«يمامة» فى مهب الريح
«قوائم الشيوخ» تفجر أزمة داخل الوفد و«عمومية» لسحب الثقة من رئيس الحزب

أثار تراجع التمثيل النسبي لحزب الوفد بالقائمة الوطنية «من أجل مصر» لخوض انتخابات مجلس الشيوخ 2025، حالة من الغضب بين صفوف الوفديين، خاصة وأن الحزب حصل على أقل نسبة تمثيل من بين الأحزاب الـ 12 المشاركة فى القائمة.
ويمثل حزب الوفد بالقائمة الوطنية «من أجل مصر» لخوض انتخابات مجلس الشيوخ 2025، نائبان فقط هما حازم الجندي وطارق عبد العزيز.
وشهدت القاعة الرئيسية لحزب الوفد اجتماعا غاضبا للهيئة العليا طالبت خلاله الهيئة باستقالة الدكتور عبد السند يمامة من رئاسة الحزب، فيما دعا الاعضاء لجمعية عمومية لطرح الثقة فى رئيس الحزب 25 يوليو الجاري.
وجه فؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا ونائب رئيس الحزب انتقادات لاذعة للدكتور عبد السند يمامة وفريق التفاوض خلال الاجتماع، وطالبه بتقديم استقالته، متهمًا إياه بالتقصير في الدفاع عن حقوق الحزب خلال الاجتماعات التنسيقية التى حضرها الحزب مع أحزاب القائمة الوطنية.
ووقع 45 عضوا من أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد على طلب بسحب الثقة من الدكتور عبد السند يمامة، متهمين إياه بالفشل في تأمين تمثيل مناسب للوفديين داخل القائمة الوطنية، وهو ما دعا يمامة إلى مغادرة اجتماع الهيئة العليا الذى عقد بالمقر الرئيسي مساء الاربعاء.
واعتبر أعضاء حزب الوفد أن ما جرى تراجعًا جديدًا لدور الحزب التاريخي في الحياة السياسية، ويعكس إخفاقًا في إدارة ملف التفاوض السياسي من قبل قيادة الحزب .
الهيئة العليا
وشهد الاجتماع تراشقا بالألفاظ ، حيث قال فؤاد بدراوي، نائب رئيس الحزب موجها حديثه ليمامة: احفظ كرامتك واستقيل فورًا، بينما خاطب كاظم فاضل عضو الهيئة العليا، رئيس الحزب قائلًا: احترم نفسك واستقيل.. وإذا لم تفعل، سنتخذ إجراءً آخر.
بينما اعتبر المهندس مصطفى رسلان أن عبد السند يمامة أصاب الحزب بالضعف بسبب تراجعه فى قراراته، ووجه حديثه أثناء اجتماع الهيئة العليا لرئيس الحزب قائلا: قراراتك كلها متخبطة، وأنت السبب في إهانة الوفد .
في المقابل، دافع عبد السند يمامة رئيس الحزب عن موقفه، مؤكدا أن التمثيل المحدود يرجع لطبيعة التحالفات المعقدة داخل القائمة الوطنية، والتي تضم أكثر من 13 حزبًا، إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وهو ما صعّب مهمة الحصول على عدد أكبر من المقاعد.
وتمسك عبد السند يمامة بموقفه رافضا الدعوة لاستقالته من رئاسة الحزب، مؤكدًا أن الحزب سيخوض الانتخابات المقبلة تحت أي ظرف. وأضاف خلال الاجتماع أن أي قرار عنتري مثل الانسحاب أو الاستقالة سيكون على حساب الوفد وتاريخه.
وأمام حدة الهجوم غادر عبد السند يمامة اجتماع الهيئة العليا خشية تطور الأمر بين أنصاره والغاضبين داخل المقر الرئيسي لحزب الوفد .
يذكر أن النائب محمد عبدالعليم داود عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، وجه الدعوة قبل أيام إلى إعداد قائمة حزبية مستقلة لخوض انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب بعيدا عن تحالف «القائمة» الذى يضم 11 حزباً، تحت اسم تحالف الأحزاب الوطنية، وهو ما تفاعل معه العشرات من اعضاء الحزب.
وقال داود: إذا كنا نريد مستقبلًا سياسيًا يليق بمصر، تلك الدولة العريقة صاحبة أقدم تجربة برلمانية في المنطقة، وإذا كنا نؤمن بضرورة إحياء الحياة الحزبية والديمقراطية الحقيقية، فعلينا أن نرفض تمامًا ما يسمى بالقائمة المغلقة المطلقة.
وشدد على أنه إذا كان لا مفر من خوض الانتخابات على أساس القائمة المغلقة المطلقة، فالأكرم والأجدر بحزب الوفد أن يخوضها بقائمة مستقلة، وفدية خالصة، تعبر عن تاريخ الحزب ومبادئه الوطنية.