و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

اتفاق أمريكي إسرائيلي لتدشين خط أنابيب لمصر

تلويح إسرائيل بإلغاء اتفاقية الغاز.. خبير إستراتيجي: الاتفاقات الاقتصادية تتجاوز مكايدات تنتياهو

موقع الصفحة الأولى

حالة من التوتر تهيمن على العلاقة بين مصر وإسرائيل خاصة في ظل كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الاسلامية بالدوحة ووصفه لإسرائيل بالعدو، ولا يبخل رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو عن ممارسة المكايدة السياسية والتلويح بملف الغاز .  

وفي ظل حالة التوتر بين القاهرة وتل أبيب، تم توقيع اتفاق أمريكي إسرائيلي، لمد خط أنابيب جديد إلى مصر لتوريد الغاز للأخيرة، حيث أعلنت شركة شيفرون الأمريكية، في بيان نقلته رويترز، توقيع اتفاق مع شركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية المملوكة للدولة، لإطلاق مشروع خط الأنابيب الجديد نيتسانا، لنقل الغاز من حقل «ليفياثان» الذي يحتوي على احتياطات تُقدّر بنحو 600 مليار متر مكعب إلى مصر.

ووفق شيفرون، فإن خط نيتسانا سينقل نحو 600 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا عند اكتمال بنائه خلال 3 سنوات، ما سيرفع إجمالي القدرة التصديرية لإسرائيل إلى مصر لأكثر من 2.2 مليار قدم مكعبة يومياً.

وكانت الشركات المالكة لحقل "ليفياثان" - وهي نيو ميد التابعة لمجموعة ديليك التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إسحاق تشوفا وشيفرون وراتيو إنرجيز - قد وقعت الشهر الماضي صفقة تصدير ضخمة بقيمة 35 مليار دولار لتوريد الغاز إلى مصر، فيما وصف وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، تلك الصفقة، حينها، بأنها "الكبرى في تاريخ إسرائيل".

يذكر أن الصفقة الجديدة أثارت ضجه وقت اعلان الحكومة المصرية عنها، وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي في أغسطس الماضي، إن تمديد الاتفاقية السارية من 2019 إلى 2040 لن يؤثر على موقف مصر القوي الواضح منذ وقوع الأزمة في غزة، ورفضها كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير أشقائنا الفلسطينيين من أراضيهم.

وكان بنيامين نتنياهو لوح بتجميدها قبل نحو أسبوعين في ظل توتراته المتكررة مع القاهرة، ففي أوائل سبتمبر الحالي، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن نتنياهو أصدر توجيهات بعدم المضي في اتفاق الغاز الضخم مع مصر من دون موافقته الشخصية، على أن يبحث مع وزير الطاقة وعضو مجلس الوزراء السياسي والأمني المصغر الكابينت إيلي كوهين ما إذا كان ينبغي المضي في الاتفاق، وكيفية القيام بذلك، قبل أن يتخذ قراراً نهائياً بهذا الشأن.

لكن الرد جاء سريعا من القاهرة، علىما نشرته "إسرائيل هيوم" وعلى لسان رئيس هيئة الاستعلامات، ضياء رشوان، والذي وصف نتنياهو بأنه "واهم"، متحديا إياه أن يلغي اتفاقية الغاز المبرمة مع القاهرة إن استطاع تحمل النتائج الاقتصادية، وليست السياسية فقط.

وشدد رشوان على أن نتنياهو إن كان يعتقد أن لمصر مسارا وحيدا للطاقة والغاز فهو واهم، مؤكداً أن الإدارة المصرية لديها بدائل وسيناريوهات بما يمكن أن يحدث، وأن نتنياهو يحاول أن يصدر أزمة لمصر، حسب قوله.

نتنياهو يهذي 

ومن جانبه يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج أن حالة التوتر الزائدة لدى نتنياهو جعلته يهذي بالحديث والتلويح باتفاقية الغاز ، موضحا أن خطاب نتنياهو هو حديث للداخل الإسرائيلي فقط، ولا يستطيع ان يتجاوز ذلك.  

وأوضح أن المضي في الاتفاق من جانب شركة أمريكية وأخرى إسرائيلية يؤكد أن حديث نتنياهو كان مجرد مناورة سياسية لكن الصفقة قائمة وحسابات الطاقة ومصالحها تجاوزت رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ونبه إلى أن الأوضاع الاقتصادية تتجاوز الحروب، فهناك دول في صراع ومواجهات عسكرية ولكن النشاط الاقتصادي يستمر بشكل مواز، ضارباً المثل بحدوث تعاون بين دول أوروبية مع روسيا في قطاع الطاقة رغم دعمها لأوكرانيا.

وشدد اللواء فرج على أن موقف مصر ثابت وقوي ولا يمكن لأحد أن يفرض عليها شيئا أو ينتقص من حقوقها، خاصة أن لديها بدائل حقيقية وإسرائيل تعلم ذلك، مشدداً على أن المصالح الاقتصادية لم ولن تمسّ مواقف مصر الثابتة والداعمة للحق الفلسطيني، ولن تحمل أي تغيير في التوتر بين نتنياهو ومصر في الوقت الحالي، خاصة أن التصعيد لا يزال مستمراً.

تم نسخ الرابط