نسبة ثابتة 5%
طلبة «STEM» يطالبون بفرصة عادلة في التنسيق: النسبة المرنة ظلمتنا

وجه طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM، استغاثة لرئاسة الجمهورية وعدد من المسئولين، مؤكدين أن غياب التنسيق بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى، يهدد مستقبلهم، وطالبوا بتخصيص نسبة ثابتة لا تقل عن 5% من إجمالي مقاعد الكليات والجامعات الحكومية مع مراعاة معامل التفوق.
وقال بيان طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM أنه تم تقليص مقاعدهم في الجامعات الحكومية عامًا بعد عام رغم زيادة عدد المدارس والطلاب، فعلى سبيل المثال، شهد عام 2023 أن كان الحد الأدنى للقبول بكلية الطب – قصر العيني عند الترتيب رقم (37)، بينما في عام 2024 انخفض الحد الأدنى إلى الترتيب (15) فقط، أي بما يعادل أكثر من النصف، مع العلم أن الأعداد الفعلية قد تكون أقل من ذلك نظرًا لعدم إعلان الحصة الرسمية للمقاعد، وما يتم تداوله مجرد حدود دنيا منشورة على موقع التنسيق. مع العلم أن عدد الطلاب الذين قبلوا في كليات الطب البشري علي مستوي الجمهوريه من طلاب مدارس المتفوقين في عام 2023 وصل إلي 320 تقريباً بينما في دفعه 2024 قل عدد المقاعد بشكل ملحوظ حيث وصل إلي 196 مقعد فقط.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فوفقًا لبيانات العام الماضي، لم يتمكن سوى 37% فقط من طلاب الدفعة من الالتحاق بأهم أربع كليات طبية (الطب البشري – طب الأسنان – الصيدلة – العلاج الطبيعي)، في حين تم توزّيع باقي الطلاب على كليات مثل الطب البيطري والحاسبات والعلوم، مع الإشارة إلى أن النسبة الأكبر كانت في كلية العلوم بما يمثل أكثر من نصف الدفعة.
أما بالنسبة لكليات الهندسة، فقد كان الحد الأدنى للقبول في عام 2023 عند الترتيب (410)، بينما في عام 2024 أصبح عند الترتيب (323) فقط. ومن الجدير بالذكر أن عدد المقاعد الفعلية أقل من ذلك بكثير، إذ توجد كليات حاسبات حددت حدودًا دنيا لقبول طلاب بترتيبات أعلى من هذا الرقم.
نظام النسبة المرنة
وقال البيان: هذا النظام يحرمنا من فرص عادلة في القبول الجامعي، حيث نتنافس على عدد محدود جدًا من المقاعد في كليات الطب، الصيدلة، طب الأسنان، الهندسة، والحاسبات. ورغم أن أعداد طلاب مدارس المتفوقين لا تقارن بأعداد طلاب الثانوية العامة، إلا أننا نُظلَم في احتساب النسبة، إذ قد يحصل الطالب على أكثر من 100% ولا يجد سوى كلية العلوم متاحة له، بينما يمكن لطالب الثانوية العامة أن يلتحق بكلية الطب البشري بمجموع 93%. أليس هذا إخلالًا بمبدأ تكافؤ الفرص؟
العديد من هذه الجامعات لا تعترف بخصوصية دراستنا العميقة، وبعضها لا يعترف بنا أصلًا، أو يطبق آليات قبول داخلية مجحفة. على سبيل المثال، قد يُقبل طالب ثانوية عامة بمجموع 80% بينما يُشترط على طالب STEM الحصول على 110% للالتحاق بذات الكلية، وذلك رغم صدور قرار من المجلس الأعلى للجامعات بضرورة مساواة طلاب STEM بطلاب الثانوية العامة والأزهرية في الحدود الدنيا للقبول بالكليات الخاصة والأهلية، مع مراعاة معامل التفوق.
وعبر بيان مدارس المتفوقين عن استيائهم من غياب المقاعد المخصصة والمنح، حيث لا توجد قرارات تُلزم الجامعات بتخصيص مقاعد أو منح دراسية لطلاب STEM، بل على العكس، هناك جامعات ترفض مجرد استقبال ملفاتهم لمجرد كونهم من خريجي مدارس المتفوقين، وهو ما يعكس تمييزًا سلبيًا غير مبرر. وكذلك التأخر فى إعلان تنسيق القبول الخاص إلى ما قبل بدء الدراسة بأسابيع قليلة فقط، مما يربك مستقبلنا ويجعل من الصعب التخطيط لمسارنا الجامعي بشكل مستقر ومنظم.
وطالب البيان باعتماد معامل تفوق حقيقي لطلاب STEM عند التقديم في الجامعات الحكومية والخاصة والدولية، بحيث يُترجم جهد الطالب ومستوى دراسته العالي إلى ميزة فعلية في التنسيق. وإصدار قرار رسمي يُلزم الجامعات الحكومية خاصةً بتطبيق هذا المعامل، لأن تجاهله يعني مساواة خريج STEM بخريج التعليم التقليدي رغم اختلاف طبيعة المناهج ومستوى التحدي.
نسبة ثابتة 5%
وطالب بتخصيص نسبة ثابتة لا تقل عن 5% من إجمالي مقاعد الكليات الحكومية لطلاب STEM، مع مراعاة معامل التفوق، في الجامعات الأهلية والخاصة ونظام الـ Credit Hours، لضمان تنوع الخيارات أمام الطالب. واعتبر البيان أن تطبيق النسبة المرنة بشكلها الحالي يظلم طلاب STEM ظلمًا بيّنًا، لأنها لا تأخذ في الاعتبار معامل التفوق، وتؤدي لحرمان الطلاب من الكليات التي تتناسب مع قدراتهم العلمية. موضحا أنه من غير العدل أن يُحرم طالب اجتاز سنوات من التعليم البحثي المكثف، وقدم مشروع تخرج علمي، من كلية مثل الطب أو الهندسة بسبب “نسبة مرنة” لا تعكس مستواه الحقيقي. وتوفير منح كاملة أو جزئية لا تقل نسب الخصم فيها عن %75 لطلاب مدارس المتفوقين، سواء في الجامعات الخاصة أو الأهلية مع وجود برامج وحوافز تشجعهم على استكمال مسارهم البحثي والابتكاري.
وطالب خريجو مدارس STEM باعتماد معامل التفوق كآلية رسمية ملزمة في الجامعات الحكومية والخاصة و الاهلية. وإعادة النظر بشكل جذري في تطبيق النسبة المرنة، لأنها تساوي بين غير المتساويين وتحرم المتفوقين من حقهم المشروع وتخصيص مقاعد ومنح واضحة ومحمية بقرارات وزارية، حتى يُضمن مستقبل طلاب STEM الذين اختاروا هذا الطريق الصعب من أجل خدمة وطنهم.
نحن لسنا سوى أبناء هذا الوطن الذين قبلوا التضحية بالراحة والطفولة والغربة من أجل بناء مستقبل مصر العلمي، فهل يُعقل أن يُحرم طالب اجتاز تجربة تعليمية شاقة، وأنتج مشروع تخرج علمي، من مقعد عادل في جامعة حكومية بسبب نظام "النسبة المرنة"؟
وناشد الطلاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لإنصافنا وإعادة النظر في نظام القبول الجامعي لطلاب STEM، وإنقاذ مستقبل مستقبلهم ليس بوصفها قضية دفعة واحدة، بل قضية أجيال متعاقبة تستحق أن تجد العدالة والإنصاف، لتظل مصر رائدة بالعلم والمعرفة والابتكار.