مديرا عاما للصحة النفسية في الوزارة
محافظ الفيوم يوقف طبيبا.. ووزير الصحة يعينه في منصب مهم خلال ساعة

في قرار مثير للجدل، تم إيقاف وكيل وزارة الصحة بالفيوم من قبل المحافظ، ثم تعيينه مديرًا للصحة النفسية في ديوان عام الوزارة من قبل وزير الصحة في ساعة واحدة، حيث أصدر الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، قرارًا بإيقاف الدكتور أيمن عباس، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، عن العمل وإحالته للتحقيق بسبب مخالفات إدارية، ليتبعه قرار مفاجئ من وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، بندب الدكتور عباس لتولي منصب رئيس الإدارة المركزية للصحة النفسية بديوان عام الوزارة، مما أثار جدلًا واسعًا بين الأوساط الإدارية والطبية في المحافظة.
وفقًا لقرار المحافظ رقم 447 لسنة 2025، الصادر بتاريخ 27 أغسطس، تم إيقاف الدكتور أيمن عباس، مدير مديرية الصحة والسكان بالفيوم، عن العمل احتياطيًا لمدة ثلاثة أشهر مع إحالته للتحقيق، جاء القرار بعد الإطلاع على قانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 1979 ولائحته التنفيذية، وقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016، وقرار وزير الصحة رقم 230 لسنة 2025، وذلك "للصالح العام"، وجاء الإيقاف بسبب نتيجة مخالفات إدارية، أبرزها ندب أطباء من خارج المحافظة وتمكينهم في إدارات المديرية دون الرجوع إلى المحافظ، في خرق واضح للوائح.
رد فعل الوزير
وفي خطوة أثارت الدهشة، أصدر الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، قرارًا بعد ساعة واحدة فقط من قرار الإيقاف، بندب الدكتور أيمن عباس للعمل رئيسًا للإدارة المركزية للصحة النفسية بالوزارة، مع تكليفه بتسيير أعمال الإدارة لمدة ثلاثة أشهر أو حتى استكمال الإجراءات القانونية لشغل المنصب، هذا القرار بدا غريبا خاصة أن الدكتور عباس، البالغ من العمر 36 عامًا، متخصص في جراحة العظام.
وتولى الدكتور أيمن عباس منصب وكيل مديرية الصحة بالفيوم في 27 يوليو 2025، وبدأ مهامه رسميًا في 3 أغسطس، لكنه لم يستمر في منصبه سوى 24 يومًا قبل صدور قرار إيقافه، وكان عباس قد شغل سابقًا منصب وكيل مديرية الصحة بالجيزة للطب العلاجي، حيث أشاد به مصدر بوزارة الصحة واصفًا إياه بأنه "طبيب نشيط وملم بعمله"، وهو ما كان سببًا في تكليفه بإدارة مديرية الفيوم.
أحد أبرز النقاط التي أثارت الجدل هو تعيين طبيب متخصص في جراحة العظام لإدارة قطاع الصحة النفسية، وهو مجال يتطلب خبرة متخصصة،وخصوصا بعد اعتذار الدكتورة وسام أبو الفتوح مدير إدارة الصحة النفسية بالوزارة، عن منصبها متعللة بأسباب صحية تعوقها عن مهام المنصب، وتساءل البعض عن سبب عدم تكليفه بمناصب أخرى تتماشى مع تخصصه، مثل معهد القلب أو الكلى.
ويرجع البعض إلى أن هذه الخطوة قد تعكس ديناميكيات إدارية معقدة بين الوزارة والإدارة المحلية، حيث يبدو أن القرارات تتخذ أحيانًا في سياقات تنافسية، يُعد هذا الحدث نموذجًا للتحديات التي تواجه التنسيق بين الإدارات المحلية والوزارات، يرى البعض أن قرار الوزير جاء لدعم الدكتورعباس وتأكيد كفاءته.