مكاسب سياسية وليس انتخابية
جميلة إسماعيل: لم نشتر الأصوات ولم نقبض ثمن الكراسي البرلمانية من المرشحين
أكدت جميلة إسماعيل، رئيس حزب الدستور، أن الحزب حصد مكاسب عدة من معركة انتخابات مجلس النواب 2025، وهي في مجملها مكاسب سياسية وليست انتخابية، نافية التنسيق مع أي جهة، أو شراء الأصوات، او قبض ثمن مقاعد برلمانية من المرشحين، ومؤكدة أن "الدستور" خاض المعركة بشرف.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم، وجهت جميلة إسماعيل تحية للرواد، الذين وصفتهم بكسر الهندسة الجامدة للمشهد الانتخابي والسياسي، لافتة إلى أن هناك سؤالان عبثيان كانا يطرحان دائما منذ بداية هذه الانتخابات: الأول: "نازلين تعملوا إيه؟ الدنيا خلصانة"، والثاني والأكثر عبثية: "قعدتوا؟ نسقتوا؟" وكأن السياسة والانتخابات في مصر لا يمكن أن تتم إلا عبر ما وصفته بـ "القعدة" والتنسيق المسبق.
وأجابت رئيس حزب الدستور: الحقيقة، نحن لم نقعد، ولم ننسق، ولم نقبض حق كراس من مرشحين، ولا دفعنا حق كراس، ولا اشترينا أصواتا، بل نزلنا الانتخابات، لنخوض المعركة بشرف.
ولفتت جميلة إسماعيل، إلى أن تجربة حزب الدستور في انتخابات مجلس النواب، بالشكل الذي ظهرت عليه خلال الأسابيع الأخيرة، تستحق وصفا محددا: أنها معركة سياسية أكبر من حجم حزب، وأكبر من حجم أي نتيجة عددية..
وقدمت رئيس حزب الدستور تقييما موضوعيا، لتجربة الانتخابات، والتي كشفت عن خمسة مكاسب رئيسية لا تقدر بثمن، وهي كسر الحصار السياسي، مشيرة إلى أن الحزب دخل هذه الانتخابات وهو خارج من سنوات من القمع والملاحقة، ويعاني من جمود تنظيمي لسنوات، فيه خلافات داخلية يعود عمرها لزمن ميلاده، شأنه شأن معظم الأحزاب، كما أن مقراته اختزلت في مقر واحد، وفروعه محاصرة أو غير مسموح لها بالعمل بفعالية على الأرض، ويعمل وسط سردية عامة تقول إن "السياسة قد انتهت".
وأضافت جميلة إسماعيل: رغم كل ذلك اكتشف وأخرج كوادر جديدة لأول مرة، من قلبه ومن بين مؤسسيه، وخاض معارك في دوائر كانت مغلقة سياسياً، وكسر فكرة أن "المعارضة مكانها على السوشيال ميديا والهواتف فقط"، وأكدت أن مجرد النزول كان فعلا سياسيا، ومجرد الصمود كان كسرا للهندسة.
مكاسب الدستور
وثاني المكاسب، حسبما عددت رئيس حزب الدستور، هو تقديم قيادات طبيعية لأول مرة منذ سنوات، وهو أهم مكسب تحقق، حيث قدم الحزب وجوها جديدة، معظمها غير معتاد على العمل العام، ومرشحون نزلوا بلا تجربة سابقة، وبلا حماية، واشتبكوا مع مصالح معقدة في دوائر صعبة، وخلقوا شبكة اتصال حقيقية مع قطاعات مهمشة من الناس.
وحذرت جميلة إسماعيل من أن الأحزاب تموت حين تعتمد على الرموز القديمة وتفشل في خلق طبقة جديدة من الفاعلين، فكانت الانتخابات بالنسبة لحزب الدستور مختبرا، والنتيجة أن المختبر أنتج بشراً فاعلين، لا مجرد شعارات.
وثالث المكاسب تمثل في فضح قواعد اللعبة وتغيير اتجاه الريح، وقالت: "لم تكن تجربتنا مجرد مشاركة رمزية، بل كانت مشاركة كاشفة، من خلال كشفت كل الألاعيب ونقاط التجمع وشراء الأصوات، كما كشفت تزويرًا وتحكم الأجهزة، وكشفت الأحزاب التي تعمل تحت إمرة الدولة، وكشفت أن "الهندسة" المزعومة ليست محكمة ومسيطرة كما قيل، كما أن وجود مرشحين منظمين، يجمعون البيانات، ويتواصلون مع شبكات واسعة من الناس، هو ما سمح لهذه الفضائح بالخروج إلى النور بهذا الشكل، ولو لم يكن حزب الدستور شريكا وفاعلا في الصورة، لظل جزء كبير مما تعرى مخفيا، وهذا مكسب سياسي أكبر من الأصوات.
ورابع المكاسب، هو أول محاولة لإعادة تعريف دور الحزب، بعدما انتقل الحزب من: كيان احتجاجي إلى حزب يخوض منافسة، ويقدم بدائل، ويتحرك على الأرض، ووصفت هذا التحول بالمهم جدا، رغم هذا الانتقال صعب ومؤلم ويكشف عيوب التنظيم، لكنه في النهاية يمنح الحزب هوية حقيقية بدلا من مجرد موقف.
وخامسا، فإن تجربة حزب الدستور ليست نجاحا انتخابيا، لكنها نجاح سياسي، لأنها كسرت الجمود السياسي، وخلقت قيادات جديدة، ووسّعت شبكات التواصل الشعبي، وكشفت هندسة المشهد، أعادت الأمل لناس كثيرين فقدوه، وقدمت نموذجا يمكن البناء عليه، وليس مجرد نموذج للتكرار الحرفي..
وأكدت أن حزب الدستور لم يكن خارج المعادلة هذه المرة، بل كان جزءا منها، وهذا في حد ذاته تغيير كبير.







