180 ألف نقص بالقوة البشرية
اليونان تستعين بـ5 آلاف عامل مصري لحصاد حقول الزيتون والعنب
في قلب الريف اليوناني، حيث تمتد حقول الزيتون وكروم العنب تحت شمس البحر الأبيض المتوسط، تواجه اليونان أزمة صامتة تهدد موسم الحصاد، نقص حاد في العمالة الزراعية يصل إلى 180 ألف عامل في مناطق مثل كريت وبيلوبونيز وماكدونيا٬ هذا الفراغ يُلقي بظلاله على الاقتصاد الريفي، لكن اتفاقية ثنائية طموحة مع مصر، أُبرمت في نوفمبر 2022، تفتح أفقًا جديدًا الاتفاقية، التي صيغت لتوظيف 5,000 عامل موسمي مصري.
وتلك الخطوة ليست مجرد جسر لسد هذا العجز، بل خطوة استراتيجية تَعِدُ بمنافع اقتصادية متبادلة: اليونان تستعيد زخمها الزراعي بنمو اقتصادي متوقع بنسبة 3% سنويًا، ومصر تُصدّر عمالتها الماهرة، مما يعزز تحويلاتها المالية ويحد من الهجرة غير الشرعية٬ تواجه اليونان نقصًا في العمالة الزراعية بنحو 180 ألف عامل زراعي في مناطق مثل جزيرة كريت، وبيلوبونيز، وماكدونيا، ما أدى إلى خسائر تزامنت مع موسم الحصاد٬ أبرمت مصر واليونان اتفاقًا ثنائيًا في نوفمبر 2022، يقضي بتوظيف 5,000 عامل موسمي مصري في القطاع الزراعي اليوناني للتعامل مع نقص حاد في اليد العاملة هناك. الاتفاق نُصّ عليه بالبرلمان اليوناني في نهاية 2023.
الاتفاق يُعدّ خطوة اقتصادية مزدوجة المنفعة لليونان: سد فجوة العمالة وتحقيق نمو بنحو 3٪ سنويًا في اقتصادها ولمصر: منصة لتصدير العمالة المدربة وتحقيق تحويلات مالية عبر الدعم الرسمي والإيكولوجي للعمل، بالإضافة لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
الإتفاق
عدد العمال المتفق عليه 5,000 عامل مصري موسمي للعمل الزراعي في اليونان٬ من وصلوا حتى الآن حوالي 200 عامل قُبلوا وبدأوا العمل فعليًا، مدة الإقامة إقامة موسمية مدتها تسعة أشهر، مرتبطة بالعقد الزراعي٬ الهدف منها سد عجز سوق العمالة الزراعية اليوناني وتأمين تحويلات للعمل المصرية٬ آليات التنفيذ قائمة بـ 2,400 عامل أولي، وإطلاق منصة إلكترونية لتسهيل التعيينات
أول قائمة تستهدف 2,400 عامل قد تم إعدادها من الجانب المصري، ووُفّرت لهم إقامة موسمية مدتها تسعة أشهر، وتم إنشاء منصة إلكترونية تتيح لأرباب العمل اليونانيين اختيار العمال بناءً على المهارات المطلوبة وتنسيق الإجراءات الإدارية٬ بحسب تقارير حديثة من "Arab Finance"، تم الإشارة إلى أن حوالي 700 عامل مصري قُبلوا للعمل حتى منتصف موسم الصيف، بينما تشير مصادر أخرى إلى وصول نحو 200 عامل فقط حتى الآن من القائمة الأولى.
الفلاحين المصريين عليهم إثبات جدارة لآن هناك منافسة قائمة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن عن خطط لطرد المهاجرين من أمريكا اللاتينية من الولايات المتحدة، كما تؤكد المجلة اليونانية “كاثيميريني" فإن وزير الهجرة واللجوء اليوناني" جياناكاكيس"نائب رئيس الاتحاد الوطني للتعاونيات الزراعية في اليونان آنذاك عندما سمع ترامب٬ اقترح في اتصال بماكيس فوريديس: “وزير الهجرة واللجوء اليوناني قائلا "ربما تكون هذه فرصةً لجلب بضعة آلاف منهم إلى بلدنا٬ إنهم مسيحيون، أناس مسالمون، ويمكن توظيفهم بسهولة في قطاعنا الزراعي".
وجاء الرد مختصرا: "دعونا نرى أولا ما يحدث مع المصريين، وبعد ذلك يمكننا أن ننظر في هذا الاتجاه".
يشير جياناكاكيس إلى الهند كمصدرٍ "لا ينضب" للعمالة، تليها فيتنام وتايلاند. ومع ذلك، يُضيف سريعًا: "لا أحد يُضاهي الألبان"٬ حسب صحيفة كاثيميريني يعكس ميله إلى الفلاحين الألبان نوعًا من الحنين إلى الماضي المذنب الذي يسود المناطق الريفية في اليونان، حيث لم يُعامل المهاجرون الألبان دائمًا بإنصاف في السنوات الأولى، وغالبًا ما كانوا لا يتقاضون أجورًا وينامون في الحقول أو مستودعات التخزين.
