أراض جديدة للمصانع
السويدي: 12 مليار دولار استثمارات صينية جديدة بمصر هربا من «رسوم ترامب»

أقبلت الشركات الصينية في الفترة الأخيرة على الإستثمار في مصر وخصوصا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بعد أضرار رسوم ترامب الجمركية على الشركات الصينية في الولايات المتحدة، حيث تتطلع الصين لرفع استثماراتها في مصر من 8 إلى 12 مليار دولار بحلول نهاية 2025، تستغل الشركات الصينية موقع مصر الاستراتيجي، واتفاقياتها التجارية لتوسيع نطاق استثماراتها، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يعزز دورها كجسر اقتصادي بين آسيا، أفريقيا، وأوروبا.
قال رئيس اتحاد الصناعات المصرية محمد السويدي لـ «الصفحة الأولى» أن الصين تتطلع لرفع استثماراتها في مصر من مستوى 8 مليارات دولار إلى 12 مليار دولار حتى نهاية العام 2025، وأضاف أن مصر إحدى الدول الرئيسية الجاذبة للصينيين حاليا، وأكد السويدي: وفرنا العديد من الأراضي للمستثمرين لزيادة إنشاء المصانع بنظام حق الانتفاع، من أجل زيادة إنشاء المصانع ولتوفير فرص عمل كثيرة.
وكان نائب رئيس اتحاد الصناعات المهندس مصطفى ابراهيم قد أشار بأن ما يتراوح بين 7 و8 شركات صينية كبرى تدرس التوسع في السوق المصرية قبل نهاية العام الحالي، أن الشركات الثماني تتطلع للاستثمار في قطاعات الأجهزة المنزلية، والهواتف المحمولة، والصناعات المغذية للسيارات، والملابس الجاهزة والغزل والنسيج، وأن الظروف السياسية والضغط الأمريكي على الصين، دفعها للتوسع الاستثماري خارج حدودها للاستفادة من الاتفاقيات التجارية.
وقال "الشركات المنتظرة تصنّف ضمن الكيانات ذات الحجم الكبير مثل شركتي "هاير" و"هواوي" اللتين تعملان في مصر حالياً، لذا فنحن نتحدث عن استثمارات كبرى قد تصل 3 أو 4 مليارات دولار مع اكتمال جميع مراحلها.
الصين تتوسع
وكانت إدارة ترامب قد فرضت تعريفات جمركية مرتفعة على السلع الصينية، وصلت في بعض الحالات إلى 55% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، مما دفع الشركات الصينية للبحث عن بدائل لتجنب هذه الرسوم. مصر، بفضل تعريفتها الجمركية المنخفضة (10%) واتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أصبحت وجهة جذابة.
وذكر أن الفترة الماضية شهدت إعلان أكبر مطور صناعي صيني في مصر "تيدا" عن رغبته في الحصول على أراضٍ جديدة على مساحة تصل 10 ملايين متر مربع، داخل نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لاستيعاب الطلبات الصينية.
وكانت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس (SCZone) شهدت استثمارات صينية تجاوزت 3 مليارات دولار، مع مشاريع في تسعة قطاعات رئيسية تشمل الملابس، الإلكترونيات، الصلب، وتصنيع السيارات، مثل منطقة تيدا التي تشهد مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-المصري (TEDA Suez) التي أُسست عام 2008، جذبت أكثر من 185 شركة صينية باستثمارات تزيد عن 3 مليارات دولار، وتوفر أكثر من 70,000 فرصة عمل للمصريين. وقد وقّعت مصر مؤخرًا اتفاقية لتوسيع هذه المنطقة باستثمار إضافي بقيمة 100 مليون دولار لتطوير 2.86 كيلومتر مربع إضافية.
تشمل استثمارات بارزة مثل مصنع لإنتاج أنابيب الحديد الزهر بقيمة 2 مليار دولار من شركة Xinxing Ductile Iron Pipes، ومصنع إطارات بقيمة1 مليار دولار من شركة Sailun Group، بالإضافة إلى مشاريع في الأجهزة المنزلية والهواتف المحمولة.
وتوقع نائب رئيس الإتحاد جذب مصر استثمارات صينية بقيمة 6 مليارات دولار خلال العام المقبل، حال استمر الزخم الاستثماري الصيني نحو مصر حالياً، وبلوغ التبادل التجاري بين مصر والصين 16.5 مليار دولار بنهاية العام الحالي، بواقع 1.5 مليار دولار صادرات و15 مليار دولار واردات.
وكان رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليد جمال الدين، قد كشف في وقت سابق عن محادثات تجرى بين مصر والصين لجذب أحد البنوك الصينية للعمل في مصر، بغرض تسهيل أعمال الشركات الصينية العاملة في بلاده، حيث من المهم أن يتواجد بنك صيني داخل السوق المصرية، لمساعدة الشركات الصينية على التعامل بعملتها الخاصة، بجانب فتح أفق سياحية وتعزيز التجارة البينية، لتسهيل معاملات الكيانات الصينية العاملة في البلاد.
وأشار إلى أن مصر والصين لديهما رغبة شديدة في زيادة التجارة المشتركة بالعملات المحلية، وهو الأمر الذي يعزز تواجد فرع صيني في مصر قريباً.