و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

يرصد حالة الشوارع وتناقضتها

"هرتلة في القاهرة".. فيلم وثائقي يثير الجدل.. الرقابة تطالب بحذفه والمخرجة ترفض

موقع الصفحة الأولى

حالة من الجدل أثارها فيلم وثائقي باسم "هرتلة في القاهرة" للمخرجة اللبنانية الكويتية سارة الهاشم، الذي أكدت أن فيلمها يلخص تجربتها وحبها لمصر، بينما عبرت جهات رقابية فنية عن اعتراضها على الفيلم.    

وأصدرت المخرجة فرح الهاشم، بيانا توضيحيا حول ما وصفته بالتضييق على عرض فيلمها هرتلة في القاهرة، مشيرة إلى أنها تلقت اتصالا من أحد مسؤولي الرقابة في مصر أُبلغت فيه بأن مدير الرقابة في مصر اعترض بشدة على عرض الفيلم عبر الإنترنت، معتبرا أن نشره على منصة YouTube  غير منطقي وطالب بإزالته من الشبكة.

وأكدت “الهاشم” في بيانها أن الفيلم لم يعرض في أي دار عرض داخل مصر، ولم يخضع لأي اتفاق توزيع محلي، مشددة على أنه نُشر حصريا على قناتها الرسمية عبر YouTube كعمل عربي مستقل متاح للجمهور حول العالم.

وأضافت أن أي مطالبة بإزالة الفيلم تتجاوز الاختصاص القانوني للرقابة المصرية وتمس بشكل مباشر مبدأ حرية التعبير الرقمية، الذي تكفله المواثيق الدولية التي تحمي حقوق الفنانين والمبدعين.

وأوضحت الهاشم أن "هرتلة في القاهرة" ليس فيلما سياسياً بالمعنى المباشر، بل هو تأمل بصري ووجداني في المدينة التي أحببتها في ناسها، شوارعها، تناقضاتها، وجمالها المرهق، مؤكدة أنه رسالة حب صادقة إلى القاهرة، لا هجوم عليها، على حد قولها. 

الفن بعين الخوف

وتابعت “الهاشم”: “أحزن أن تتحول هذه المحبة إلى موضع شك، وأن ينظر إلى الفن بعين الخوف، لكنني أؤمن أن كل فنان حقيقي في منطقتنا يعيش هذه اللحظة؛ لحظة المواجهة بين الصدق والرقابة، بين الحلم والمنع”.

وأعلنت المخرجة رفضها لأي محاولة لإسكات صوتها أو حذف عملها "هرتلة في القاهرة"، مؤكدة أن الصورة حين تُولد لا تموت، والفيلم لم يعد ملكي وحدي بل ملك لكل من شاهده، وصدّق لحظته الصادقة.

ودعت كل من يؤمن بحرية الإبداع في العالم العربي إلى الوقوف معها، ليس من أجلها فقط، بل من أجل جيل كامل من السينمائيين المستقلين الذين يصنعون أفلامهم بأيديهم، من دون تمويل أو حماية، مؤمنين أن الكاميرا يمكن أن تكون أداة وعي لا وسيلة تهديد.

وختمت بيانها بالقول، لست في مواجهة أحد، بل في حوار مع مدينة كانت وستظل بيتي الثاني القاهرة، وسأواصل العمل على أفلامي، بثقة وبحبّ وبإيمان، أن الفن هو ذاكرة الشعوب ومقاومتها الأجمل.

"هرتلة في القاهرة" هو خامس أفلام سارة الهاشم من خلال تجربة مختلفة استدعت وجودها بالقاهرة، التي صورت بها أحداث الفيلم الذي يجمع بين التوثيقي والروائي، واستعادت من خلاله سنوات طفولتها التي قضتها بالقاهرة، كما استعادت زمن القاهرة بـ"الأبيض والأسود"، عبر مشاهد من الأفلام المصرية القديمة في خمسينات وستينات القرن الماضي.

وعلى مدى ثلاثة أسابيع زارت الهاشم أحياء شعبية وراقية عدة لتصوير فيلمها، وقالت: "تنقلت بين أحياء القاهرة الراقية والشعبية من الزمالك إلى إمبابة، ومن المعادي إلى شبرا، ووسط البلد والحسين، كما صورت مشاهد بكل من بورسعيد والإسكندرية".

عن سبب اختيارها لعنوان الفيلم، قالت الهاشم في تصريحات صحفية: هذا الفيلم أهديه لروح الفنان صلاح جاهين الذي كتب عن (الهرتلة العبقرية) في حياتنا، حيث نتكلم عن نبض الشارع بطريقة عميقة، لكن لا أحد يسمعنا، فهذا الفيلم كل قضاياه جادة لكنني أحاول ألا أجعله جادا، رغم ما فيه عن السياسة والاقتصاد".

ولفتت الهاشم إلى أنها كانت قد اتفقت مع ممثل مصري شهير على المشاركة في بطولة الفيلم، لكنه لم يتحمس لتطرق العمل للمطرب الشيخ إمام الذي تستعين به في أغنيته "الفول واللحمة" باعتبارها أغنية للفيلم، والشاعر أحمد فؤاد نجم.

ويتطرق الفيلم في جانبه التوثيقي لشهادات من شخصيات مصرية، من بينهم المؤلف محمد السيد عيد في حديثه عن رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب، الذي كتب سيرته الذاتية في مسلسل، ود. زينب فرغلي أستاذ النقد الأدبي.

تم نسخ الرابط