هزيمة للمقاومة أم مرونة؟
حماس توافق على مطالب إسرائيل باستمرار احتلال محوري فيلادلفيا ونتساريم في غزة
وافقت حركة حماس على مطالب الكيان الإسرائيلي، والتي طالما تعطلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة تبادل الأسرى، حيث أبدت حركة المقاومة، للمرة الأولى، استعدادها للموافقة على وجود مؤقت لجيش الاحتلال في غزة بعد الاتفاق على الهدنة، ويشمل ذلك بقاء الاحتلال في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، مع تنازل حماس عن وجودها أو سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فيما يمثل تحولا استراتيجيا فارقا.
وفي محاولة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، سلمت حركة حماس للوسطاء قائمة بأسماء أسرى الاحتلال الإسرائيلي، ومنهم من يحمل الجنسية الأمريكية، ومنهم نساء وشيوخ وأسرى في حالة طبية حرجة، إلى جانب جثث خمسة أسرى لقوا مصرعهم، ويأتي ذلك ضمن تعامل الحركة بمرونة أكبر خلال الأسابيع الماضية حول عدد من القضايا الرئيسية، حسب مصادر مطلعة على المفاوضات.
اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي يزور الكيان الإسرائيلي، إنه يسعى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و تبادل الأسرى في قطاع غزة خلال الشهر الجاري، خاصة بعدما تغير موقف حماس على طاولة المفاوضات عقب وقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي بعد لقائه مع رئيس حكومة الاحتلال، إنه لديه شعور بأن بنيامين نتنياهو أصبح مستعدا لإبرام اتفاق، وزعم سوليفان أن اغتيال إسرائيل لقادة حماس ساهم في وضع مفاوضات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج، على حد قوله.
وتهدف مفاوضات غزة الجارية، لإقرار الخطة الجديدة التي قدمها الوسطاء وتدعمها واشنطن إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوما، على أن يجري خلاله الإفراج عن 30 أسيرة إسرائيلية محتجزة في القطاع، ويشمل ذلك المواطنين الأمريكيين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين، والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
حكم قطاع غزة بعد الحرب
وتجري مصر جهودا مكثفة للوصول إلى صيغة لحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية عليه، في ظل محاولات الاحتلال لتجاهل الفلسطينيين أصحاب الأرض في ترتيبات اليوم التالي، وسط الحديث عن مسودة اتفاق تتنازل بموجبه حركة حماس عن حكم غزة، مع تسليمه إلى لجنة مدنية يصدر بتشكيلها مرسوم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وكشفت وثائق مسربة عن تفاصيل الاقتراح الشامل لتشكيل إدارة مدنية جديدة في قطاع غزة تتمثل مهمتها في إدارة القطاع والإشراف على إعادة إعماره القطاع بعد الحرب، مع قبول الاقتراح من قبل الفصائل الفلسطينية الرئيسية، وفي مقدمتها حركتي فتح حماس، الأمر الذي يعني تنازل حماس عن حكم القطاع المنكوب بعد أكثر من 18 عاما من سيطرتها عليه.
وجاء في الوثائق المسربة تفاصيل تكشف عن طريقة إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وفي مقدمتها تشكيل لجنة مدنية تتشكل من 10 إلى 15 عضوا، ممن يتميزون بالخبرة في مجالات متعددة، مع تمتعهم بالنزاهة والشفافية، ويكونوا جميعهم من القطاع، ولا يتبعون أي حركة فلسطينية ومستقلون حزبيا، على أن تضم اللجنة ممثلين عن قطاعات الصحة والتعليم والإدارة المحلية والزراعة وإعادة الإعمار والتنسيق الدولي.
لجنة إدارة غزة
وكانت مصادر كشفت عن موافقة حماس على مقترح تأسيس لجنة إدارة غزة لإدارة القطاع بعد وقف إطلاق النار، مع الرسائل التي بعثت بها الحركة خلال الفترة الأخيرة والمرونة التي أبدتها في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والإفراج عن الأسري مقابل صفقة جزئية.
وقالت المصادر، أن حركة حماس تدرك أن التطورات في لبنان وسوريا تتطلب من الحركة إبداء مرونة في مطالبها، لإنجاز الهدنة التي تحتاج إليها في المرحلة الراهنة.
وعاد رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي "شاباك" رونين بار من القاهرة، بعد لقائهما مع مسؤولين مصريين لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار والهدنة في قطاع غزة.