
اليوم، ومع اكتمال رسالتي القضائية في رحاب مجلس الدولة العظيم أطوي صفحةً من عمري كتبتها بالحبر النزيه، والعرق الشريف، والدعاء الصادق، وأودّع مقعد المسؤولية مطمئن القلب، راضي الضمير، وقد أكرمني الله بخاتمة مشرّفة، ووسامٍ عزيزٍ هو وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تكريمٌ أفخر به، لأنه من وطنٍ أفتديه، ودولةٍ أفنيت عمري في خدمتها.
لقد كانت رحلتي في مجلس الدولة أمانة ومسيرة وشرفًا رأيت فيها جيلاً يسلم جيلاً، ورجالًا نذروا أعمارهم للعدل، وقلوبًا لا تنبض إلا بالولاء لهذا الوطن.
أحمدك اللهم حمدًا يليق بجلالك على ما أنعمتَ به عليَّ من توفيق وثقة وتكريم،
وأشكر مجلس الدولة – كيانًا ورجالًا – فقد عشتُ فيه أجمل سنوات العمر، وتشرّفت بالانتماء إلى مدرسته العريقة، والجلوس بين أعمدته الراسخة، وقيادة صفوفه في أصعب اللحظات، وأهم التحديات.
المستشار أسامة شلبي
وفي هذه اللحظة المفعمة بالمشاعر، أتوجه بخالص التهنئة والتمنيات الصادقة بالتوفيق والسداد إلى معالي المستشار الجليل/ أسامة شلبي – رئيس مجلس الدولةOssama Shalaby،
وإلى أصحاب المعالي السادة أعضاء المجلس الخاص الموقر وإلى أبنائي وبناتي، زملائي وزميلاتي من قضاة وقاضيات مجلس الدولة الأجلاء، حُماة العدالة، وأمناء الرسالة.
كونوا كما عهدتكم أوفياء لقَسَمِكم، أمناء على وطنكم، صُناعًا للحق في زمنٍ أحوج ما نكون فيه إلى رجالٍ يحمون الدستور، ويصونون القانون، ويحفظون هيبة الدولة وثقة الشعب
وأجمل ما في الرحلة أنني أغادرها محاطًا بمحبة رجالها، ودعاء أبنائها، وذكرى طيبة أسأل الله أن تظلّ باقيةً في قلوبهم.
وإلى كل من شاركني الطريق، وأخلص في عمله، وساهم في رفعة هذا الصرح القضائي:
لكم المحبة والتقدير والدعاء ولمصرنا الحبيبة العهد والوفاء وللجيل القادم الأمانة بين أيديكم، فكونوا لها رئيس مجلس الدولة السابق المستشار أحمد عبود
