من عصر محمد علي باشا
"بطرس كساب".. قصة منزل تاريخي بالسويس تم هدمه وسط استياء الأهالي والمؤرخين

بيت "بطرس كساب" هو بيت تاريخي يعتبر من أبرز معالم السويس التاريخية، وشاهدا على فترات هامة من تاريخ مصر في عصر محمد علي، ويقع البيت في نهاية شارع الكورنيش القديم، بالقرب من منطقة الخور، التي كانت تُعتبر ميناءً رئيسيًا للسويس قبل إنشاء قناة السويس.
ورغم أثر البيت التاريخي، لكن أهالي السويس فوجئوا بقيام معدات ثقيلة بهدم البيت الذي تمتلكه حاليا إحدى الشركات الملاحية التابعة لوزارة النقل، وسط مطالبات بضرورة الحفاظ على ما تبقى من المباني التاريخية في السويس.
وأعرب الأهالي عن استيائهم من هدم بيت "بطرس كساب"، موضحين أنه كان هناك مخطط متعمد لإهمال المبنى التاريخي ثم التحرك لهدمه، مطالبين نواب السويس لتوجيه الأسئلة لوزيري النقل والثقافة حول أسباب التحرك لهدم المبنى التاريخي وتركه لسنوات دون ترميم وعدم الاهتمام به والتعامل معه على أنه مجرد منزل تساقطت جدرانه مع الزمن.

وبُني المنزل التاريخي "بطرس كساب" في عهد محمد علي باشا على أنقاض منزل التاجر المسيحي "عنصرة"، الذي أقام فيه نابليون بونابرت خلال حملته على مصر، و لاحقًا، أعاد بطرس كساب بناء المنزل، وهو المسؤول عن جمع الضرائب من الخط الملاحي بين مصر والهند في ذلك الوقت.
و أقام فيه الزعيم أحمد عرابي بعد عودته من المنفى، كما طلبت الإمبراطورة أوجيني زيارة بيت "بطرس كساب" خلال افتتاح قناة السويس، نظرا لإقامته التاريخية لنابليون بونابرت.

على الرغم من قيمته التاريخية، تعرض البيت خلال الأعوام الماضية للإهمال الشديد، مما أدى إلى تدهور حالته بشكل كبير، حتى تم هدمه بالأمس بواسطة معدات ثقيلة، مما أثار استياء الأهالي والمؤرخين الذين طالبوا بالحفاظ على ما تبقى من المباني التاريخية في السويس.
المنازل الأثرية
من جنبه قال الدكتور مصطفى بركات رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية آداب جامعة بنى سويف، إن المبنى كان معرض للانهيار فى أى وقت ورغم ذلك لم يتخذ قطاع الآثار بالسويس خطوات جادة لضمه للآثار الإسلامية بمدينة السويس.

وأوضح أنور فتح الباب أن الأزمة فى فكرة المالك الغائب الذى ترك المكان للإهمال، وبالرغم من أن المنازل يطبق عليهم قانون الآثار لكن للأسف المنازل مهملة، محذرا من وجود أشخاص يتلاعبون فى المستندات وأوراق الملكية الخاصة بالمنازل والقصور الأثرية للاستيلاء على أراضى المنازل الأثرية وتحويلها إلى أبراج، بجانب أنه بالرغم من أن منطقة الخور أثرية لكن الزحف العمرانى جرف المنازل الأثرية.
