
تحالفت ايران مع الولايات المتحدة ضد صدام والعراق في اول الألفية ، وافتى علماء الشيعة في قم والنجف بحرمة مقاومة العدوان الامريكي وكان واضحاً الاتفاق بين الطرفين على تقسيم المصالح في العراق ، ومنذ ذلك وقد انحرفت بوصلة الجمهورية الاسلامية في ايران عن محيطها الإسلامي وبعدها العربي وذلك بحجة العداء بينهم وبين عراق صدام ، وبحجة الاختلاف المذهبي ، وتحت مسمى النواصب ناصبت ايران العداء للعراق أولاً واصبح وجودها في العراق من اسوأ انواع الاحتلال ، ثم تمددت ايران الي سوريا بالتحالف مع الأقلية العلوية الحاكمة ثم قامت بدعم حزب الله في لبنان ولم يكن العدو الاسرائيلي في كل ذلك هو العدو الاول بل كان الاختلاف المذهبي هو المحرك الرئيسي لايران في تمددها في أراضي الهلال الخصيب لكي تصنع هلالاً شيعياً يضعف من السعودية ومصر بعدما انهكت العراق واحتلت سوريا ولبنان بدعم من الأقلية ، وفي كل ذلك كانت الولايات المتحدة ومن خلفها ابنتها المدللة إسرائيل اكبر داعم ومؤيد لايران في تحركاتها لشق الصف الاسلامي واضعاف الجسد الواهن أصلا وتقسيم المسلمين على أساس مذهبي وعرقي فهذا سني وذاك شيعي وهذا عربي وذاك فارسي وآخر كردي ومهما كان حجم الود والدعم الذي تظهره الولايات المتحدة واسرائيل لطرف على آخر فإن ذلك لا يعدوا كونه مرحلياً لفرض امرين الضعف على المهزوم والعزلة على المنتصر فيكون الخلاف بين الطرفين هو انتصار لامريكا واسرائيل ، ولكن واثناء التقاء المصالح والدعم الغير منظور فإنها تعمل في الخفاء على إضعاف ثم هدم الحليف المؤقت ، وعندما تشعر ان الطرف الأضعف خرج من المعادلة تماماً واصبح تابع ذليل او خادم مطيع تعود فتهاجم الطرف الاخر الذي لن تسمح له بالقوة المفرطة ، لأن كل من السنة والشيعة ينظر اليهما بمنظور صليبي صهيوني بحت ، ولكن للأسف كل ذلك غاب عن اذهان قادة ايران وتركوا الحقد المذهبي يحركهم .
الاذعان التام
وكانت زيارة ترامب للمنطقة إعلان الاذعان التام للعرب السنة فقد انتزع منهم أموالهم انتزاع قطاع الطرق باستسلام تام من العرب وصل الي حد الرضا والموافقة ، وتم تجنيب الاخت الكبرى مصر فلم يتم زيارتها ولا دعوة رئيسها في محاولة مفضوحة لتحجيم دورها الإقليمي في محيطها العربي والاسلامي ، وعندها شعرت الادارة الأمريكية ومن خلّفها الادارة الصهيونية باستسلام العرب والمسلمين السنة وان الجزية التي تم دفعها مع تجاهل مصر ما هي إلا إعلان شهادة وفاة للعرب وما يمكن ان يمثلونه من خطر على إسرائيل ومصالح الاستعمار الغربي في المنطقة ، وهنا قررت إسرائيل وأمريكا اعادة تغيير تحالفاتها وتوجهها وفي خضم مباحثات ايران مع الادارة الامريكية حول البرنامج النووي وبتنسيق كامل بين الإدارتين الامريكية والاسرائلية بدأت إسرائيل عدوانها على ايران تحت مسمى (الاسد الصاعد) وهو ليس اسم اعتباطي ولكن المقصود منه الاشارة الي انه كما ان الاسد ملك الغابة فان إسرائيل اصبحت الملك المطاع في المنطقة العربية والإسلاميّة والقوى والوحيدة في الشرق الأوسط التي يجب ان يدور في فلكها الجميع ، فإن إسرائيل تدخل هذه الحرب بعد ما أعدت لها جيداً فقد أنتهكت مخابراتها الداخل الإيراني واقامت به قواعد لمسيراتها وحددت في ضربتها كبار القادة الايرانيين في نفس الوقت الذي ضربت فيه المفاعلات النووية الإيرانية قامت بتصفية قادة ايران بعد تجنيد العملاء ، فكانت الضربة قاسية على ارض الواقع وأقصى على الكرامة الإيرانية والتي مرغ انفها في التراب الي الحد الذي اصاب العدو الصهيوني بالنشوة من حجم الدمار الذي سببه والنجاح الذي حققه ، واذا لم يكن الرد الإيراني مزلزلاً بنفس الحجم فإن مكاسب إسرائيل ومن خلفها حليفتها امريكا لا تعد ولا تحصى بل سندخل في شرق اوسط جديد تم تقليم أظافر كل العرب والمسلمين واستئناسهم بالشكل الذي يصل بهم الي حجم الخضوع والاذلال وسيتم بعد ذلك تهجير كل الفلسطينيين وفرض كل شروطهم على الجميع وسيتغير الوضع القائم الي مرحلة الاستسلام التام ولن تقوم للعرب والمسلمين قائمة بعد ذلك ، وهذا هو هدفهم الأسمى وغايتهم النهائية ولا يتصور احد انها حرب لا تعنينا بين التشيع الفارسي والتصهين اليهودي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، بل هي مذبحة للعجول ونحن في الدور منتظرين المرور على المدى لتقطع عنا الرقاب من الوريد الي الوريد ، وفي نفس الوقت فإن خروج ايران منتصره يعني تأسدها على العرب ودول الجوار ، الوقت يستنفد سريعاً يجب علينا نحن العرب ان نتوحد في مواجهة هذا الطوفان كما يجب على الدبلوماسية العربية ان تعمل بجد مع الإيرانيين لتغيير نظرتهم تجاه العالم العربي وباقي العالم الاسلامي حتى يكون للعرب كلمة مسموعة وعدم منح الادارة الامريكية شيك على بياض كما يحدث الان ، وفي كل الاحوال الاستعداد للقادم وهو خطير