أسعاره من 1300 لـ60 ألف جنيه
حوادث مأساوية.. الاسكوتر الكهربائي يغزو الشوارع وفوضى بسبب قيادة الأطفال

الاسكوتر الكهربائي دخل حياتنا كوسيلة تنقل عصرية وسريعة، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين الذين يسعون لغقتنائه بغرض الترفيه. ومع انتشاره في الشوارع، أصبح بديلا للعجلة، لكنه بدأ يثير قلق بسبب تزايد الحوادث والمخاوف من سوء استخدامه.
تشهد أسعار الاسكوتر الكهربائي في مصر تنوعًا واسعًا بحسب الفئة والاستخدام، حيث تبدأ الأسعار من حوالي 1,300 جنيه للموديلات البسيطة المخصصة للأطفال، وتصل إلى 4,000 جنيه للسكوترات خفيفة الاستخدام المزودة بإضاءة أو موسيقى.
أما الموديلات المناسبة للمراهقين والبالغين فتتراوح بين 14,000 و20,000 جنيه، بينما تتخطى الموديلات المتقدمة مثل «شاومي مي برو » حاجز الـ 30,000 جنيه، وتصل بعض الموديلات الأعلى أداءً إلى ما يزيد عن 60,000 جنيه، خاصة تلك التي تأخذ شكل الموتوسيكل الكهربائي وتُستخدم في التنقل اليومي لمسافات طويلة.
وشهد سوق الاسكوتر الكهربائي في مصر توسعًا ملحوظًا في السنوات القليلة الأخيرة، والذى يقوده عدد من كبار المستوردين الذين يلعبون دورًا أساسيًا في تلبية الطلب المتزايد على هذه الوسيلة الحديثة. ومن أبرز شركات استيراد الاسكوتر الكهربائي؛ شركة البار تريد للاستيراد والتجارة، شركة يونايتد للاستيراد والتصدير والتجارة، شركة كينزي للاستيراد والتصدير، شركة واي إس آي تي، وشركة إيه آي إي سي، وجميعها تمتلك خبرة في استيراد وتوزيع الاسكوتر بأنواعها داخل السوق المصري.
وفي ظل الانتشار الواسع لاستخدام الاسكوتر الكهربائي كوسيلة تنقل وترفيه بين الأطفال والشباب، تسبب في عدد من الحوادث المأساوية، حيث شهدت الأشهر القليلة الماضية مصرع 3 أطفال في حوادث متفرقة. شهدت القاهرة مأساة في فبراير 2025، عندما لقي طفل يُدعى «ياسين» مصرعه إثر اصطدامه بإحدي سيارات النقل أثناء قيادته اسكوتر كهربائي في منطقة جسر السويس، بعدما استأجره للترفيه، ففقد حياته في الحال، وتم تحرير محضر بالواقعة.
وفاة 3 أطفال
كما شهدت مدينة نصر حادثًا مؤلمًا في 27 يوليو 2024، حين أدى تصادم سيارة مع سكوتر كهربائي إلى وفاة طفلين وإصابة ثالث، حيث تم نقلهم جميعًا إلى المستشفى، وأعلنت السلطات اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في الواقعة. ومع تزايد الحوادث، أصدرت محافظة الجيزة قرارًا رسميًا بمنع سير الاسكوتر الكهربائي في الشوارع العامة، وذلك بعد تزايد الشكاوى من الأهالي بشأن الفوضى المرورية والحوادث المتكررة الناتجة عن استخدام الأطفال والمراهقين لهذه الوسيلة بشكل عشوائي.
ووجه المهندس عادل النجار محافظ الجيزة رؤساء الأحياء والمراكز بالتعاون مع إدارات المرور لضبط الاسكوتر غير المرخصة، لحماية الأرواح وتنظيم الحركة في الشوارع، خاصة مع غياب القوانين المنظمة وتحوّل الاسكوتر من وسيلة ترفيه إلى خطر مروري.
وشدد النجار على ضرورة وجود ضوابط قانونية واضحة تحدد أماكن استخدام الاسكوتر، إلى جانب دور الأهالي في توعية أبنائهم بخطورة استخدامه في الطرق العامة، والتعاون مع الجهات المعنية للحفاظ على سلامة الجميع.
أشار خبراء ومستخدمون إلى عدد من العيوب التقنية، أبرزها نفاد البطارية بسرعة، واحتياجها لوقت طويل في الشحن يصل إلى 6 ساعات، فضلًا عن التكلفة المرتفعة لبعض الموديلات مقارنة بإمكاناتها المحدودة. كما يعاني عدد من المستخدمين من آلام في الرقبة والركبة نتيجة وضعية القيادة، إضافة إلى ضعف قدرة التحميل، حيث لا يتحمل السكوتر أكثر من 100 كيلو جرام، ولا يُناسب التنقل لمسافات طويلة تتجاوز 60 كيلو متر.
ورغم الترويج للاسكوتر باعتباره وسيلة تنقل صديقة للبيئة، إلا أن بطارياته المحتوية على الليثيوم قد تمثل خطرًا بيئيًا على المدى البعيد. ومع ارتفاع نسبة الحوادث المرتبطة باستخدامه، شدد مختصون في الصحة العامة على أن الدراجة الهوائية تظل خيارًا أكثر أمانًا وصحة للأطفال والشباب.