و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

وتحذيرات من "جحر الأرنب"

محو الشخصية أبرزها..خبراء النفس والاجتماع يكشفون تأثير تيك توك على الأطفال والمراهقين

موقع الصفحة الأولى

لم تهدأ نار "تيك توك" مع تواصل سلسال القبض على صناع المحتوى الخاصين بيه سواء في تهم تتعلق بالمحتوى المقدم الذي يهدم قيم المجتمع أو قضايا أخرى خاصة كغسيل الأموال. 

وبات "تيك توك" في قفص الاتهام، وتعالت مطالبات من النخب ونواب البرلمان لحظرها في مصر ، لكن تأثير تيك توك لي على مصر فقط ولكنها على العالم أجمع . 

  فمن قبل حذّرت المفوضية الأوروبية من تأثيرات تطبيق تيك توك على الصحة النفسية خاصة على الأطفال والنشء، واتخذت عدة إجراءات استنادًا إلى قانون الخدمات الرقمية (DSA) الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا.

أعربت المفوضية عن قلقها من أن تصميم تيك توك، وخاصة ميزة "المكافآت مقابل المشاهدة" في تطبيق TikTok Lite، قد يؤدي إلى سلوكيات إدمانية تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للأطفال.

 و أشارت إلى أن هذه الميزة قد تكون "إدمانية مثل السجائر"، مما دفعها إلى تهديد بحظرها في الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم اتخاذ إجراءات مناسبة.

"الصفحة الأولى" استطلع آراء خبراء الصحة النفسية وعلم الاجتماع حول التأثيرات السلبية المباشرة على الأطفال والمراهقين . 

فقالت الدكتور إيمان جمال الدين استشاري الطب النفسي للأطفال بجامعة عين شمس، إن تيك توك له آثار سلبية مدمرة للأطفال ويؤثر تأثير مباشر على الشخصية السوية للطفل، ومن أبرز تلك الآثار حالة الإدمان وضعف وقلة التركيز لدى الأطفال بسبب الفيديوهات القصيرة والسريعة التي تبرمج الدماغ على التحفيز الفوري، مما يقلل القدرة على التركيز والانتباه لفترات طويلة.

حياة مزيفة 

وأضافت جمال الدين أن من بين الاثار الأخرى على الطفل حالة القلق من مستوى الحياة والمعيشة والبيئة التي نشأ فيها، فهو يظل حبيس مشاهدة حياة مثالية مزيفة تؤدي إلى الإحساس بالنقص أو عدم الرضا عن الذات.

وأشارت إلى ان "ادمان الأطفال لـ تيك توك تتسبب في حدوث اضطرابات النوم، بسبب الاستخدام الليلي الذي يؤثر على جودة النوم، خاصة بسبب الضوء الأزرق والمحتوى المحفز، فضل على زيادة خطر الاكتئاب بسبب الاستخدام المفرط، خاصة مع التعليقات السلبية أو التنمر الإلكتروني، يرفع من احتمالية الشعور بالحزن أو الانعزال، وكذلك السلوكيات الخطرة والتقليد الأعمى وهو ما يمحو في النهاية على تكوين شخصية سوية للطفل"  

 وترى الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تيك توك عكس آثار سلبيه مدمرة أبرزها ثقافة المقارنة السطحية أو عدم الرضا عن الذات أو الشكل أو نمط الحياة، بالإضافة الى نشر القيم السطحية أو الخطأ، لأن الشهرة بتُمنَح لمحتوى مثير أو غريب، مش بالضرورة مفيد أو محترم.

وقالت خضر أنه سبب في ضياع الوقت وانخفاض الإنتاجية، وزيادة الضغوط الاجتماعية للتقليد، مشددا أن التريندات والتحديات أحيانًا بتدفع المراهقين للمشاركة في سلوكيات خطرة أو غير مناسبة، كما يتسبب في تقليل التفاعل الاجتماعي الواقعي والاعتماد على التفاعل الافتراضي 

وأضافت خضر : إن تيك توك يجعل لأطفال والمراهقين عرضة للمحتوى غير المناسب، رغم وجود خوارزميات رقابة، لكن الأطفال من الممكن أن يشاهدوا محتوى غير لائق أو موجه للكبار، فضلا عن انتشار التنمر الإلكتروني، و سهولة التعليق والسخرية على فيديوهات الناس بتفتح باب للتنمر والإهانة، خصوصًا على المراهقين.

جحر الأرنب

وكشفت دراسة ألمانية عن نظرية "جحر الأرنب" على تيك توك تشير إلى ظاهرة انزلاق المستخدمين إلى محتوى متطرف أو متكرر بشكل مفرط بسبب خوارزميات التطبيق التي تعزز التعرض لمحتوى مماثل أو متزايد الشدة، وقد يؤدي هذا إلى ما يسمى بـ "تأثير حفرة الأرنب"، حيث يجد المستخدمون أنفسهم محاصرين في دوامة من المحتوى المتطرف أو المتشابه، مما قد يؤثر على سلوكهم وآرائهم. 

وقالت الدراسة أن خوارزميات تيك توك، مصممة لجذب المستخدمين وإبقائهم أطول فترة ممكنة، قد تكون مسببة لإدمان سلوكي، وتوجه هذه الخوارزميات المستخدمين نحو مقاطع فيديو أكثر تطرفًا أو عنفًا أو معلومات مضللة، مما يخلق تأثيرًا يشبه "جحر الأرنب".، و يؤدي التعرض المتكرر لمحتوى معين إلى تعزيز هذا المحتوى في ذاكرة المستخدم، مما يجعله أكثر عرضة لقبوله وتصديقه.

تم نسخ الرابط