و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

رواد السوشيال سحقوا سمر فوده

«الجلابية».. كلمة السر فى فضح الامراض الاجتماعية لدى من يخالف كى يعرف!

موقع الصفحة الأولى

تصدر تريند الجلابية مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بسبب حالة من الجدل أثارتها  سمر فودة، ابنة المُفكر والمؤرخ فرج فودة، بعدما قررت السير عكس التيار، ففي الوقت الذي أثنى الرواد على ظهور الحاج رشاد وزوجته، بالزي الصعيدي والجلباب داخل المتحف المصري الكبير، ليخطفا الأنظار وسط جموع السياح، خرجت الإعلامية لتشن عليهما هجوما، وعلى ملابسهما… وكأن سمر ظهرت بمبدأ “خالف تعرف".

وقالت سمر فرج فودة، تعليقا على صورة الزوجين: «مع كامل احترامي لهم لكن آسفة جدا .. احنا مش هذا الزي.. مصر فساتين الأربعينيات والخمسينات وشياكة رجالها.. مصر تعني أن الأنثى ما زالت أنثى متألقة وأشيك من فتيات باريس ورجالها أشيك من ملوك إنجلترا.. أرى مصر بهذه الطريقة وما زالت هكذا لم نتحول إلى الوهابية، إن شئتم تكريمهم ولهم منى كل الاحترام فعلى الرحب والسعة ولكنهم لا يمثلون مصر، آسفة جدًا متجيش تبروزلي ال… و تقولي هي دي مصر، خاصة والميديا العالمية مسلطة عليك والهدف هو جذب السائحين»، وسرعان ما بدأ الهجوم على الإعلامية لمهاجمتها الرجل الصعيدي وزوجته.

وعقب الهجوم الواسع على الإعلامية سمر فودة، قررت التراجع وتقديم اعتذار عبر حسابها الرسمي على «فيس بوك»: «أولاً قبل أي شيء أعتذر عن أي شيء قد مس قلوب المصريين بالسلب، أعتذر للزوجين فهم بالتأكيد فخر لنا جميعا، مسحت البوست لأن الناس لم تتفهم وجهة نظرى وهو شيء مقبول ومتعارف عليه، فإرضاء الناس غاية لا تدرك».

تاريخ الجلابية 

وبعد أزمة سمر فوده انهال المصريين بالهجوم عليها ونشر صورهم الخاصة بـ "الجلابية"، تضامنا مع الرجل الصعيدي وزوجته، وهو ما فتح الملف حول التعرف على زي الجلابية وتاريخه، الجلابية هي زي تقليدي واسع يُرتدى في مناطق متعددة من العالم العربي والأفريقي، خاصة في مصر والسودان والخليج. 

ويرجع تاريخ الجلابية إلى الجذور الفرعونية، فالجلابية تُعتبر تطورًا طبيعيًا من الملابس الفرعونية القديمة التي كانت فضفاضة وتتناسب مع المناخ الحار، خاصة في صعيد مصر والنوبة.

يُعتقد أن كلمة "جلابية" جاءت من "جلاب" أي الشخص الذي يجلب أو يبيع، وكان يلبسها التجار قديمًا، ثم أصبحت زيًا شائعًا للفلاحين وسكان الأرياف.

كما انتشرت الجلابية في بلاد الشام، السودان، شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، مع اختلافات بسيطة في الشكل والتفصيل حسب البيئة والثقافة.

وحول أنواع الجلابية جاءات كالتالي: 

* الجلابية الصعيدي (المصرية): 

   - تُصنع غالبًا من القطن الثقيل أو الكتان. 

   - أكمام واسعة، بدون ياقة، لونها عادة غامق (رمادي، كُحلي). 

   - تُلبس مع عِمامة أو طاقية في الأرياف.

*  الجلابية السودانية: 

   - تُرتدى فوق سروال واسع وتكون طويلة جدًا. 

   - عادة تكون بيضاء بسبب حرارة الجو، وترتدي مع شال يُعرف بـ"العِمّة".

* الجلابية الخليجية (الثوب): 

   - تُعرف أيضًا بـ"الدشداشة" أو "الثوب". 

   - تصاميم أكثر أناقة وتفصيل دقيق، بألوان فاتحة. 

   - يُضاف لها أزرار وياقة، وتُلبس مع "الغترة" و"العقال".

* جلابية النساء (المنزلية أو الرسمية): 

   - فيها تطريز أو زخارف يدوية، أقمشة ناعمة كالحرير أو الشيفون.

أزمات الجلابية 

أزمة سمر فودة حول رفضها لارتداء المصريين الجلابية، ليست الأزمة الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد شهدت محافظة البحر الأحمر أزمة سابقة في 2020، بسبب قرار اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر السابق، بمنع سائقي سيارات التاكسي في الغردقة من ارتداء «الجلابية» وهو ما فجر أزمة في البرلمان بعد توجيه أحد النواب سؤالا لوزير التنمية المحلية بهذا الشأن.

وفي واقعة أخرى، حدث أزمة بسبب رفض إدارة نادي وادي دجلة السماح لدخول أحد أعضاء النادي بسبب ارتداء شقيق العضو جلابية، وهو ما يخالف قوانين النادي كما أكد مسئولو الأمن.

وشن عدد من أعضاء نادي وادي دجلة هجوما شرسا على إدارة النادي خاصة ان الأزمة حدثت خلال دعوة إفطار من أحد الأعضاء في رمضان لعائلته وبعض أصدقائه و بدأت المشكلة برفض الأمن السماح لهم بالدخول بسبب ارتداء شقيق العضو.  

ولا يمكن اغفال أزمة الجلابية التي حدثت في ماتش الزمالك خلال البطولة الأفريقية في 2011 حين نزل أحد المشجعين إلى ارض الملعب وهو يرتدي الجلابية ويرفع علم الزمالك وتناولته وسائل التواصل بشكل ساخر. 

 

وبرأ نادى الزمالك نفسه من الأحداث التى وقعت فى مباراة أمام الأفريقى فى البطولة الأفريقية، فيما يسمى بموقعة "الجلابية"، محملا مسئولية تلك الأحداث لبعض الأشخاص المجهولين.

أزمات الجلابية في مصر كانت مثارا للجدل عبر السنوات، خصوصا في ما يتعلق بربطها بالهوية، الطبقية، أو "التحضّر"، مما تسبب في أزمات أو نقاشات مجتمعية وإعلامية، بسبب منع دخول المصالح الحكومية أو الجامعات بالجلابية،  اعتُبرت الجلابية “زياً غير لائق” في بعض الجامعات أو المؤسسات الرسمية، وهو ما  أثار ذلك استياء أبناء الصعيد أو الريف، واعتبروه نوعًا من التمييز الطبقي أو الجغرافي، لأن الجلابية هي جزء من ثقافتهم. 

الجلابية أثارت أيضا شكاوى على السوشيال ميديا ضد "التنميط" والسخرية من الفلاحين أو أهل الصعيد، و دعوات لاحترام الهوية الثقافية لكل فئة مجتمعية. 

كما تم استخدام الجلابية سياسيًا ، كظهور بعض النواب أو المرشحين في البرلمان مرتدين جلابية لإثبات قربهم من الشعب أو تمثيلهم لأهل الريف، فالبعض اعتبرها "شو إعلامي"، والبعض الآخر رأى فيها تمثيلاً حقيقياً للهوية الشعبية.  

كما أثارت الجلابية التمييز في النوادي أو الأماكن الراقية، فمازال هناك رفض دخول مواطنين يرتدون الجلابية إلى بعض الكافيهات أو النوادي بحجج "الزي غير الملائم"، وهو ما ولّد غضبًا عامًا، خصوصًا على مواقع التواصل، وفتح النقاش حول المظهر مقابل الجوهر. 

وبالرغم من أن الجلابية تحولت من مجرد زي شعبي إلى رمز له أبعاد طبقية، ثقافية، وحتى سياسية في مصر، مما يجعلها أحيانًا محورًا لأزمات، خاصة عندما تُستخدم كمعيار للحُكم على "التحضّر" أو "اللياقة الاجتماعية"، لكن رغم ذلك، لا تزال الجلابية جزءًا من هوية ملايين المصريين، ومصدر فخر في الصعيد والريف.

تم نسخ الرابط