
السامية عقدة لدى الصهيونية سعت بكل ما تملك لغرسها كفكرة بين الشعوب، بل وحصلت على قوانين في دول عظمى تضمن حماية السامية والتأكيد عليها بل إن القانون الذي أصدره الكونجرس الأمريكي في أكتوبر 2004 كان أشبه بقوانين حالة الجنون، فالقانون يتعقب معادة السامية عالميا، بمعنى تعقب الأفعال الفردية والجماعية الرسمية والشعبية المنظمة وغير المنظمة .. بمعنى أخر ممنوع منعا نهائيا معاداة الصهيونية والتحريض ضد إسرائيل، مع تخويف الدول العربية وبث الرعب فيهم إذا ما تجرأ أحد على مهاجمة اليهود.
على جانب أخر فإن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي العربية بصفة عامة والفلسطينية خاصة قد فاقت حدود التصور أو التخيل، فمنذ سنة 1947 حين ظفر اليهود بحوار قرار الأمم المتحدة بإقامة دولة على جزء من الأرض الفلسطينية وكل يوم ترتكب اليهودية مخالفات ومجازر وممانعات من شأنها الصدام مع القانون الدولي العام والأن لم يعد هناك في الدول منهجية لمهاجمة إسرائيل، فالقوانين التى تحمى سيرة إسرائيل أقوى وأكثر من تلك التى تحمى الإنسان وتسعى لحقوقه وكون الدول الغربية العظمى قد اتخذت قوانين لحماية سيرة إسرائيل من النقد لم يكن ذلك بطلب مباشر من الحكومة الصهيونية، وإنما بعد نشاط مكثف ومركب.
وقد بدأ هذا النشاط يأخذ عدة طرق أولها لكي يرفع شأنه اليهودي يبدأ في ذم الأخرين والحط من شأنهم، وأول من نقدوه هو السيد المسيح، ولم يكن هذا على نطاق المؤلفات فحسب، بل وصل لانتاج أفلام صهيونية تظهر السيد المسيح متهورا، مع التقليل من شأنه ، ومن شأن المسيحيين وجعلهم في مرتبة أدنى ، في مقابل أن اليهود هم شعب الله المختار، وكذلك الطعن في شخص المسلمين والحط من شأنهم .. إن صناعة السينما الصهيونية كانت تركز بقوة على عالمية القصة والشخصية من أجل الوصول إلى أهدافها الخفية.
ومن أكبر الجرائم لديهم العبث في التاريخ وتزويره، مع التلاعب في الحقائق التاريخية المتوافق عليها والمعروفة للجميع، بمعنى أخر يعتمد على البجاحة في الكذب، وكأن أحدا لا يعرف أين الحقيقة. وهذا ما ارتكبه المخرج(فسيسيل.ب.ديميل) حين أخرج فيلم ( الوصايا العشر) فقد زور أسانيد ليس لها وجود عن معايشة اليهود في الأرضى العربية، هادفاُ إلى توثيق مزورات تاريخية تخدم مآرب الصهيونية من خلال عمل فنى.
فيلم عن حياة السيد المسيح
وجاءوا يتلاعبون مرة أخرى حين دعموا المخرج الدانمركي (نيس جوجن ثورسين) وحصلوا له على تصريح بعمل فيلم عن حياة السيد المسيح، بعد عناء، لأن الدانمرك والسويد وفرنسا رفضوا منحهم التصريح بالفيلم، لأن السيناريو زاخر بجملة تشويهات لقداسة السيد المسيح وحياته، ونجحوا في الحصول على تصريح بالفيلم من انجلترا وشرعوا فيه بلا خجل، بموقف خبيث يشبه حصولهم على وعد (بلفور) من انجلترا أيضا، والسيناريو كان يبث فكرة السامية ، ويحط من شأن السيد المسيح عليه السلام، حتى ثار الكاردينال (هيوم) كبير أساقفة الروم الكاثوليك في مدينة (بورستمنستر) وأعلن معارضته لهذا الفيلم مطالبا السلطات البريطانية بمنع هذا الكذب المتعمد.
ولم تخمد جهود الصهاينة في تفعيل السامية، فقد عكفوا على كتاب عالم الآثار البريطاني (هافى شونفيلد) الذي كتبه عن حياة السيد المسيح بالوثائق والحفريات الأثرية على مدار سبعين عاماً وقرروا أن يحولوه إلى فيلم سينمائي وأسندوا شخصية المسيح إلى يهودى شاب اسمه (زالمانكينح) ونشروا الفيلم على أن معجزات السيد المسيح ما هى إلا شعوذة شيطانية ، والغريب أن مخرج الفيلم( ميشيل كامبوس) في أمريكا لم يراجع هذه الجرائم والتزويرات التى جاءت في سيناريو الفيلم.
وثار المجتمع المسكوني العالمي وطالبوا احتجاجا إغلاق الكنائس اعتراضا على هذا العمل العدائي. وهددت كنيسة الناصرة أنهم سوف يلقون بالحجارة على السينما التى تتجرأ وتعرض هذا الفيلم.
ان الفيلم تجرأ بصهيونيته أن يظهر الحياة الجنسية المفتعلة والتي تتنافى مع قيمة وقدسية السيد المسيح فضلا عن ( الوجوه المتعددة للمسيح) والغاية الحط من قيمة أي عظيم لتولد السامية عملاقة.