الأولى و الأخيرة

شروط الازهر الشريف لاستقبال أئمة الشيعة

فتنة الشيعة بين الإمام الأكبر والمرجعيات الدينية في إيران

موقع الصفحة الأولى

فتنة الشيعة، أسدلت الدائرة الثانية إرهاب المنعقدة بمجمع محاكم بدر، اليوم، الستار علي القضية رقم 3117، والمعروفة إعلاميًا بـ فتنة الشيعة، بمعاقبة آخر المتهمين في القضية بالسجن 5 سنوات، إلا أنها فتحت من جديد قضية المذهب الشيعي ومشكلة التشيع في مصر السنية، فضلا عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد.

 

قضية فتنة الشيعة

 

تعود قضية فتنة الشيعة الي يونيو 2013، بقرية زاوية أبومسلم بمنطقة أبوالنمرس بمحافظة الجيزة، حرض المتهم الرئيسي في القضية علي عناصر من الشيعة تجمعوا بمنزل أحد أتباعهم، ويدعى «محمد فرحات» بالمنطقة، لممارسة طقوسهم، بحضور الشيخ حسن شحاتة، وصور لهم أن الأخير حول بلدتهم إلى مقر لنشر التشيع، وتشويه صورتهم أمام الرأي العام، ما أثار غضب وحفيظة الأهالي، حيث هاجم المئات منهم المنزل المتواجد به «شحاتة» ورفاقه، وحاصروه لفترة، وسط تحريض من دعاة سلفيين، وألقوه بالحجارة وقذائف المولوتوف، ونجحوا في إخراج شحاتة وشقيقيه وأحد أتباعه، وقاموا بضربهم بعصي وآلات حادة وسحلهم في الشارع، قبل أن تتسلمهم الشرطة، ما تسبب في وفاة 4 أشخاص هم: حسن محمد شحاتة وشقيقاه شحاتة محمد شحاتة وإبراهيم محمد شحاتة، وأحد تلاميذه ويدعى عماد ربيع على.

وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية وقتها أن وراء ارتكاب الواقعة 31 متهما، وتم القبض على عدد منهم، وأمرت النيابة بحبسهم ووجهت لهم اتهامات القتل العمد المقترن بجرائم الشروع في القتل، والحريق العمد، والإتلاف، والتخريب، فضلًا عن حيازة أسلحة بيضاء وشوم وعصى، ومقاومة السلطات، والبلطجة.

وتبين من خلال التحقيقات أن المتهم الأول ينتمى إلى التيار السلفي، وهو الذي حرض- عن طريق نشره معلومات مغلوطة عبر أنصاره- على الأحداث الطائفية التي اندلعت في قرية زاوية أبومسلم ، بعد حضور مجموعة من أصحاب المذهب الشيعي داخل منزل أحد سكان البلدة، خلال زيارة للقيادي الشيعي حسن شحاتة للقرية، فتجمهر الأهالي وبعض السلفيين وقاموا بمحاصرة المنزل واقتحامه والتعدي على المتواجدين بداخله، ما أسفر عن مصرع 4 ضحايا، قبل أن تصل قوات الأمن التي فرضت كردونا أمنيا على القرية لعدة أيام.

وفي يونيو 2015 أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكما بمعاقبة 23 متهمًا، بالسجن المشدد 14 عامًا، وبراءة 8 آخرين.

جذور التشيع في مصر

 

للإسلام الشيعي محاولات ممتدة في مصر، فقد جاء الفاطميون الشيعة إلى السلطة في عام 969، وأسسوا مدينة القاهرة كعاصمة جديدة ومقر للدولة الفاطمية. 

حكم الفاطميون مصر لمدة 200 عامًا (969-1171) وشكلوا هويتها، كما أسسوا جامع الأزهر في عام 970 لنشر الفكر الشيعي في جميع أنحاء العالم.

ورغم ورغم استمرار الحكم الفاطمي للبلاد علي مدى قرنين كاملين من الزمان، إلا أن الشعب المصري ظل سنيًا قبل وأثناء وبعد الحكم الفاطمي لمصر، ولم يتعد انتشار المذهب الشيعي الطبقات الحاكمة.

حتى اليوم، لا تزال مصر تتمتع ببعض الروابط الشيعية، فكثيرًا ما يزور أهل السنة المصريين خاصة أتباع الطوائف الصوفية الأضرحة ومساجد أهل بيت رسول الله، الحسن والحسين والسيدة زينب والامام علي وغيرهم من آل البيت، لكنهم لايقبلون فكرة اتباع المذهب الشيعي علي الاطلاق بسبب إصرار بعض المرجعيات الشيعية علي سب الصحابة وأمهات المؤمنين.

 

مجابهة الازهر الشريف

 

لم ينس قادة المذهب الشيعي يوما أن الازهر الشريف كان منارتهم الاولي، لذلك يتعاملون دائما مع شيخ  الجامع الازهر بحساسية مفرطة بوصفه الإمام الاكبر والمرجع الاول للمذهب السني حول العالم.

هذه الحساسية ظهرت جليا عندما ندد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، مطلع عام 2015 بـ"المجازر التي ترتكب ضد أهل السُنة" في العراق خلال المواجهات مع تنظيم داعش، واصفا مرتكبيها بأنهم "مليشيات شيعية متطرفة" مشيرا في هذا الإطار إلى ما يعرف بـ"قوات الحشد الشعبي" المكونة بغالبيتها من عناصر شيعية.

وطالب شيخ الأزهر "بضرورة التحرك العاجل لوقف المجازر التي ترتكب ضد أهل السُنة في العراق" مضيفًا، أن تلك التنظيمات ترتكب "جرائم بربرية نكراء في مناطق السُنة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها، خاصة في تكريت والأنبار، وغيرها من المدن ذات الأغلبية السُّنية.

تنديد شيخ الازهر أثار عاصفة من الاستياء داخل الاوساط الشيعية خصوصا بالعراق وايران، حيث شنت مرجعات دينية شيعية حملة على شيخ الأزهر، واتهمه البعض بـ"تجاهل" جرائم داعش، ولكن الرد الأبرز جاء من داخل مصر، بمقال للقيادي الشيعي أحمد راسم النفيس، توجه فيه لشيخ الأزهر بالدعوة لـ"الاعتدال" أو "الاعتزال"، مضيفا: "لا أدري باسم من ينطق ويتصرف شيخ الأزهر؟ وهو الرد الذي احتفت به وكالة تسنيم الإيرانية.

وزعم النفيس وقتها  أن بيان شيخ الأزهر هو "للتضامن مع داعش" منتقدا خبر لقائه بالسفير الأمريكي في القاهرة وانتقاداته الضمنية لإيران مضيفا: "الشيخ أحمد الطيب ما يزال متخندقا في نفس الخندق الذي يقف فيه النظام السعودي الذي بارك غزو العراق ظنا منه أن الغزوة التالية ستكون ضد إيران .. إلا أن الله خيب آمالهم وأضاع حظهم من الدين والدنيا وهاهم يعيشون حال الخوف والجزع من مواجهة المستقبل الآتي حتما بما لا يشتهون" على حد زعمه

شروط الأزهر الشريف

 

ولم تكن فتنة الشيعة هي القضية الوحيدة التى هاجمت فيها أبواق الشيعة شيخ الازهر، فبعدها بشهور حذر المرجع الديني، ناصر مكارم شيرازي، مشيخة الأزهر الشريف من خطر ما وصفه بـ"الحرب الإعلامية والدعائية"، التي قد تؤدي إلى "السقوط في فخ أعداء الإسلام"، في رسالة عبر موقعه على شبكة الانترنت، وذلك على خلفية إعلان الأزهر عن مسابقة ثقافية حول موضوع: "نشر التشيع في المجتمع السني: أسبابه ومخاطره وكيفية مواجهته.

وفي محاولة منه لردم الهوة، عبر الامام الأكبر عن استعداد الأزهر لعقد لقاء مشترك بين علماء المذهبين السني والشعي، بشروط طرحها أمام نائب الرئيس العراقي خلال لقاء جمع بينهما في اكتوبر من عام 2023، تلخصت هذه الشروط في صدور فتاوى صريحة من المراجع الكبرى في العراق وإيران، تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين، وتوقف محاولات نشر المذهب الشعي في البلاد السنية

تم نسخ الرابط