قبل الحرب العالمية الثانية كانت المؤلفات التعليمية والفكرية أو الثقافية فى أمريكا تتجه إلى إلقاء الضوء على " الوغد العالمى " وهو اليهودى، وكانت الصورة الذهنية عن اليهود أنه ذلك المراوغ " الفاسد .. المرتشى ..، والفوضوى الشره للمال " أو إن شئت قلت : " كلب فلوس "، ولم يختلف شكل اليهوى أو اخلاقه كثيرا عن صورته فى أوروبا.
لكن بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تدخلت المصالح والمطامع فى تحديد الأولى بالعداء والكراهية ، وتحولت كل صفات الذم التى صبتها الولايات المتحدة الأمريكية على اليهود وسياستهم ، تحولت إلى كراهية العرب وتلويث سيرتهم .
وهذه البجاحة فى التحول تثير التساؤل والريبة عند الباحثين الشرفاء، كيف يكون حكمك بالأمس على اليهود بالانتهازية والسرقة واحتراف الرشوة ، بعد أن جربوهم عشرات السنين فى المعاملات ، ثم تتحول إلى وداعة ، وتتحول كل هذه المويقات إلى العرب المسلمين وفق توقعات ظنية ؟! هكذا الغرب، فحين دمرت أمريكا العراق فى 2003 بحجة وجود أسلحة نووية، ما كانت تريد إلا هدم قوة عربية مؤثرة .. والرأى العام الأمريكى وجه للرئيس بوش الاتهام بالكذب وقتل ما يقرب من 230 ألف ، وبعد ذلك لم يجدوا الأسلحة النووية !!.
وهنا يتبين على أى شئ تبنى الكراهية ، ولا يمكن سحب مؤامرات اليهود من هيكل هذه الحروب المشتعلة ضد العرب ، لقد كشفت الدراسات التى أجريت على المناهج الدراسية المقررة على طلاب أمريكا فى مراحل التعليم المختلفة وسيلة فعالة ومؤثرة يتم فيها تشكيل وعى الأجيال ووجدانهم ضد العرب والمسلمين، ووصفهم بأنهم شعوب بدوية جاهلة، مغرمة بالغزو والنهب والسلب .. فضلا عن أن العربى " وثنى كافر " والإسلام ما هو إلا ديانة غير متسامحة نشره أصحابه بالسيف والعنف.
أساليب شيطانية
ومع مضى الوقت تطورت الأساليب الشيطانية فى تلويث صورة العرب لدى المناهج الدراسية الأمريكية ، واعتمدت المناهج على تلويث سمعة العرب بأنهم جماعة من الأثرياء الكبار ، جاءوا إلى أمريكا وتسببوا فى ارتفاع الأسعار ، ولا سيما العقارات .
كما أن هؤلاء العرب اتصفوا بعمق الكراهية للغرب ووجودهم يشكل خطرا .. والمسلمون بطبيعتهم يكرهون المسيحيين. وهذا الكلام هو أشبه بالتلويثات التى كانت تقوم بها الكنيسة فى العصور الوسطى إبان قيام الحروب الصليبية .
ووضع الأمريكيون منظمة (أوبك) الخاصة بالبترول كمنظمة تمثل العرب واعتبروا أن هذا المصطلح هو المرادف لمعنى كلمة عربى، ومن ثم تأتى فى الكتابات بمضمون سلبى عقيم .
كما ركزوا على عداوة العرب للعالم أجمع، وبينوا أنهم من وراء إشعال الحروب ، وإثارة الوقيعة بين الدول .
وكثيرا ما يركزون على استخدام التصاوير المسيئة للعرب المسلمين كأن يأتوا بصورة لعربى يهوى " رقص هز البطن " وهو يرتدى الكوفية والعقال، والعباءة، ويصورون المرأة العربية بالنقاب، وربط ذلك بصورة العربى وهو يقود السيارة الليموزين الكبيرة، مع إطالة اللحية الكثة السوداء، مع نظارة شمسية ، الأمر الذى يثير حالة من الاشمئزاز لدى الغرب
وقد أشار الصحفى الشهير (( نيكولاس فون هوفمان )) بجريدة " واشنطن بوست" الذى قال صراحة : " لم تشوه سمعة جماعة دينية أو ثقافية أو قومية ويحط من قدرها بشكل مركز ومنظم كما حدث للعرب ".
وهنا يتم توزيع مناهج الكراهية بشكل منظم على مراحل التعليم من الابتدائية الأولية ، إلى الثانوية المتأخرة، حيث تقسم جرعات الكراهية بتوزيع منظم خاصة فى العلوم الإنسانية والاجتماعية .
وبالنسبة للمدرسين فإنهم يقومون بالدور المكمل فى عملية التعليم حيث يضيفون تلقينيان معلوماتية كاذبة يتجرعها الطالب الأمريكى ، وهى نصوص يتم شرحها بتفسيرات معوجة الأمر الذى يؤثر بقوة على تشكيل وجدان الطالب الإمريكى .




