ولد بالإسكندرية وأعدم في دمشق
إيلي كوهين .. قصة جاسوس إسرائيلي كشفته المخابرات المصرية وأسقطه رأفت الهجان

الإسم: إيلي كوهين
تاريخ الميلاد: 26 ديسمبر 1924
المهنة : جاسوس إسرائيلي
فى ذكري إعدام الجاسوس إيلي كوهين ، نقل الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز استخباراتي شريك لم تكشف عنه، من جلب نحو 2,500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية من سوريا تعود لـ الجاسوس كوهين.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحصول على الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بالجاسوس إيلي كوهين، لافتا إلى أن أرشيف إيلى كوهين يضم نحو 2500 وثيقة وصورة وممتلكات شخصية للجاسوس الذي أعدمته السلطات السورية عام 1965.
وقال مكتب نتنياهو، إن المخابرات السورية جمعت هذا الأرشيف بعد إلقاء القبض على إيلي كوهين في يناير 1965، والذي يضم؛ تسجيلات ووثائق من ملفات التحقيق مع الجاسوس، والمسئولين الذين كان على اتصال بهم، ورسائل كتبها إلى عائلته في إسرائيل، وصور له في سوريا.
ومن بين الأغراض والوثائق التى تخص الجاسوس إيلى كوهين، مفاتيح شقته في دمشق، وجوازات سفر مزورة ووثائق كان يستخدمها، ووثائق للقاءاته مع كبار المسئولين العسكريين والحكوميين السوريين، إلى جانب الوصية التي كتبها إيلي كوهين قبل ساعات من إعدامه
منظمة الشباب الصهيونى
ولد الجاسوس إيلى كوهين فى 26 ديسمبر 1924، وحينما بلغ العشرين من عمره انضم إلى منظمة الشباب الصهيونى فى الإسكندرية، ودخل إلى سوريا بوصفه رجل أعمال باسم كامل أمين ثابت، وأنه من عائلة سورية مهاجرة إلى أمريكا اللاتينية، ووصل نفوذه إلى علاقات مع مسئولين سياسيين وعسكريين في مراكز عليا في الدولة قبل أن تتمكن المخابرات المصرية من كشفه وإبلاغ المسئولين السوريين، حيث أعدم في ساحة المرجة وسط دمشق في 18 مايو 1965.
وبحكم علاقته بمسئولين سوريين تمكن كوهين من الحصول علي تفصيلات للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة، ووصول صفقة دبابات روسية من طراز تي ـ54 وأماكن توزيعها، وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب، وازداد نجاح ايلي كوهين خاصة مع إغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطة حتى اقترلاب من الترشح لمنصب سياسي كبير فى سوريا.
شكوك رأفت الهجان
وتم القبض على إيلى كوهين بالصدفة، من خلال العميل المصرى رأفت الهجان، والذى شاهده ذات مرة فى سهرة عائلية حضرها مسئولون فى الموساد عرفوه به، وأنه رجل أعمال إسرائيلى فى أمريكا، يغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، وعندما كان الهجان فى زيارة لطبيبة شابة صديقته من أصل مغربى اسمها ليلى، بمنزلها شاهد صورة لإيلى مع امرأة جميلة وطفلين، فسألها عنه فأجابت بأنه إيلى كوهين زوج شقيقتها ناديا، وهو باحث فى وزارة الدفاع وموفد للعمل فى بعض السفارات الإسرائيلية فى الخارج.
ظل الشك يساور رافت الهجان حول ذلك الرجل إلى أن شاهد صورته فى أكتوبر 1965، حيث كان فى رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية فى روما وفق تعليمات المخابرات المصرية، وفى الشركة السياحية وجد بعض المجلات والجرائد ووقعت عيناه على صورة إيلى كوهين، فقرأ المكتوب أسفلها وكانت عبارة عن «الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا، والعضو القيادى فى حزب البعث العربى الاشتراكى كامل أمين ثابت».
وبالطبع كان كامل أمين ثابت هو إيلى كوهين الذى التقاه من قبل فى إسرائيل، وتجمعت الخيوط فى عقل رافت الهجان فحصل على نسخة من الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق، وفى المساء التقى محمد نسيم رجل المهام الصعبة فى المخابرات وأبلغه بما حدث، وما كان من ضابط المخابرات إلا أن أبلغ هذه المعلومات للقادة وتم التأكد منها، وسافر ضابط المخابرات حسين تمراز إلى سوريا لعرض المعلومات على الفريق أمين الحافظ، وبعدها تم القبض على إيلي كوهين وسط دهشة المجتمع السورى، الذى لم يكن يتصور أن يكون ذلك الرجل الذى يدعى الوطنية هو جاسوس إسرائيلي.