و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 بعد عام 1967 كشفت السينما الإسرائيلية جهودها لإنتاج عدد من الأفلام الروائية والتسجيلية تصب في خدمة الأهداف الصهيونية جمعا، ومنها بالطبع تشويه صورة العربى بكل الوسائل، في الوقت ذاته ألفت أعداد من المصنفات الأدبية والتاريخية اعتمدت هى الأخرى على تشويه العربى وتخلفه عن ركب الحضارة، وترجمت هذه المؤلفات إلى عدد من اللغات الرئيسة في أوروبا.
ولا شك أن الأعمال الفنية السينمائية - سواء الروائية منها أو التسجيلية - كانت أسرع انتشارا وتأثيرا، خاصة في ظل أمم لا تقرأ كثيرا، أمم تعتمد على المشاهدة العينية المباشرة والسينما الإسرائيلية قد ظهرت على السطح عام 1949 بعد قيام الدولة بقرار الأمم المتحدة، فبدأت بتقديم فيلم " التل 24 لا يرد" وهذا الفيلم يتحدث بوضوح عن قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وتم دمج فكرة مشروعية قيامها على أرض عربية إسلامية، الأمر الذي يمثل نوعا من النجاح الصهيونى على كل الأصعدة، والفيلم قد جاء في وقته خاصة وأن عدداً من التوجهات اليهودية كان رافضا لفكرة الدولة اليهودية من الأصل ، فضلا عن كونها أنشئت عى أرض عربية إسلامية، ضف إلى ذلك تكوين وجدان وفكر الأجيال الجديدة التى ستولد في إسرائيل.

اعتمدت الصهيونية على السينما الأمريكية

لكن الواقع أن إسرائيل لم تكن تملك الإمكانيات التي تسمح لهم بكثرة الإنتاج ووفرته، لذلك اعتمدت الصهيونية على السينما الأمريكية وما تملكه من إمكانيات فنية وتجارية، خاصة وأن صناعة السينما الأمريكية واسعة الانتشار وشتان بين إمكانيات السينما الإسرائيلية في الخمسينات واليوم، فهي تملك خمسة استوديهات رئيسة أشهرها الاستوديو المركزى في تل أبيب، وهذه الاستوديوهات تنتج بالتقريب حوالي 170 فيلما ما بين روائى وتسجيلي وهذا الإحصاء ما بين 1973 إلى 1974 ، يعنى تقريبا في عام واحد، ونشط معدل الإنتاج بعد هزيمة إسرائيل في 1973، حتى تضمن تغيير جزء من أثر الهزيمة في نفوسهم ، مع تشكيل معنوى جديد يتقبله المواطن الإسرائيلي، منه على سبيل المثال ، أن معركة 1973 انتهت لصالح إسرائيل!!، وليس العرب، وبالطبع مع تشويه للعرب بأنهم ظاهرة كذابة يتكسبون من الكذب على شعوبهم.
وكان فيلم " عربة الهجرة الأخيرة" على رأس جملة هذه الأفلام في تلك السنة، هى أفلام موجهة بالطبع، ومنها أيضا" العشق في السهول الموحشة" وفيلم "ياكوف يحب ابنة النبي عزرا" وفيلم " جريمة في حيفا" ، وفيلم "شتاء 1973" وفيلم " الحائط" وهى كما أشرنا أفلام موجهة تخدم أغراضا معينة بأسلوب متكلف ساذج ، يحمل كثيرا من التزويرات التاريخية .
وإنتاج الأعمال السينمائية في إسرائيل يقع تحت مسولية وزارة الصناعة عامة ، والمركز السينمائي الإسرائيلي التابع لها بصفة خاصة، وهذا المركز هو المسئول عن صناعة السينما في إسرائيل وجميع المشتغلين بصناعة السينما من فنانين ومؤلفين ونقاد تجمعهم مؤسسة " اتحاد الفنانين الإسرائيليين " وهو وإن كان يبدو المسئول عن ثقافة السينما إلا أنه يخضع لتوجيهات المؤسسة العسكرية الحاكمة، ويضم حوالى 980 عضوا من جميع التخصصات جميعهم يسير وفق رؤية التوجه العسكرى الإسرائيلي.

تم نسخ الرابط