اختفاء غامض أم عزلة اختيارية ؟
رامي لكح.. قصة ملياردير تاجر في كل شئ من القروض لشركات الطيران حتى النهاية

دخل رجل الأعمال رامي لكح، دائرة الضوء في عصر الرئيس السابق محمد حسني مبارك، بعدما لمع نجمه بشكل سريع، ثم هوى أيضا بنفس السرعة، ليختفي في ظروف غامضة منذ تسوية مديونياته للبنوك الحكومية في عام 2018، مع حديث البعض عن قراره الاستقرار في العاصمة الفرنسية باريس، في عزلة اختيارية.
وأسس رامي ريمون لكح، العديد من الكيانات والمؤسسات، والتي كان يحصل من خلالها على قروض بالملايين والمليارات من البنوك، ثم يتعثر في سدادها، ثم يطلب إعادة جدولتها، وهكذا، ومن أبرز هذه الشركات، الشركة القابضة للاستثمارات لكح جروب.
وفي ذروة صعود رامي لكح، عملت شركاته في كل شيء تقريبا، من قطاع الصناعة إلى القطاع الطبى والقطاع السياحى وقطاع المقاولات، فانشأ مصنع منظفات صناعية ومصنع للحديد، ومصنع لمبات.
وبعد حوالي 18 عاما من النزاعات القضائية، وفي ديسمبر 2018، حصل رامي لكح علي شهادة إبراء الذمة التي تثبت سداد جميع ديونه وتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضده، والتى تشمل أصل القرض والفوائد المحتسبة.
وصدرت مخالصة سداد المديونيات يوم 6 ديسمبر 2018، والخاصة بـ بنك مصر وبنك القاهرة، بينما كانت آخر تسويات لكح جروب مع بنك مصر في يناير 2019، لسداد الجزء الأكبر من المديونية بشكل عينين من خلال التنازل عن مجموعة من الأصول السياحية والعقارية المملوكة له.
ديون رامي لكح
ولكن رامي لكح بعد حصوله على المخالصة وإبراء الذمة، آثر الاختفاء التام وعدم العودة إلى الأضواء، والاستقرار في منفى اختياري في باريس، وفسر البعض ذلك ببعلاقاته المتشعبة مع جماعة الأخوان الإرهابية، وإيران، وتركيا، خاصة بعدما أذاع مسلسل الاختيار تسريب له فضح علاقته مع خيرت الشاطر والجماعة، خاصة وأنه كان يعتبر مستشارا مقربا من الرئيس المعزول محمد مرسي.
وكان رامي لكح أسس شركة إير ليجر للطيران في عهد محمد مرسي، بالشراكة مع خيرت الشاطر وحسن مالك، بغرض جلب السياح من إيران وتركيا، وهي الشركة التي تمت تصفيتها بعد ذلك، مع تشريد العاملين فيها، ورفضت إدارة الشركة إعطاء العاملين مستحقاتهم المالية.
كما امتلك رامي لكح العديد من الشركات، بالإضافة إلى القابضة للاستثمارات المالية لكح جروب، مثل لكح للتمويل، وهي شركة مؤسسة في جزر فيرجن البريطانية، وتريدنج ميديكال سيستم إيجيبت، وميدايكويب للتجارة والمقاولات، والمصنع العربى للحديد.
وبالإضافة إلى عمله في البيزنس، لم يخف رامي لكح طموحه السياسي، فمنذ دخوله مجلس الشعب، عن دائرة شبرا الشهيرة، وإسقاط عضويته تنفيذا لحكم المحكمة الإدارية العليا، بسبب ازواج الجنسية، لأنه يحمل الجنسية الفرنسية، ليقرر الدخول في تحالفات سياسية وانتخابية، من بينها انضمامه إلى حزب الإصلاح والتنمية برئاسة محمد أنور عصمت السادات، والذي اكد ندمه بعد ذلك على هذه الخطوة.
وقال رئيس حزب الإصلاح والتنمية إن انضمام رامي لكح إلى الحزب مثل تجربة فاشلة وخطأ جسيم يحمل مسؤوليته، مضيفا: "الحمد لله أنهينا هذه التجربة في الوقت المناسب، بعد أن شعرنا أنه رمى نفسه في حضن الإخوان".