أمام مركز توزيع مساعدات
جندي أمريكي عن طفل غزة: قتله الاحتلال بعدما سار 12كيلو للحصول على الغذاء

خرج جندي أمريكي يدعى أنطوني أجيلار، خدم في مركز توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية جنوب رفح قبل أن يترك منصبه، بشهادة موجعة من قلب حصار غزة، تروى لأول مرة في حلقة بودكاست «The New York Times» في برنامج «How Seeking Food in Gaza Has Become So Deadly».
روى الجندي الأمريكي قصة الطفل «أمير» من غزة، صاحب الجسد النحيل والقدمين الحافيتين، الذي قطع 12 كيلومترًا تحت الشمس الحارقة ليصل إلى نقطة التوزيع ولم يحصل سوى على حفنة من الأرز والعدس من على الأرض، ويحكي الجندي الأمريكي عندما أخذ الأرز والعدس، وكنت راكعا على الأرض وضع يديه النحيلتين على وجهي، كانت يديه متسختين وكأنهما عظام فقط، ثم قبلني وقال لي شكرا، ثم قالها بالإنجليزية “thank you".
طفل غزة
ولم تمض سوى دقائق بعد عودته للحشد ولزملائه، حتى بدأ إطلاق الرصاص عليه ورذاذ الفلفل وقنابل الغاز وقنابل الصوت جميعها في آن، أطلقوا النار على قدميه في البداية، فجرى ليهرب، ولكنهم لم يمهلوه حتى قتلوه" جاء سائرا على قدميه مسافة 12 كيلو مترا، دون أن يكون معه صندوقا يحمل فيه، أخذ الفتات باقي كيس أرز وكيس عدس ممزق، ويكمل أنطوني كلامه وهو يبكي، “استهدفوه ايضا، مات أمير دوى الرصاص وسقط أمير شهيدًا" وترك الجندي الأمركي عمله في غزة بسبب هذا الحادث.
هذه الحادثة وغيرها من المآسي تسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية في غزة، يروي الضابط الأمريكي أن الحادثة في 28 مايو 2025، قرب مركز توزيع تشغله مؤسسة غزة الإنسانية بدعم أمريكي وإسرائيلي، في منطقة تل السلطان برفح.
بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، فإن عمليات التوزيع في غزة تحوّلت إلى “مصائد موت”، وقُتل أكثر من 1,050 فلسطينيًا خلال محاولتهم الحصول على الغذاء، وسط إطلاق نار وغاز مسيّل للدموع من قبل القوات الإسرائيلية وجهات أمنية أمريكية متعاقدة، بحسب شهادات ومصادر ميدانية.
وفي قصة أخرى لممرضة أمريكية تدعى"إيداليداس بورجوس" في مستشفى في غزة وجدت طفلا مصاب فقد عائلته بالكامل في مجزرة ارتكبها الاحتلال، فقالت له في فيديو انتشر على موقع الفيس بوك قالت في رسالة مؤثرة : "ما دام فيّ نفس سأواصل القتال من أجلك ومن أجل شعب غزة لن أتوقف أبدا لأن ما يحدث الآن غير صحيح بالمرة" الرسالة انتشرت بشكل كبير.