يصيب أهل غزة يصيب الجنود الذين يحاصرونهم أيضاً.

أما أحد الآباء الذي يخدم ابنه في جيش الاحتلال، ويحظر عليه الحديث مع الإعلام: فقال: «لا يكفي أننا في حرب زائدة لا طعم لها، إنما يأخذون أولادنا للعيش في زبالة سوية مع الكلاب والقطط الضالة. ويعودون بأمراض الله يعلم إن كانوا سيشفون منها في يوم من الأيام. هذا ليس احتلالاً بل أعمال عسكرية عشوائية لا يأخذون فيها بالاعتبار الحالة الصحية لأولادنا».

أمراض باطنية

فيما كشفت صحيفة "تايم اوف إسرائيل"  عن الأمراض المعدية التي تبيّن أنها أصابت جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة ومن حولها خلال الحرب منذ أكتوبر 2023، والتي جاء أبرزها كالتالي: - مرض الجرب البطني، حيث تم الإبلاغ عن انتشار بكتيريا Shigella بين الجنود، مما تسبب في إسهال شديد وحرارة عالية واضطراب في الأمعاء، بسبب سوء تخزين الطعام أو تقديم أطعمة دون فحص أو رقابة كافية في الميدان. 
- داء اللشمانيا الجلدي، حيث أصيب عدد من الجنود بآفة جلدية يشتبه بأنها leishmaniasis، وتظهر على شكل تقرحات جلدية  تنتج عن تعرّض للبعوض الرملية  خاصة في مناطق حارة والرطبة، وقد تكون الجنود أصيبوا بها قبل الدخول إلى غزة أو أثناء الانتشار على الحدود. 
- الفطريات المُقاومة للعلاج، وتسببت في حالة وفاة واحدة جرى تأكيدها بسبب عدوى فطرية شديدة مقاومة للعلاج، بعد إصابة بالغة في الأطراف دخلت العدوى إلى الأجهزة الحيوية، بالإضافة إلى ذلك، عدة جنود تُعالج من هذا النوع من العدوى الفطرية، غالبًا مرتبطة بالجرح الميداني والتلوث سواء من التربة أو من المواد العضوية الملوثة.

عوامل تفشي الأمراض

وأوضحت الصحيفة العبرية ان هناك عدة عوامل تسببت في تفشي هذه الأمراض بين جنود الاحتلال من بينها الظروف الميدانية الصعبة، ونقص في الصرف الصحي والمياه النظيفة، ومعسكرات وقتية وغير مُعدة للإقامة الطويلة. 
وأضافت الصحيفة أن من بين عوامل تفشي الأمراض بين جنود الاحتلال ان الإصابات المكشوفة والجروح تتعرّض للتلوث من التربة أو الأوساخ، مما يسهل دخول البكتيريا أو الفطريات، فضلا عن الأغذية المنقولة لا تلتزم بمعايير الحفظ، مما يؤدي إلى تلوث أو فساد غذائي.    

وبينت الصحيفة أن تفشي الأمراض كانت لها العديد من التداعيات من بينها  تأخر في الشفاء من الإصابات بسبب العدوى المقاومة، مما يزيد من حالات العجز أو المضاعفات بعد المعارك، ونقصان القدرة القتالية لدى بعض الجنود بسبب المرض أو الضعف الناتج عنه، أبرزها الأمراض المعوية التي تؤثر على الجسم.

تم نسخ الرابط