
قد يضيع العقل فيفقد الإنسان عقله ويصبح مجنونا ، ولكن إذا ضاع القلب أصبح الإنسان ميتا ، هكذا يبدو الإنسان عندما يفقد ذاته ..والذات مرتكزها الوحيد الثقافة ، حيث انها الشريان الذى يحرك الساكن داخله ، ويبعث فيه مشاعر وأحاسيس قد أصابها الصدأ فى بعض الأحيان من ترهات الواقع ، ربما عبر عن ذلك المفكر الصينى " كونفوشيوس فى كتبه الخمسة الشهيره والتى من خلالها لقب بصاحب المدرسة الأخلاقية، التى ساد نفوذها الشعب الصيني أكثر من خمسة وعشرين قرنا من الزمان وكان تأثيرها الأعظم على تفكيرهم ومعتقداتهم.، حيث يقول عن ثقافة الشعوب " عندما ادخل قطرا من الأقطار، أستطيع أن اعرف بسهوله نوع الثقافة السائدة ، إذ أجد فى الناس رقة فى الطبع والشفقة والبساطة، فإن هذا يدل على تمسكهم بالشعر ، وعندما يكون الناس واسعى الأفق عارفين لماضيهم ، فإن هذا يدل على تمسكهم بالتاريخ ..أما إذا كانوا كرماء فاهمين ومتفاهمين بعضهم البعض ، فإذا هذا يدل على سيادة الموسيقى، وإذا كان الشعب هادئا مفكرا ذا قوة ملاحظة فإن هذا يدل على سياسة فلسفة التعبير،ولكن إذا ساد التواضع والإحترام والقناعة فى عادات الأفراد، فإن هذا يدل على سيادة تعاليم الله ".
ثقافة الشعوب
هكذا وصف المفكر الصينى الكبير أليه ثقافة الشعوب وتأثيرها على تماسك المجتمع، وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية بين أفراده ، ولعل ثقافة المجتمع وإفرازاته السلبيه التى طفحت وأسفرت عن شيوع مايسمونه "بالتيك توكر" من أفراد من طبقات اجتماعية متواضعة جدا أرادت أن تلجأ إلى الربح السريع والذى يخفى وراءه جرائم اجتماعية وأخلاقيه متعددة .. تنخر فى عظام المجتمع بطابقاته.. وهذا ان دل فإن يدل على ان الثقافة السائدة تنذر بالخطر الجسيم ..فعلينا الإنتباه والتركيز على ثقافة الوعى لا النشاط التقليدى دون ابداع وخيال .