تعرضت لهبوط حاد بالدورة الدموية
سلمى شهيدة قصرالعينى.. تثير الجدل بين وفاة طبيعية أو الاجهاد بسبب العمل المتواصل

الحزن يخيم على مدينة المحلة الكبرى بعد وفاة طبيبة امتياز خلال عملها داخل مستشفى قصر العيني بالقاهرة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب الاجهاد الشديد وزيادة ساعات العمل بعد تطبيق شفتين متواصلين دون تناول أي طعام.
وتستعد المحلة الكبرى لاستقبال جثمان الدكتورة سلمى محمد حبيش طبيبة امتياز بقصر العيني لتشيع جنازتها اليوم بمسقط رأسها، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة خلال ساعات بعد تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ وتم نقلها على وجه السرعة إلى قسم العناية المركزة في محاولة لإنقاذ حياتها، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالهبوط الحاد، وفقا لرواية أهلها.
وقال أحد أقارب طبيبة امتياز قصر العيني: الدكتورة سلمى ستشيع جنازتها ظهر اليوم بعد استشهادها للوصول على لقمة العيش واعتمادها طبيبة امتياز قوية في الكادر الصحي ، لكن الإهمال المهني تسبب في سقوطها من الاجهاد الشديد وحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية .

وأعادت واقعة طبيبة امتياز القصر العيني، تسليط الضوء على ظروف العمل القاسية التي يتعرض لها الأطباء الشباب في مصر، خاصة مع تفاقم أزمة الاستقالات داخل قسم النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة طنطا، والتي دفعت إدارة الجامعة إلى التحرك العاجل لاحتواء الموقف.
استقالات بالجملة
كشف الدكتور أحمد غنيم، عميد كلية الطب بجامعة طنطا، في تصريحات متلفزة، أن عدد الأطباء الذين تقدموا باستقالاتهم من القسم بلغ سبعة أطباء، بينهم طبيب لم يباشر العمل من البداية، بينما تراوحت مدة عمل الآخرين بين خمسة وسبعة أشهر منذ بدء النيابة.
وأوضح أن جميع هؤلاء الأطباء ما زالوا في السنة الأولى من فترة النيابة، وهي مرحلة تدريبية تحظى باهتمام خاص من الجامعة بصفتهم جزءًا من المنظومة الصحية والتعليمية، مؤكدًا أن رئيس الجامعة عقد اجتماعًا عاجلًا مع الأطباء المقيمين المستقيلين، بحضور مجلس القسم، للاستماع إلى مطالبهم وشكواهم ودراسة الموقف من جميع الجوانب الإدارية والمهنية والتعليمية.

وفيما يتعلق بشكاوى الأطباء من ضغط العمل، أشار غنيم إلى أن نظام النوبات كان يعتمد على 48 ساعة متواصلة، وهو ما يجري حاليًا تقليصه وتعديله، لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية دون إرهاق الكوادر البشرية، موضحًا أن المستشفى الجامعي يستقبل أكثر من 2.5 مليون حالة سنويًا، ويقدم حوالي 30 مليون خدمة طبية، وهو ما يفرض ضغطًا هائلًا، لكنه لا يلغي ضرورة تحسين بيئة العمل.
كما أعلن عن خطة لتطوير البنية التحتية وتحسين أماكن إقامة الأطباء، ورفع مستوى التدريب العملي والنظري، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء المستقيلين أبدوا رغبتهم في العودة بعد فتح قنوات الحوار المباشرة.